يوفنتوس بدفاعه الحديدي يواجه ترسانة ريـال مدريد الهجومية اليوم

بطل إيطاليا يتطلع لاستعادة أمجاده والفريق الملكي للحفاظ على اللقب في ديربي خاص بين المدربين الإيطاليين أنشيلوتي وأليغري بنصف نهائي دوري الأبطال

لاعبو يوفنتوس المنتشون بحصد اللقب الإيطالي يأملون إزاحة ريـال مدريد من دوري الأبطال (رويترز)  -  رونالدو نجم الريـال يتوسط زملاءه خلال التدريبات استعدادا لمواجهة اليوفي (أ.ف.ب)
لاعبو يوفنتوس المنتشون بحصد اللقب الإيطالي يأملون إزاحة ريـال مدريد من دوري الأبطال (رويترز) - رونالدو نجم الريـال يتوسط زملاءه خلال التدريبات استعدادا لمواجهة اليوفي (أ.ف.ب)
TT

يوفنتوس بدفاعه الحديدي يواجه ترسانة ريـال مدريد الهجومية اليوم

لاعبو يوفنتوس المنتشون بحصد اللقب الإيطالي يأملون إزاحة ريـال مدريد من دوري الأبطال (رويترز)  -  رونالدو نجم الريـال يتوسط زملاءه خلال التدريبات استعدادا لمواجهة اليوفي (أ.ف.ب)
لاعبو يوفنتوس المنتشون بحصد اللقب الإيطالي يأملون إزاحة ريـال مدريد من دوري الأبطال (رويترز) - رونالدو نجم الريـال يتوسط زملاءه خلال التدريبات استعدادا لمواجهة اليوفي (أ.ف.ب)

يعول يوفنتوس الإيطالي على دفاعه الثلاثي «الحديدي» عندما يواجه ضيفه ريـال مدريد الإسباني حامل اللقب اليوم في ذهاب الدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
ويعود يوفنتوس للعب دوره بين كبار القارة العجوز بعدما بلغ الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ 12 عاما، وذلك بأسلوب لعب حديدي صلب يختلف تماما عن العمالقة برشلونة وريـال مدريد الإسبانيين وبايرن ميونيخ الألماني.
وعندما يحل ريـال مدريد ضيفا على يوفنتوس اليوم لن يكون الصراع قاصرا على فريقين يسعى كل منهما للانطلاق نحو النهائي، وإنما ستشهد المباراة ما يشبه الديربي بين المدربين الإيطاليين كارلو أنشيلوتي وماسيميليانو أليغري.
يخوض أليغري مواجهة اليوم بثقة عالية بعد أن حسم يوفنتوس لقب الدوري الإيطالي قبل أربع مراحل من نهاية المسابقة، إثر الفوز على سمبدوريا 1 - صفر السبت، ويتوقع أن يحظى المدرب بدعم هائل من قبل الجماهير في المباراة المقررة بتورينو.
ويأتي دعم الجماهير بمثابة اعتذار لأليغري الذي لم يكن مرحبا به عندما تولى تدريب الفريق في يوليو (تموز) الماضي خلفا لأنطونيو كونتي، الذي قاد الفريق لثلاثة ألقاب متتالية في الدوري قبل أن ينتقل لتدريب المنتخب الإيطالي.
ويختلف الحال تماما بالنسبة لأنشيلوتي حيث لا يزال الكثيرون يتذكرون فترة عام ونصف العام قضاها مع يوفنتوس وانتهت في 2001 ولم يتوج الفريق خلالها بأي ألقاب، بل وظلت شريحة من الجماهير حينذاك تنظر بعين الاتهام إلى أنشيلوتي لحقيقة أنه قضى أغلب مسيرته الاحترافية مع فريقي روما وميلان المنافسين.
أما أليغري فلم يحظ بنفس شهرة أنشيلوتي وقد قضى ثلاثة مواسم ونصف الموسم في تدريب ميلان وقاد الفريق للقب وحيد عام 2011 قبل أن يتوج الآن مع يوفنتوس.
ولكن بالنظر إلى الطبيعة المتقلبة للجماهير، يعد حسم لقب الدوري والمشاركة في المربع الذهبي بالبطولة الأوروبية وخوض نهائي كاس إيطاليا المقرر أمام لاتسيو في يونيو (حزيران)، اعتذارا كافيا لأليغري.
وقبل مباراة الذهاب على ملعب يوفنتوس وبالأخذ في الاعتبار أن مباراة الإياب تقام على ملعب سانتياغو بيرنابيو معقل ريـال مدريد، اعتبر أليغري أن منافسه الإسباني هو المرشح الأوفر حظا للتأهل إلى النهائي.
وقال أليغري: «أعتقد أن ريـال مدريد تطور كثيرا منذ أن تولى أنشيلوتي تدريبه (عام 2013) نظرا لخبرته الدولية الكبيرة، وقاد الفريق للقبه العاشر في دوري أبطال أوروبا».
وأضاف: «هذا العام لا يزالوا ينافسون على لقب الدوري الإسباني ويشاركون مجددا في قبل نهائي دوري الأبطال. هناك الكثير من الأشياء التي يجب علينا تجنبها أمامهم لأن ريـال مدريد فريق استثنائي لديه فنيات وكفاءات هائلة».
ويشكل نجاح الماضي ضغطا إضافيا على أنشيلوتي حيث فاز بالألقاب المحلية مع كل من ميلان وتشيلسي وباريس سان جيرمان بالإضافة إلى لقبين أوروبيين مع ميلان وريـال مدريد.
وقبل ثلاث مراحل من نهاية الدوري الإسباني، يحتل ريـال مدريد المركز الثاني بفارق نقطتين خلف غريمه برشلونة، الذي يلتقي بايرن ميونيخ الألماني في المواجهة الأخرى بالدور قبل النهائي لدوري الأبطال.
وكان ريـال مدريد قد وجد صعوبة في التغلب على مضيفه أشبيلية 3 - 2 مساء السبت لكن ثلاثية النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو كانت بمثابة تحذير لمدافعي يوفنتوس ومديره الفني أليغري.
وقال أنشيلوتي عقب مواجهة أشبيلية «هذا الفوز يمنحنا الفرصة لمواصلة الصراع من أجل الدوري، ولكن الأهم من ذلك أنه يمنحنا الثقة لخوض مباراة يوفنتوس في تورينو والفوز بها».
أما أليغري فيسعى إلى استغلال وضع فريقه الذي لا يعاني من أي قلق بشأن الدوري الإيطالي المحسوم، وتوجيه التركيز بشكل أساسي لدوري الأبطال، وقال: «قبل المباراة سأقول للاعبينا إننا على بعد خطوة واحدة من تحقيق شيء استثنائي. يجب أن نحافظ على هدوئنا وندرك ما يمكننا القيام به».
ووصل يوفنتوس إلى قبل النهائي عبر عروض متذبذبة وغير مقنعة أحيانا باعتراف لاعبيه مثل الفرنسي باتريس إيفرا الذي قال: «كان أداء سيئا لكننا تأهلنا»، وذلك عقب التعادل مع موناكو الفرنسي صفر - صفر في إياب ربع النهائي، والتأهل للفوز ذهابا بهدف جاء من ركلة جزاء للتشيلي ارتورو فيدال. وتابع إيفرا: «لم يقدم الفريق أداء جيدا بمجمل المباراتين لكن في نهاية المطاف قمنا بما هو مطلوب على الطريقة الإيطالية». لكن المدرب أليغري يرى بأن «النتيجة أهم من الأداء».
وقد قام أليغري بالفعل بما هو مطلوب إذ بلغ فريق «السيدة العجوز» دور الأربعة للمرة الأولى منذ 2003 حين تخلص من ريـال بالذات في دور الأربعة وواصل مشواره حتى النهائي قبل أن يخسر أمام مواطنه ميلان بركلات الترجيح حين كان الأخير بقيادة مدرب ريـال مدريد حاليا كارلو أنشيلوتي.
ويعلق قائد يوفنتوس الحارس جانلويجي بوفون عن انتظار فريقه 12 عاما لكي يصل مجددا إلى نصف نهائي البطولة القارية
«قائلا: لم أعتقد بأننا سننتظر طيلة هذه الفترة!». وتوج يوفنتوس باللقب عامي 1985 و1996 ووصل إلى مباراتها النهائية في 5 مناسبات أخرى لكنه خسر مكانته بين الكبار منذ إنزاله إلى الدرجة الثانية عام 2006 بسبب فضيحة التلاعب بالنتائج.
واحتاج يوفنتوس الذي هجره حينها الكثير من النجوم مثل السويدي زلاتان إبراهيموفيتش وفابيو كانافارو، إلى الوقت لكي يستعيد عافيته والمستوى الذي يخوله مقارعة فرق كبيرة مثل بوروسيا دورتموند الألماني الذي تخلص منه في الدور الثاني قبل أن يزيح موناكو في ربع النهائي. ويقول أليغري: «من أجل الوصول إلى هذا المستوى أنت بحاجة إلى أسس فريق صلب، وإلى لاعبين جيدين أيضا.. ومدرب جيد أيضا».
من المؤكد أن أسلوب يوفنتوس محدود بعض الشيء إذا ما تمت مقارنته بريـال مدريد الذي يعول على ترسانة هجومية يقودها النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو والويلزي العائد من الإصابة غاريث بيل إلى جانب الكولومبي خاميس رودريغيز والمكسيكي خافيير هرنانديز، فيما استبعد الفرنسي كريم بنزيمة من تشكيلة لقاء الذهاب كونه ما زال في مرحلة التأهيل من الإصابة رغم أنه عاد إلى التمارين قبل يومين، فيما سيستمر غياب نجم الوسط لوكا مودريتش للإصابة.
وغاب بنزيمة عن النادي الملكي لخمس مباريات بسبب مشكلة في ركبته، لكنه لم يستعد كامل لياقته البدنية من أجل المشاركة في لقاء اليوم، وذلك خلافا لزميله بيل الذي سافر مع الفريق بعد شارك في نصف الساعة الأخير من لقاء السبت في الدوري ضد إشبيلية (3 - 2).
ويواجه الويلزي منافسة من المكسيكي خافيير هرنانديز للوجود في التشكيلة الأساسية في ظل المستوى الجيد الذي يقدمه المهاجم المعار من مانشستر يونايتد الإنجليزي.
ويقول هيرنانديز الذي سجل الهدف الوحيد الذي قاد الريـال للإطاحة بأتليتكو مدريد من دور الثمانية بدوري الأبطال: «الفوز بدوري الأبطال يعد حلما لكل اللاعبين. نعرف أن يوفنتوس فريق جيد لا يتوقف عن المنافسة، وسيجعلنا نعيش وقتا عصيبا. كل الفرق تكون متحمسة للغاية أمامنا».
ويعتمد فريق يوفنتوس على خط دفاعه الثلاثي المكون من أندريا بارزاغلي وليوناردو بونوتشي وجورجيو كييليني ومن خلفهم الحارس القائد جانلويجي بوفون، ثم انتظار تمريرة سحرية من المايسترو أندريا بيرلو وتوغل صاروخي من الأرجنتيني كارلوس تيفيز.
وباستطاعة أليغري الاعتماد في خط الدفاع الثلاثي على المستوى المميز هذا الموسم لبونوتشي الذي تطور أداؤه بشكل لافت من ناحية المساهمة الهجومية إذ لعب في أكثر من مناسبة صلة الوصل المباشر بين الخطين الخلفي والأمامي بفضل تمريراته الطويلة المتقنة إلى تيفيز أو الإسباني الفارو موراتا، ووصل به الأمر حتى إلى تسجيل الأهداف الحاسمة كما حصل في المباراتين المهمتين جدا في الدوري المحلي ضد روما ولاتسيو، كما أنه اللاعب الأكثر مشاركة هذا الموسم بعد أن خاض 44 مباراة في جميع المسابقات.
في الجهة اليمنى من الدفاع، استعاد بارزاغلي مستواه بعد عودته الصعبة إلى الملاعب في فبراير (شباط) الماضي إثر غياب دام لتسعة أشهر نتيجة إصابته في مونديال البرازيل الصيف الماضي.
لكن الدفاع الثلاثي لفريق أليغري ليس مثاليا لأن هناك نقطة ضعف على الجهة اليسرى متمثلة بكييليني الذي كان خلف خسارة فريقه أمام النادي الملكي (1 - 2) في اللقاء الذي جمعهما في ذهاب دور المجموعات الموسم الماضي بعد أن تسبب بركلة جزاء ثم طرد في بداية الشوط الثاني مما اضطر بطل إيطاليا لإكمال اللقاء بعشرة لاعبين.
والأربعاء الماضي، تسبب كييليني بركلة جزاء لا يرتكبها مدافع مبتدئ لكن الحظ أسعفه بعدما أهدرها فيورنتينا في مباراة حسمها يوفنتوس 3 - 2 بفضل ثنائية لتيفيز، مما فتح الطريق أمامه لكي يحسم اللقب المحلي يوم السبت بفوزه على سمبدوريا بهدف للتشيلي ارتورو فيدال.
وأكد فيدال على أن فريقه لا يخشى ريـال مدريد الذي فاز على يوفنتوس في نهائي بطولة عام 1998، وقال: «أعرف أن ريـال مدريد أفضل فريق في العالم ولكننا نريد التأهل للنهائي. الفوز بلقب دوري الأبطال بمثابة حلم. سيكون لدينا الوقت للاحتفال في نهاية الموسم».
ويأمل أليغري أن يكون دفاعه في قمة استعداده للقاء العملاق الملكي وأن يستعيد المستوى الذي كان عليه قبل المرحلتين الثانية والثلاثين والثالثة والثلاثين حين اهتزت شباكه أربع مرات أمام جاره تورينو (1 - 2) وفيورنتينا، وذلك بعدما دخل شباكه هدف واحد فقط في 10 مباريات متتالية في جميع المسابقات.
ما هو مؤكد، أن يوفنتوس قطع شوطا كبيرا بين الأمس واليوم، بين الخروج من الدور الأول على يد غلاطة سراي التركي وبين الوصول إلى نصف النهائي بعد التخلص من فريقين قويين مثل دورتموند وموناكو الذي أطاح في الدور الثاني بآرسنال الإنجليزي، لكن حلم العودة لا ينتهي هنا بل يأمل الذهاب حتى رفع الكأس القارية الغالية للمرة الثالثة في تاريخه من أجل مكافأة لاعبين أوفياء مثل بوفون (37 عاما) الذي أشار إلى أنه لم يعد أمامه الكثير من الوقت من أجل التتويج باللقب الذي يغيب عن خزائنه. وقال أليغري: «لم يراهن علينا أحد في بداية الموسم، بل توقعوا أننا سنخرج من دور المجموعات. وهذا يعني أننا قطعنا الآن مشوارا طويلا. والآن علينا استغلال الفرصة بأفضل شكل ممكن ونحاول إيقاف بطل أوروبا الذي يضم مجموعة استثنائية من اللاعبين».
في المقابل يتطلع كريستيانو رونالدو ورفاقه إلى قيادة الريـال ليكون أول فريق يتوج باللقب الأوروبي مرتين متتاليتين، في تاريخ دوري أبطال أوروبا بنظامها الحالي، لكن من أجل التأهل للنهائي المقرر في برلين في السادس من يونيو المقبل عليه فك رموز الدفاع الحديدي ليوفنتوس.



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.