وزير الخارجية الأميركي يؤكد دعم بلاده للشرعية الدستورية في اليمن

كيري ينقل للرئيس هادى تعازي أوباما بشهداء مجزرة التواهي

وزير الخارجية الأميركي يؤكد دعم بلاده للشرعية الدستورية في اليمن
TT

وزير الخارجية الأميركي يؤكد دعم بلاده للشرعية الدستورية في اليمن

وزير الخارجية الأميركي يؤكد دعم بلاده للشرعية الدستورية في اليمن

أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، دعم الحكومة الاميركية للشرعية الدستورية في اليمن والحفاظ على وحدة وأمن واستقرار اليمن واستكمال العملية السياسية الانتقالية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، كما أكد على دعم ومساندة الإدارة الأميركية لقوات التحالف بقيادة السعودية التي تعمل على دعم الشرعية في اليمن. وقال: "نحن على تنسيق كامل مع حلفائنا في المنطقة وفي المقدمة السعودية، ولن نسمح لتلك الميليشيات بتهديد الأمن والسلم الدوليين".
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، اليوم (الخميس)، في العاصمة الرياض، الوزير الأميركي بحضور نائب الرئيس رئيس مجلس الوزراء خالد محفوظ بحاح.
وقدم الرئيس اليمني لوزير الخارجية الأميركي شرحا مفصلا للتطورات السياسية والعسكرية، مركزا على الوضع الإنساني الصعب الذي تعيشه اغلب المحافظات اليمنية وخاصة محافظة عدن.
وأدان عبدربه هادي منصور ما قامت به الميليشيات الحوثية والقوات الموالية لصالح يوم أمس الأربعاء من مجزرة بحق المدنيين في التواهي، مشيداً بالمقاومة الأسطورية، التي يسطرها أبناء محافظة عدن وعموم الشعب اليمني في مختلف المحافظات لمواجهة الميليشيات الانقلابية.
وخلال اللقاء نقل جون كيري للرئيس هادي تعازي الرئيس أوباما لشهداء مجزرة التواهي، مؤكداً حرص الولايات على تطوير التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين اليمن والولايات المتحدة، وتطوير الشراكة بينهما ودعمها لتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل.
بدوره أكد الرئيس هادي على المرجعيات التي اتفق عليها جميع اليمنيين بمختلف توجهاتهم السياسية، والتي تعد الأساس لمجمل العملية السياسية والمتمثلة في الشرعية الدستورية، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن ذات العلاقة وبالأخص القرار الدولي 2216.
وتطرق اللقاء الى استعراض التطورات المتعلقة بالتحضيرات لمؤتمر الرياض الهادف الى استكمال كافة الاستحقاقات السياسية للمرحلة الانتقالية، وتبادل الآراء إزاء العديد من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، وحضر اللقاء الدكتور رياض ياسين وزير الخارجية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».