مصدر عسكري يمني: اتفاق قبلي حزبي على استقبال قوات حفظ سلام

القبض على خلية استخباراتية حوثية من 7 أشخاص والبحث جار عن ثامن في عدن

يمني من عناصر المقاومة المؤيدة للرئيس الشرعي هادي متأثرا بعد مقتل  أحد رفاقه في قتال المتمردين الحوثيين في تعز أمس (أ.ف.ب)
يمني من عناصر المقاومة المؤيدة للرئيس الشرعي هادي متأثرا بعد مقتل أحد رفاقه في قتال المتمردين الحوثيين في تعز أمس (أ.ف.ب)
TT

مصدر عسكري يمني: اتفاق قبلي حزبي على استقبال قوات حفظ سلام

يمني من عناصر المقاومة المؤيدة للرئيس الشرعي هادي متأثرا بعد مقتل  أحد رفاقه في قتال المتمردين الحوثيين في تعز أمس (أ.ف.ب)
يمني من عناصر المقاومة المؤيدة للرئيس الشرعي هادي متأثرا بعد مقتل أحد رفاقه في قتال المتمردين الحوثيين في تعز أمس (أ.ف.ب)

كشف مصدر عسكري في العاصمة المؤقتة عدن عن اتفاق بالأغلبية، بين ممثلين لأحزاب سياسية وشيوخ قبائل وقادة في القوات العسكرية الموالية للشرعية على استقبال قوات حفظ سلام في اليمن، مبينا أن اجتماعا موسعا عُقد اليومين الماضيين ضم شرائح مختلفة. وصادق المجتمعون على مواصلة الترتيب مع القيادة الشرعية للبلاد لرفع طلب دولي لجبل قوات حفظ سلام. وتوقع المصدر بضعة أسابيع قبل استقبال اليمن للقوات الدولية لحفظ السلام.
وقال المصدر العسكري التابع لقوات الأمن المركزي بعدن لـ«الشرق الأوسط» أمس: «هناك اتفاق شبه جماعي بين ممثلين لأحزاب سياسية وشيوخ لقبائل بالإضافة إلى قادة عسكريين موالين للشرعية، على وجود قوات حفظ سلام دولي في اليمن، في ظل الأوضاع التي تعيشها البلاد، خصوصا وأن مثل هذا التوجه يصب في صالح جميع الأطراف، ويساند العملية السياسية الاجتماعية في البلاد». وأشار المصدر إلى أن الفكرة طُرحت منذ وقت مبكر من الأزمة اليمنية من قبل عدد من الساسة وممثلي الأحزاب في اليمن، غير أنها قوبلت برفض في ذلك الوقت، من عدد من مشايخ القبائل في اليمن الذين رأوا أن ذلك قد يؤدي إلى تدخل في الشؤون الخاصة بالبلاد، إضافة إلى أن الدور القبلي يمكنه الوصول إلى صيغة اتفاق بين الأطراف المتنازعة في اليمن. وأضاف: «لكن طول أمد الأزمة اليمنية غير الأوضاع على الأرض، واقتنع معظم شيوخ القبائل بأن الوضع ازداد تعقيدا، وحل وجود قوات لحفظ السلام بات الأفضل عطفا على الأوضاع التي تعيشها المنطقة، خاصة وأن شيوخ القبائل كان همهم مصلحة اليمن، وليس رفض الفكرة بحد ذاتها، ولذلك عندما استلزم الأمر وجود أطراف محايدة (قوات حفظ سلام) رحبوا بالفكرة من خلال اجتماعات متتالية في الأيام الماضية».
من جهته، قال الدكتور محمد حلبوب عضو حزب الحراك الجنوبي لـ«الشرق الأوسط» أمس «نحن نؤيد أن تكون هناك قوات حفظ سلام في اليمن من دول عالمية وعربية وإقليمية، بل نطالب بذلك، وذلك يُعد أفضل الحلول الحالية، خاصة وأن قوات التحالف الدولي بقيادة السعودية أدت دورا تاريخيا لا يُنسى في إغاثة الشعب اليمني، ونصر الشرعية، من خلال دك قوات المتمردين الحوثيين ومناصريهم من قوات علي عبد الله صالح، ولذلك نحن نرحب بوجود قوات حفظ سلام دولية».
وعن الأوضاع في عدن وصف حلبوب الأمور بالمتقدمة مبينا أن «وضع عدن في تحسن من يوم إلى آخر وشباب اليمن يقومون بدور كبير في عدن من أجل إعادة الشرعية، وهم يضحون بأرواحهم وأموالهم من أجل بلادهم، ونتوقع أن الوضع سيتغير تماما على المتمردين الحوثيين ومن يناصرهم، كونهم فقدوا كثيرا من قواهم».
على صعيد آخر، قبضت أمس قوات المقاومة الجنوبية على أفراد عسكريين وُصفوا بأنهم (ضباط استخبارات ميدانيون) تابعون للمتمردين الحوثيين وقوات صالح من المؤيدين له من حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه علي عبد الله صالح. وقال مصدر إنه قُبض على 7 أفراد تختلف رتبهم ما بين جنود وضباط، لهم مهام استخباراتية ميدانية تهدف لتمرير المعلومات للمتمردين الحوثيين بهدف قصف الأماكن الهامة، والاطمئنان على تخزين أسلحة داخل عدن للمتمردين الحوثيين. وأشار المصدر إلى أن أفرادا تعود أصولهم للعاصمة اليمنية صنعاء ومن حزب المؤتمر الشعبي العام، وانتقلوا في السنوات الأخيرة إلى عدن حولوا بيوتهم إلى مستودعات للذخيرة والأسلحة لتوفيرها للحوثيين وكذلك لعدد من أفراد القوات التابعة لصالح.
وأعلنت قوات المقاومة الجنوبية بحثها عن اسم يحيى حمدين، وهو ضابط ميداني حوثي يوجد في محافظة عدن بهدف نقل معلومات عسكرية للحوثيين، وطالبت قيادة المقاومة الأفراد بضرورة البحث عن العميل الحوثي استنادا إلى صورته الشخصية التي نشرتها قيادة المقاومة بين الأفراد.
من جهته، قال أمين حسن عضو المقاومة الجنوبية بعدن لـ«الشرق الأوسط» أمس: «تمكنا من تنظيف المنطقة من عدد كبير من العملاء الحوثيين وما زلنا نواصل، خاصة وأنهم ينقلون معلومات هامة تضر بالمواطنين الأبرياء في عدن وبقية المحافظات الجنوبية، وهناك أيضا عدد من الشخصيات الخائنة الذين حولوا منازلهم إلى ثكنات عسكرية تابعة للحوثيين وقوات صالح، لكن مع الجهد الكبير الذي يقوم به أفراد المقاومة وبدعم كبير من قوات التحالف لدولي، قضينا على الكثير منهم والوضع في تحسن أكثر، ولكن بلا شك، يلزمنا مواصلة العمل».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».