سوق العقارات في تايلاند.. ما لها وما عليها

بدأت تشهد توافد مشترين من منطقة الشرق الأوسط

سوق العقارات في تايلاند.. ما لها وما عليها
TT

سوق العقارات في تايلاند.. ما لها وما عليها

سوق العقارات في تايلاند.. ما لها وما عليها

دفع الانقلاب العسكري الأخير في تايلاند وفرض الأحكام العرفية هناك، التي لا تزال مستمرة، إلى إبطاء مبيعات العقارات، غير أنها انتعشت مجددا منذ بداية هذا العام، وفقا إلى ريتشارد لاستيد، المدير التنفيذي لشركة سيام العقارية ومقرها مدينة فوكيت.
ارتفعت مؤشرات الأسعار للمنازل العائلية المنفصلة في تايلاند بواقع 1 في المائة إلى 5.4 في المائة منذ عام 2008، وفقا لبيانات الإسكان الصادرة عن بنك تايلاند. أما الأسعار القياسية للوحدات السكنية والمنازل والأراضي فقد ارتفعت بوتيرة أسرع بكثير خلال نفس الفترة، وتتراوح النسبة في كثير من الأحيان بين 5 في المائة إلى 12 في المائة في العام.
تقول السيدة آن أدينيوس، مدير الوساطة الدولية لدى مؤسسة سيغناتشر ريزيدنس العالمية، بأن مدينة فوكيت هي من الأماكن ذات الشعبية العالية بالنسبة للأجانب الذين يريدون شراء المنازل في تايلاند: «برزت مدينة فوكيت كوجهة عالمية ومن المنتجعات ذات المستوى العالمي. كما يتوفر بالجزيرة مطار دولي، ومدارس دولية، ومستشفيات عالية المستوى، وملاعب للجولف، ومراسٍ ممتازة لليخوت، ومطاعم راقية مع مراكز تجارية فاخرة».
يسعى الكثير من المشترين إلى الفيلات الحديثة منخفضة التكاليف وغير مكتملة الإنشاء والتي تضم غرفتين إلى ثلاثة غرف للنوم وحوضا للسباحة على قطع متوسطة من الأراضي في مشروعات تنموية حديثة، حسبما أفاد لاستيد. تتراوح أسعار تلك المنازل في العادة بين 7 ملايين إلى 16 مليون باهت (العملة المحلية)، أو ما يقرب من 217 ألف إلى 496 ألف دولار.
ومع ذلك، يمكن لأسعار الفيلات في فوكيت أن تتجاوز حاجز المليون دولار، مثل الفيلا المدرجة هنا، وقد انتعشت السوق، التي تتألف من المشترين بالسعر النقدي، حتى في خضم الأوقات الاقتصادية العصيبة، كما أفادت السيدة أدينيوس: «في حين أن المشترين كانوا يبحثون فيما سبق عن العقارات في الساحل الغربي من الجزيرة والمفضل دوما، إلا أن جنوب وغرب جزيرة فوكيت شهدا ازدهارا في الشعبية كبديل للمواقع المخصصة لذوي الدخول العالية».
يسعى المشترون الأجانب أيضا إلى ابتياع المنازل في العاصمة بانكوك. فهناك مناطق المنتجعات في باتايا، وهوا هين، وجزيرة كوه ساموي، ومدينة شيانغ ماي الشمالية، كما قال الوكلاء. وتحولت مدينة شيانغ ماي إلى مقصد معروف للمتقاعدين الذين يبحثون عن منازل ذات أسعار معقولة، على حد وصف السيد سيمون برادشاو، مدير شركة بيرفكت هومز، وهي من شركات الوساطة العقارية هناك. يبحث أغلب المشترين الأجانب في مدينة شيانغ ماي عن منازل ذات ثلاث غرف للنوم مع ثلاثة حمامات على أطراف المدينة، والتي تتراوح أسعارها بين مليونين إلى 6 ملايين (باهت)، أو ما يقرب من 60 إلى 185 ألف دولار. ويقول السيد برادشاو «تتمتع المدن الساحلية بشعبية أكبر، غير أن الكثير من الناس يذهبون إلى شيانغ ماي عقب انقضاء فترة شهر العسل على الشواطئ».
من يشتري العقارات في تايلاند؟
تاريخيا، يأتي مشترو المنازل الأجانب في تايلاند بأعداد كبيرة من بريطانيا، وأوروبا، والولايات المتحدة، وهونغ كونغ، وسنغافورة، حسبما أفاد الوكلاء. وفي الآونة الأخيرة، بدأ المشترون يتوافدون من منطقة الشرق الأوسط، والهند، والصين، حيث أفادت بذلك السيدة أدينيوس. وقال السيد لاستيد بأنه لاحظ وجود مشترين من أستراليا وكوريا. كما بدأ الروس في الظهور مؤخرا لشراء المنازل في تايلاند بأعداد كبيرة حتى انهيار قيمة الروبل الروسي العام الماضي. وفي مدينة فوكيت، تقول السيدة أدينيوس بأنها تعمل مع المزيد من المشترين الذين يقضون بعض الوقت في البلاد وينتقلون إلى هونغ كونغ وسنغافورة لمتابعة أعمالهم.
بموجب القانون التايلاندي، يمكن للمشترين الأجانب تملك المنازل والمباني، بما في ذلك الشقق الصغيرة، ولكن يُحظر عليهم تملك الأراضي بأسمائهم، كما أفاد الوكلاء. وهناك ترتيب معروف لمشتري المنازل يقضي بشرائهم المنزل مع عقد إيجار خاص للأرض. ويكون عقد الإيجار في المعتاد لمدة 30 عاما مع فرصتين لتمديد الفترة إلى 30 سنة. تقول السيدة أدينيوس «غالبا ما تتضمن الصفقة خيار شراء الأرض والذي يمكن الاستفادة منه في حالة تغيير القوانين الخاصة بملكية الأجانب للأراضي أو قيام المشتري ببيع العقار إلى مواطن من تايلاند أو أحد الكيانات القانونية هناك».
يقول السيد لاستيد بأن هناك خيارا آخر وهو امتلاك المشتري الأجنبي لأعمال تجارية في تايلاند ويمكنه من خلالها شراء الأرض بواسطة شركته. لكن الممارسة المذكورة التي تتيح للأجانب تأسيس الشركات حصريا لأجل شراء الأراضي قد انتهت بصورة تدريجية كما يقول الوكلاء. تصل الرسوم القانونية في المعتاد إلى بضع مئات من الدولارات، وتكلفة تسجيل عقد الإيجار في المكتب العقاري تكلف 1 في المائة من القيمة الإيجارية، كما أفاد بذلك السيد برادشاو. وقال السيد لاستيد بأن ضريبة النقل، التي يتحملها المشتري في أغلب الأحيان، تبلغ 5.3 في المائة من قيمة العقار الذي بيع من قبل خلال السنوات الخمس الماضية، أو نسبة 2 في المائة إذا كان العقار جديدا أو لم تجر عليه عملية البيع خلال السنوات الخمس الماضية.
* خدمة «نيويورك تايمز»



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».