ربما تستحق النسخة الحالية لبطولة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم أن يطلق عليها (بطولة المفاجآت) بعدما شهدت الكثير من النتائج غير المتوقعة، عقب فشل أكثر من ناد سبق له التربع على عرش الكرة الأفريقية في التأهل إلى مرحلة المجموعتين للبطولة.
وكانت الكرة الجزائرية على موعد مع التاريخ بعدما باتت أول دولة يمثلها ثلاثة أندية في دور الثمانية للبطولة، بعدما حجزت أندية وفاق سطيف (حامل اللقب) واتحاد الجزائر ومولودية شباب العلمة مقاعدها في دور المجموعتين.
وصعدت برفقة الفرق الجزائرية الثلاثة في دور الثمانية أيضا أندية الهلال والمريخ السودانيين والمغرب التطواني المغربي وسموحة المصري بالإضافة إلى مازيمبي بطل الكونغو الديمقراطية.
والأمر الذي يثير الانتباه، أن من بين الأندية الثمانية المشاركة في هذا الدور، لا يوجد سوى فريقين فقط سبق لهما التتويج باللقب هما وفاق سطيف، الذي فاز بالبطولة عامي 1988 و2014، ومازيمبي، الذي أحرز الكأس أعوام 1967 و1968 و2009 و2010.
ويعد هذا الحضور العربي الأكبر في هذا الدور، منذ نسخة البطولة عام 2007. التي شهدت أيضا مشاركة سبعة أندية عربية مقابل فريق واحد من خارج الوطن العربي.
ويعتبر الأهلي المصري، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة برصيد ثمانية ألقاب، أبرز الغائبين عن دور المجموعتين بعدما تواصل إخفاقه عن الظهور مع الثمانية الكبار للعام الثاني على التوالي، عقب خسارته بالركلات الترجيحية أمام فريق المغرب التطواني، الذي يشارك للمرة الثانية في تاريخه بالمسابقة.
وبينما أعاد المغرب التطواني البسمة على وجوه جماهيره التي شعرت بخيبة أمل كبيرة عقب خروجه المبكر من الدور الأول للنسخة الأخيرة من بطولة كأس العالم للأندية التي استضافتها المغرب في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فإن إقصاء الأهلي المبكر من دوري الأبطال تسبب في إشعال بركان الغضب داخل قلعة الجزيرة بعدما قررت إدارة النادي الإطاحة بالإسباني خوان كارلوس جاريدو من القيادة الفنية للفريق، بسبب سوء النتائج.
ولم يكن الخروج المبكر من دوري الأبطال هو الإخفاق الوحيد لجاريدو مع الفريق الذي يلقب بـ(نادي القرن في أفريقيا)، بعدما ودع الأهلي (عمليا) سباق المنافسة على بطولة الدوري المصري التي كان يحمل لقبها في نسخها الثماني الماضية، في ظل ارتفاع الفارق مع غريمه التقليدي الزمالك (صاحب الصدارة) إلى 11 نقطة.
ويسعى الأهلي لاغتنام الفرصة المتاحة أمامه حاليا من أجل استعادة اتزانه مرة أخرى عندما يخوض دور الستة عشر الإضافي في بطولة كأس الاتحاد الأفريقي (الكونفدرالية الأفريقية) التي توج بها العام الماضي. في المقابل، لم يكن الترجي والصفاقسي، ممثلا الكرة التونسية في دوري الأبطال، أفضل حالا من الأهلي بعدما خرجا من البطولة، لتفتقد مرحلة المجموعات تواجد الأندية التونسية للمرة الأولى منذ عام 2008.
وللمرة الأولى منذ عام 2009. يفشل الترجي، الذي توج باللقب عامي 1994 و2011 في التأهل لدور الثمانية، بعدما خرج أمام المريخ السوداني، الذي ثأر لخسارته أمام الفريق التونسي في الدور ذاته بنسخة البطولة عام 2010. ليسترد الفريق السوداني مقعده في مرحلة المجموعتين الذي غاب عنه منذ ستة أعوام.
كما أخفق الصفاقسي، الذي تأهل لنهائي المسابقة عام 2006. في بلوغ دور المجموعتين، بعدما سقط بالركلات الترجيحية أمام مولودية شباب العلمة، الذي يشارك للمرة الأولى في البطولة، بعدما استفاد من استبعاد مواطنه شبيبة القبائل على خلفية مقتل الكاميروني ألبير إيبوسيه في شهر أغسطس (آب) الماضي إثر إلقاء مقذوف من المدرجات بالدوري الجزائري.
وواصل الرجاء البيضاوي المغربي، حامل لقب المسابقة أعوام 1989 و1997 و1999. فشله في التأهل لدور المجموعتين للمرة الأولى منذ عام 2011. بعدما وقف الحظ له بالمرصاد إثر خسارته بالركلات الترجيحية أمام وفاق سطيف، رغم الأداء اللافت الذي قدمه الفريق المغربي في مباراتي الذهاب والعودة.
وتدرس إدارة النادي المغربي حاليا فك ارتباطها بالمدرب البرتغالي جوزيه رومارو بعد إخفاق الفريق في الصعود، لا سيما في ظل ابتعاد الرجاء عن صراع المنافسة على لقب الدوري المغربي، حيث يحتل حاليا المركز السابع في ترتيب المسابقة.
ورغم قيادته للفريق نحو التأهل لمرحلة المجموعات، فاجأ خير الدين ماضوي المدير الفني لوفاق سطيف الجميع بالتقدم باستقالته عقب شعوره بالإرهاق الكبير خاصة بعدما قاد الوفاق للتتويج باللقب العام الماضي.
من جانبه، حافظ الهلال السوداني على بريقه في البطولة بتأهله لدور الثمانية للعام الثاني على التوالي، بعدما تفوق على منافسه سانجا بيلاندي بطل الكونغو الديمقراطية في مباراتي الذهاب والعودة، ليستكمل مسيرة الدفاع عن سمعة الكرة السودانية في البطولة برفقة منافسه اللدود المريخ.
وعاد اتحاد الجزائر لصولاته الأفريقية مجددا بعدما تأهل لدور الثمانية للمرة الأولى منذ عام 2004 على حساب كالوم ستارز الغيني. ويستحق سموحة، الذي يشارك في البطولة للمرة الأولى في تاريخه، أن يطلق عليه لقب الحصان الأسود في البطولة، بعدما أطاح بالكثير من الأندية الأفريقية العريقة في مشواره نحو التأهل، بدءا من أهلي طرابلس الليبي في الدور التمهيدي، مرورا بأنيمبا النيجيري، الفائز بالبطولة عامي 2003. و2004. في دور الـ32. وانتهاء بليوبار الكونغولي، الذي توج بالكونفدرالية الأفريقية عام 2012، في دور الستة عشر.
ويبقى مازيمبي هو الخطر الحقيقي الذي قد يشكل تهديدا لآمال الفرق العربية في التتويج باللقب للعام الخامس على التوالي، في ظل سعي الفريق الكونغولي للعودة إلى منصة التتويج الأفريقية بعد غياب استمر خمسة أعوام.
دوري أبطال أفريقيا يفقد فرقه العريقة في دور الثمانية
بسقوط الأهلي والترجي والرجاء والصفاقسي وتأهل العلمة والتطواني وسموحة
دوري أبطال أفريقيا يفقد فرقه العريقة في دور الثمانية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة