يبدو أن اتجاه المعارك المحتدمة في جنوب سوريا، وبالتحديد في محافظتي درعا والقنيطرة، بين «جبهة النصرة» وتنظيم داعش بدأ يُحسم لصالح الأولى بعد سيطرتها وفصائل مقرّبة منها، يوم أمس، على معبر القنيطرة الحدودي مع الجولان السوري المحتل. وتحقّق ذلك بالتزامن مع حشد «النصرة» عناصرها على تخوم بلدة سحم الجولان تمهيدًا لمعركة مرتقبة مع «لواء شهداء اليرموك» المحسوب على «داعش».
رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «النصرة نجحت في الساعات الماضية في تحقيق تقدّم ملحوظ في المنطقة، تنفيذًا لقرار بإنهاء وجود (داعش) فيها وكل الفصائل المبايعة والمؤيدة له». وهنا تجدر الإشارة إلى أن معظم الفصائل المرتبطة بـ«داعش» تتحاشى الإعلان عن ذلك صراحة وتدّعي أن عناصرها من «أبناء المنطقة من أصحاب الفكر الإسلامي».
هذا، وتتركز معارك «النصرة» حاليًا للقضاء على فصيلين أساسيين محسوبين على «داعش» هما «جيش الجهاد» و«لواء شهداء اليرموك». ووفق عبد الرحمن، تراجعت قوة الفصيل الأول وقلّ كثيرًا في الأيام الماضية نتيجة المعارك، بينما يبقى «لواء شهداء اليرموك» هو الأقوى في مواجهة «النصرة».
وأشار عبد الرحمن إلى أن «المعارك المحتدمة بين فصائل المعارضة و(داعش) تؤجل المواجهات مع قوات النظام وحزب الله قليلاً»، لافتًا إلى «عدم إمكانية تحديد موعد محدد لانتهاء الصراعات الداخلية بين التنظيمات المعارضة باعتبار أن ذلك مرتبط بقوة الهجوم المرتقب أن تشنّه النصرة، ليعود تركيز الفصائل مجددًا على عملية تحرير ما تبقى من مناطق في درعا والمنطقة الحدودية».
في هذا الوقت، نقلت تقارير إسرائيلية عن مصادر أجنبية أن الجيش الإسرائيلي بدأ تعزيز قواته على امتداد المناطق المتاخمة للحدود السورية في الجولان. وأشارت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية إلى أنه جرى نشر دبابات وناقلات جنود مدرّعة، إلا أن الإذاعة الإسرائيلية ذكرت أن الناطق باسم الجيش رفض التعقيب على هذه المعلومات، في حين أكد ضباط كبار أن إسرائيل «تتابع عن كثب مجريات الأحداث في سوريا، لكنها لا تنوي التدخل في القتال بين القوات النظامية السورية والمسلحين».
وحسب التقارير، تتأهب «جبهة النصرة» والفصائل الحليفة لها لمعركة مع «لواء شهداء اليرموك» في بلدة سحم الجولان، بأقصى غرب محافظة درعا، إذ أفاد «المرصد» بحشد «النصرة» مئات المقاتلين على تخوم البلدة تمهيدا للمواجهة. وجاء في بيان لـ«المرصد» أن «هدوءًا حذرًا يعمّ سحم الجولان بالتزامن مع وصول حشود لمقاتلي (جبهة النصرة) والفصائل الإسلامية بالقرب من البلدة التي شهدت اشتباكات عنيفة بين لواء شهداء اليرموك من جهة ومقاتلي (جبهة النصرة) من جهة أخرى، وقد لقي نتيجتها عنصران على الأقل أحدهما قيادي محلي من لواء شهداء اليرموك، حتفهما».
ووفق «المرصد» أيضا، فإن مقاتلي «حركة أحرار الشام الإسلامية» والفصائل المعارضة الأخرى، سيطروا على معبر القنيطرة الحدودي مع الجولان السوري المحتل ومدينة القنيطرة المهدّمة. وأن ذلك حدث عقب «اشتباكات عنيفة مع تنظيم جيش الجهاد، أسفرت عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، وتحرير عدة مقاتلين كانوا أسرى لدى التنظيم الأول المذكور».
ومن جانبه، تحدث «مكتب أخبار سوريا» عن أن فصائل المعارضة تحاول اقتحام بلدة القحطانية الخاضعة لسيطرة مجموعات «متهمة» بمبايعة «داعش».
أيضًا، شهدت مناطق متعددة في محافظة القنيطرة خلال الأيام الثلاثة الماضية اشتباكات بين مقاتلي «النصرة» وفصائل المعارضة الأخرى من جهة، ومقاتلي «جيش الجهاد» من جهة أخرى، أدّت إلى مقتل 18 من مقاتلي الطرف الأول، كما أدت الاشتباكات إلى مقتل ما لا يقل عن 14 عنصرا من «جيش الجهاد» وأسر 15 آخرين منهم.
وحسب أحمد المسالمة، الناشط في محافظة درعا، فإنه قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجيش الحر استهدف، يوم أمس، براجمات الصواريخ، تجمّعات قوات النظام بمنطقة الجامعات على الأوتوستراد الدولي، وأيضا اللواء 12، محققًا إصابات مباشرة». وأشار المسالمة إلى أن «طيران النظام المروحي قصف بالبراميل المتفجرة كلا من بلدات وقرى ناحتة وبُصر الحرير والمسيكة والملزومة، وأيضا المناطق المحيطة بمدينتي الشيخ مسكين ونوى وبلدة سملين في ريف محافظة درعا».
«النصرة» تتقدم على «داعش» جنوب سوريا سعيًا لإنهاء وجوده في المنطقة
الجيش الإسرائيلي يعزز قواته في الجولان تحسبًا لأي تطورات مفاجئة\

«النصرة» تتقدم على «داعش» جنوب سوريا سعيًا لإنهاء وجوده في المنطقة

لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة