مشاركة أنصار صالح في حوار الرياض مرهونة بتخليهم عنه

مسؤول يمني لـ {الشرق الأوسط}: أنصاره لا يزالون يعتقدون أنه جزء من الحل خلال لقاء عقد بالرياض

علي عبد الله صالح (أ.ب)
علي عبد الله صالح (أ.ب)
TT

مشاركة أنصار صالح في حوار الرياض مرهونة بتخليهم عنه

علي عبد الله صالح (أ.ب)
علي عبد الله صالح (أ.ب)

كشف مسؤول يمني لـ«الشرق الأوسط» أن مشاركة أنصار الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح مرهونة بإعلان رسمي جماعي عن تخليهم عنه، خصوصا أن بعضا منهم لا يزال يعتقدون أن المخلوع صالح سيكون جزءا من الحل في اليمن خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن الجلسة التشاورية الأولى للحوار اليمني بالرياض ستكون في منتصف الشهر الحالي.
وأوضح المسؤول اليمني في اتصال هاتفي أن احتجاجات من الشعب اليمني في الداخل نقلت إلى الأحزاب السياسية التي وصلت إلى الرياض خلال الفترة الماضية، مفادها خروج أنصار الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح لتحسين صورته بين الدول العربية، ويحملون معهم جزءا من الحلول لصالح اليمن، مؤكدًا أن معظم القوى اليمنية ترفض الجلوس معهم على طاولة الحوار ما لم يتضح حقيقة أمرهم من علاقتهم بصالح.
وقال المسؤول اليمني إن هناك حوارا تمهيديا يسبق حوار الرياض، وحضره عدد من أنصار الرئيس المخلوع صالح بالرياض، من بينهم أحمد عبيد بن دغر، نائب الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح في رئاسة حزب المؤتمر الشعبي العام، إلا أنه انتهى اللقاء على أن الرئيس صالح هو جزء من الحل باليمن خلال الفترة المقبلة، وطرف في المشهد السياسي، وسيكون العصا التي ستستخدم في ضرب الحوثيين، ونزع السلاح منهم، مشيرًا إلى أن اليمنيين يعرفون أن صالح رجل مخادع، وغير موثوق فيه.
وأشار المسؤول اليمني إلى أنه يجب على أنصار المخلوع صالح، وكذلك أعضاء المؤتمر الشعبي العام، تحديد موقف واضح وإعلانه أمام جميع الأطراف اليمنية، قبل بدء الحوار اليمني، كون أن بعضهم وصل إلى الرياض، وآخرين لا يزالون في بعض الدول العربية والأوروبية، إذ إن مشاركتهم مرهونة في تخليهم عن صالح الذي تحالف مع الميليشيات الحوثية، وساعدهم على بث الفتنة والقتال في داخل اليمن.
وأضاف: «لا بد أن يفهم اليمنيين أن الحوار سيجمع الأحزاب السياسية، شريطة نزع السلاح، وأن يكون وفق المبادرة الخليجية، وكذلك تبني مجلس الأمن الدولي، مشروع القرار العربي بشأن اليمن، تحت الفصل السابع، خصوصا أن هناك أسماء سيتم إدراجهم إلى مجلس الأمن الدولي، لإدراجهم ضمن العقوبات، من بينهم اللواء جلال الرويشان، وزير الداخلية اليمني».
ولفت المسؤول اليمني إلى أن التحضيرات لحوار الرياض اليمني تحت إشراف الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي باتت على وشك الانتهاء، حيث وفرت الأمانة الإمكانيات الكافية من أجل سرعة وتيرة العمل، حيث سيبدأ الجلسة التشاورية الأولى للحوار في منتصف الشهر الحالي.
وأضاف: «التحضيرات قوية جدًا، وفيها حيوية وجميع الأطراف موجودون، عدا الحوثيين الذين يقاتلون هناك».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.