المقاومة الشعبية التهامية تحذر التجار من دعم المسلحين الحوثيين

رفض للميليشيات في الحديدة

المقاومة الشعبية التهامية تحذر التجار من دعم المسلحين الحوثيين
TT

المقاومة الشعبية التهامية تحذر التجار من دعم المسلحين الحوثيين

المقاومة الشعبية التهامية تحذر التجار من دعم المسلحين الحوثيين

في الوقت الذي تستمر فيه جماعة الحوثي المسلحة بفرض إتاوات أو مبالغ مالية إجباريا على التجار في مدينة الحديدة، غرب اليمن، لدعم ما يسمى «المجهود الحربي» للمسلحين الحوثيين، قالت مصادر مقربة من المقاومة الشعبية التهامية لـ«الشرق الأوسط»، إن «مقاتلين من المقاومة الشعبية التهامية وجهوا رسائل لجميع التجار في مدينة الحديدة، وخصوصا من هم من أبناء تهامة بعدم دعم ما يسمى المجهود الحربي للمسلحين الحوثيين، وإن كان هناك دعم يقدمونه فعليهم أن يوجهوه إلى أبناء منطقتهم تهامة لطرد جماعة الحوثي المسلحة وجميع الميليشيات المسلحة من تهامة ككل، وإلا فإن يد المقاومة ستطالهم في أي وقت ولن يبقى لهم مكان في تهامة، وقد أعذر من أنذر»، حسب المصادر.
وأكدت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أن «جماعة الحوثي المسلحة شنت، أمس، عملية اعتقالات واسعة النطاق في مدينة الحديدة، غرب اليمن، لجميع المناوئين لهم ومن تشتبه فيهم بالتحاقهم بـ«المقاومة الشعبية التهامية وجميع من هم مسلحون في مدينة الحديدة، وشملت الاختطافات صغار السن». وقالت المصادر، إن «جماعة الحوثي المسلحة اختطفت، أمس، سامي شوعي، شقيق القائد الميداني للحراك التهامي السلمي من مقر عمله في ميناء الحديدة، ثاني أكبر ميناء في اليمن بعد ميناء عدن والتي تسيطر عليه جماعة الحوثي، وذلك بعدما تمكنت المقاومة الشعبية التهامية من تفجير طقم تابع للمسلحين الحوثيين جوار دوار الربصة بالحديدة، وتم تبادل إطلاق النار بين الطرفين سقط فيها قتلى وجرحى بصفوف الحوثيين».
وأضافت المصادر ذاتها: «شوهدت اشتباكات عنيفة دارت بدوار الربصة بين ميليشيات الحوثي وعناصر تابعة للأمن العام والمركزي والنجدة ومسلحين مجهولين وسيارات الإسعاف تنقل مصابين إلى المستشفيات». واستنكر الكثير من الناشطين والإعلاميين في مدينة الحديدة مقتل بسام علي الحنمي الذي قال شهود عيان إنه قتل على يد «مسلحي جماعة الحوثي مساء أمس غدرًا بعد أن عاد لغرفته في منشآت النفط بمحافظة الحديدة وبعد تسوية الخلاف الذي نشب بين زملائه ومسؤول الحوثيين في المنشآت وقبولهم بتوجيهات ضابط القوات الخاصة في المنشآت التي قضت بالسماح لهم بخروج الديزل والبترول الذي كان بسببه النزاع»، مؤكدين أن المُكنى بـ«أبو حمزة» لم يكتفِ بذلك وعاد معززًا بسبعة عناصر ودخل الغرفة التي كان بها القتيل مع جنديين آخرين وباشره بالرصاص ليرديه قتيلاً على الفور، وقاموا باختطاف الجنديين الآخرين الذين كانوا في خدمة حراسة منشآت النفط.
وكان شهود عيان قد أكدوا لـ«الشرق الأوسط»، أنه «جرت اشتباكات عنيفة بين جنود من الأمن المركزي والمسلحين الحوثيين بسبب استحواذ الجماعة على مادة البنزين بإحدى منشآت النفط في مدينة الحديدة المخصصة لموظفين شركة النفط والمصانع والمؤسسات العامة؛ الأمر الذي أدى إلى وقوع جرحى بين الطرفين وقتيل من المسلحين الحوثيين، ومقتل أحد الحراس، ما مكن جماعة الحوثي المسلحة من الاستيلاء على المنشآت النفطية بعد انسحاب حراستها من أفراد الأمن المركزي وسيطرته عليها بالقوة بقيادة أبو حمزة».
ويعيش أبناء مدينة الحديدة وجميع مديرياتها حالة صحية حرجة، وخصوصا بعد الحصار الذي تمارسه عليهم جماعة الحوثي المسلحة، حيث سجلت الإصابات بحمى الضنك في الساعات الماضية بأكثر من 204 حالة بحسب ما وردت لمختلف مستشفيات ثلاث مديريات بمركز محافظة الحديدة سجلها قطاع الصحة في منظمة «رصد للحقوق والحريات»؛ الأمر الذي أثار قلقا كبيرا في أوساط المواطنين، وخصوصا بعد حدوث الوفيات.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».