الحوثيون يستخدمون مواد حارقة لقتل وتعذيب المدنيين

المقاومة تشدد الحصار على الحوثيين في مطار عدن

الحوثيون يستخدمون مواد حارقة لقتل وتعذيب المدنيين
TT

الحوثيون يستخدمون مواد حارقة لقتل وتعذيب المدنيين

الحوثيون يستخدمون مواد حارقة لقتل وتعذيب المدنيين

خرقت ميليشيات الحوثيين جميع القوانين الدولية التي تجرم الإبادة الجماعية، باستهدافها أول من أمس العشرات من المواطنين داخل الأحياء الشعبية وإلقاء جثثهم في الشوارع العامة، بينما نوعت الميليشيات الحوثية طريقة القتل للمواطنين اليمنيين باستخدامها لكميات كبيرة من حمض الهيدروكلوريك الذي يؤدي إلى الوفاة، كما يسبب الحروق للجلد، والتشنجات.
واحتجزت ميليشيات الحوثيين، في فندق عدن بخور مكسر، أكثر من 10 من الكادر الطبي، وقرابة 15 طفلا لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات، بينما رصدت المقاومة الشعبية جرائم إعدامات ميدانية لمواطنين معارضين لوجود الحوثيين داخل المباني السكنية والذي نتج عنه إبادة جماعية للأسر في تلك المنازل، بذريعة دعمهم للمقاومة الشعبية، في حين تقوم الميليشيات الحوثية بتعذيب المصابين والجرحى داخل معسكرات هيئات لمثل هذه الأعمال دون تقديم أي عون أو مساعدة طبية أولية للمصابين.
وأرجعت المقاومة الشعبية أسباب تحول الميليشيات الحوثية من القتل المباشر للمدنيين إلى استخدام مواد قاتلة وحارقة، إلى أن المرحلة الحالية من أصعب المراحل على ميليشيات الحوثي وحليفهم علي عبد الله صالح، فتعمد على ترهيب وتخويف السكان في الأحياء التي يسيطرون عليها، إذ تعد هذه المواد قاتلة بشكل بطيء يمر فيها من تعرض لها لجملة من الأعراض الصحية والآلام الشديدة لينتهي بالوفاة، وهو ما تبحث عنه هذه الميليشيا في محاولة لإعادة بعض من قوتها على الأرض.
وأكدت المقاومة الشعبية أنها ترصد هذه الحالات وتقوم بعملية توثيق لها بالصور للأشخاص الذين تمكنوا من الفرار، وأخذ شهادتهم، تمهيدا لتقديمها للجهات الرسمية والحقوقية، بعد أن تعود الأوضاع إلى طبيعتها، لافتة إلى أن أعمال الحوثيين تركزت وخلال الأسبوع الماضي في استخدام طريقة جديدة ومغايرة عن الاستهداف المباشر بالمدفعية أو من خلال القناصة المنتشرين على المباني الرئيسية، وهي مستحدثة يهدف من خلالها إيجاد الخوف والرعب بين المدنيين في الأحياء الكبيرة حتى تتوقف عملية النزوح والمواجهة المباشرة معهم.
وميدانيا، حشدت المقاومة الشعبية أفرادها من مختلف الجبهات وتوزعت على ثلاث جبهات غرب وشرق المطار، وشنت هجوما أمس على مطار عدن الدولي الواقع في مديرية خور مكسر وأحكمت سيطرتها على أجزاء كبيرة من المطار انسحبت على إثرها ميليشيات الحوثي وصالح إلى جزيرة العمال القريبة من المطار، وتمكنت المقاومة من استهداف القائد الميداني للحوثيين بمعركة المطار «هاشم القحوم»، بينما تستمر المقاومة في التقدم وفرض حصارها على مطار المدينة والتقدم إلى مديرية خور مكسر في محاولة من الجبهات السبع لإنقاذ المدنية من فتك الحوثيين بالمدنيين.
وقال لـ«الشرق الأوسط» أبو محمد العدني عضو المقاومة والمنسق الإعلامي لجبهات المقاومة، إن ميليشيات الحوثي وحليفهم علي صالح يعيشون حالة من التخبط والرعب الذي دفعهم إلى استخدام أساليب محرمة في الحروب، باستخدام مواد تعذيبية للمدنيين، وخطف الكوادر الطبية، والأطفال الصغار، وهذه الأعمال رصدت خلال الأيام الماضية في تحول خطير ومقزز من هذه الميليشيات في اتجاه المواطنين الذين كفلت لهم القوانين الدولية الحماية والرعاية في النزاعات والحروب.
وفي الشق العسكري، قال العدني إن المقاومة الشعبية تقوم بأعمال قتالية بطولية على جميع الجبهات، إذ نجحت أمس في تنفيذ عملية نوعية اقتحموا من خلالها منطقة حجيف، واستطاعوا أن يستهدفوا أكثر من 10 أفراد من ميليشيات الحوثي، بينما أُسر شخصان، وجارٍ التعامل معهم، وقامت بانسحاب تكتيكي في محاولة لاستدراج الميليشيات وحليفهم لمثل هذه المقاومة والانقضاض عليها مرة أخرى. وأضاف المنسق الإعلامي لجبهات المقاومة أن هجوما ثلاثيا شنته المقاومة أمس على مواقع تجمع الحوثيين، في كل من جبهة التواهي، والقلوعة، والمعلا، وآخر على محطة الكهرباء التي يتمركز فيها الحوثيون، وأصيب خلال هذا الهجوم المباشر 6 أفراد من المقاومة، بينما قتل شخص، لافتا إلى أن هذه المعارك شهدت سقوط قرابة 15 من ميليشيات الحوثيين في أثناء المواجهات في مواقع مختلفة من المدينة. وحول المعارك الدائرة في محيط مطار عدن الدولي، أكد العدني أن المقاومة تخوض معركة طاحنة وشرسة قرب مطار عدن، ونجحت المقاومة في التقدم باتجاه أول نقطة على أطراف مدرج المطار نحو الطريق البحري، وذلك بعد تقدمت مجموعات من المقاومة في اتجاهي طريق الجسر ومن اتجاه محطة العصيمي، أو التي تمكنوا من خلالها من الوصول إلى سور المطار الشمالي وإطباق الحصار على الحوثيين المتمركزين في المطار، ويتوقع العدني أن تستمر المقاومة في زحفها الليلة لتطهير المطار والضغط من الاتجاه الشمالي لفك الحصار عن إخواننا في خور مكسر، لافتا إلى أن العدو بحسب وصفه تكبد خسائر كبيرة في العتاد وسقط من أفراده نحو 13 شخصا برصاص المقاومة في معركة استعادة المطار.
وقال العدني إن قوات التحالف استهدف أول من أمس عدة مواقع هامة يتمركز فيها الحوثيون، ومنها مواقع بخور مكسر، وما زالت الطلعات الجوية مستمرة حتى منتصف النهار، وشنت بالتزامن مع قصف قوات التحالف لخور مكسر جبهات المقاومة هجوما في محيط معسكر (بدر) لفك الحصار، مما دفع ميليشيا الحوثيين إلى الانسحاب إلى جزيرة العمال هروبًا من قصف مكثف لطيران التحالف، بينما واجهت المقاومة الشعبية معارك شرسة في الممدارة تزامنًا مع قصف لطيران التحالف لهذه المواقع.
وشدد المنسق الإعلامي لجبهات المقاومة على ضرورة الاستفادة من هذه المكتسبات التي تحقق المقاومة بالتنسيق مع طيران التحالف، بتدخل سريع للمنطقة العسكرية الرابعة، التي ستكسب المقاومة تحركا أكبر وأوسع في تطهير كثير من المواقع التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثيين، موضحا أن تدخل مروحيات الأباتشي لتنفيذ مهام محددة داخل المدن أصبح ضروريا في هذه الفترة للحد من أعمال العنف التي تطبقها الميليشيات بحق المدنيين، بينما ستسهم هذه العمليات في تشديد الحصار في مناطق متعددة ورصد الجيوب المتحركة للعدو.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».