تفشي أمراض جلدية بين النازحين في مخيمات بكردستان العراقhttps://aawsat.com/home/article/354411/%D8%AA%D9%81%D8%B4%D9%8A-%D8%A3%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%B6-%D8%AC%D9%84%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B2%D8%AD%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%AE%D9%8A%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D9%83%D8%B1%D8%AF%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82
تفشي أمراض جلدية بين النازحين في مخيمات بكردستان العراق
بينها الجرب واللشمانيا بسبب مشكلات غذائية وأخرى خاصة بالمياه
أطفال إيزيديون نزحوا من سنجار يقيمون مع أسرهم في مخيم بدهوك (أ.ب)
دهوك:«الشرق الأوسط»
TT
دهوك:«الشرق الأوسط»
TT
تفشي أمراض جلدية بين النازحين في مخيمات بكردستان العراق
أطفال إيزيديون نزحوا من سنجار يقيمون مع أسرهم في مخيم بدهوك (أ.ب)
تشيع الأمراض التي تُحدث تشوهات في الجلد مثل الجرب واللشمانيا في محافظة نينوى العراقية وتنتشر في أوساط النازحين الذين يعيشون في مخيمات مكتظة في منطقة كردستان. ويرى مسؤولو الصحة أن مشكلات غذائية وأخرى خاصة بالمياه في المخيم هي سبب انتشار تلك الأمراض.
ويعيش حاليا زهاء 19 ألف نازح معظمهم من الإيزيديين - الذين فروا من مدينة سنجار بعد سقوطها في أيدي متشددي تنظيم داعش - في نحو 4000 خيمة بمخيم شاريا في مدينة دهوك الكردية. ولا تتوفر لهؤلاء النازحين مياه صالحة للشرب أو صرف صحي أو مرافق عامة مناسبة للحفاظ على الصحة.
وحث رئيس اللجنة الصحية في مجلس محافظة نينوى خوديدة خلف وزارة الصحة المحلية ومنظمة الصحة العالمية على المساعدة في السيطرة على تلك الأمراض. وقال لتلفزيون وكالة رويترز «مخيمات النازحين في إقليم كردستان تنتشر فيها الأمراض الجلدية والجرب (..) فطالبنا ونطالب منظمة الصحة الدولية ووزارة الصحة العراقية ووزارة الصحة في إقليم كردستان بالسيطرة على هذه الأمراض الجلدية»، ملقيا بالمسؤولية عن انتشار تلك الأمراض على تضافر عوامل بينها غياب النظافة الشخصية والغذاء والماء النظيفين وعدم توفر نظام فعال للرعاية الصحية.
والجرب مرض جلدي طفيلي مُعدِ تُصنفه منظمة الصحة العالمية باعتباره من الأمراض المتصلة بالماء.
ويعاني فتى إيزيدي يُدعى رواند خليل خلف وشقيقته من داء الصدفية الذي يُسبب حكة وألما وتشوهات لسطح الجلد. وتحدث رواند عن محنته هو وأخته التي دفعتهما لترك المدرسة. وشكا رواند (16 سنة) وهو جالس على حشية في خيمته ويعرض ساقيه وذراعيه وعليها تشوهات المرض «لا يساعدنا أحد. لم يساعدنا أحد حتى الآن. عندما نذهب إلى المدرسة يقول لنا الأطفال بأننا مصابان بالجرب وينبذوننا. إنهم يخافون منا ويبدأون في الصراخ عندما يروننا. أنا قزم أيضا الأمر الذي يفاقم معاناتي. حالتنا في غاية السوء».
وقال طبيب في مخيم شاريا للاجئين يُدعى حاجي عزيز عيسى بأن هناك عددا قليلا من حالات الإصابة بمرض اللشمانيا ظهرت بين اللاجئين في مخيم شاريا. وأضاف عيسى للتلفزيون «في مخيم شاريا الأمراض الجلدية هي الجرب وجدري الماء والقمل وبعض الحالات النادرة من اللشمانيا.. حالات قليلة جدا لا تتعدى سبع أو ثماني حالات. تم تزويد معلوماتهم وتم الإخبار الفوري في دائرة صحة دهوك وتتم معالجتهم الآن».
واللشمانيا - الذي يُعرف محليا باسم حبة بغداد - مرض طفيلي ينتقل عبر ذبابة الرمل ويتسبب في ظهور ندوب حادة عادة ما تكون في الوجه.
وأوضح عيسى أن الأمراض الجلدية الشائعة تجد بيئة خصبة لها في مخيمات اللاجئين المكتظة.
وقال: «الوضع مهيأ في داخل المخيمات لانتشار مثل هكذا أمراض من خلال التجمعات الكثيفة في داخل المخيم ومن خلال المدارس والهيئات والمراكز التي توجد في داخل المخيم وعبارة عن وسط جيد لانتشار هذه الأمراض بين الأشخاص».
وتقول الأمم المتحدة بأن نحو 7.2 مليون شخص شُردوا في العراق منذ بداية عام 2014 بينهم نحو نصف مليون من محافظة الأنبار في غرب البلاد.
الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.
واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.
وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.
وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.
وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.
وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
تطييف القطاع الطبي
في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.
وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.
وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.
إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.
وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.
وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.
وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.
استهداف أولياء الأمور
في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.
وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.
في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.
ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.
وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.
ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.
وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.