بالإضافة إلى المفخخات التي ضربت مناطق مختلفة من بغداد مساء أول من أمس فإن أصوات الانفجارات التي بدت غامضة لم تنقطع طيلة الليل.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه المصادر الأمنية الرسمية أن أصوات الانفجارات كانت عبارة عن قذائف هاون سقطت في مناطق مختلفة من بغداد إلا أنه طبقا للمعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» من مصادر أمنية مطلعة طلبت عدم الكشف عن هويتها «باستثناء قذائف الهاون التي سقطت في منطقة سويب جنوب بغداد فإن باقي الانفجارات في بعض أحياء بغداد لا سيما جانب الكرخ كانت عبارة عن عبوات ناسفة انفجرت بالقرب من منازل يقيم فيها نازحون من محافظة الأنبار»، مشيرا إلى أن «هذه العبوات الناسفة جاءت بعد نحو يومين من ظهور كتابات على جدران بعض المنازل تهدد النازحين بالخروج من بغداد».
وأكدت المصادر الأمنية المطلعة أن «السبب الذي يقف خلف ذلك هو أن هناك شعورا لدى الكثير من الجهات والفصائل المسلحة بأن موجة السيارات المفخخة التي بدأت تضرب مناطق مختلفة من بغداد إنما جاءت بعد موجة النزوح الكبير من أهالي الأنبار إلى العاصمة مما يعني أن هناك أعدادا كبيرة من المندسين دخلوا مع العوائل النازحة وأنهم تمكنوا من الحصول على كفيل بسبب وجود خلايا نائمة لهم في بغداد سهلت دخولهم أكثر مما سهلت دخول عوائل نازحة لا ناقة لها ولا جمل فيما يجري».
وكان رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت طالب أمس الحكومة المركزية بفتح تحقيق بجميع الحوادث التي يتعرض لها نازحو المحافظة في بغداد من تهديد وقتل. وقال كرحوت في تصريح صحافي إن «مجلس محافظة الأنبار يطالب الحكومة المركزية ووزارة الداخلية بفتح تحقيق بجميع الحوادث التي يتعرض لها نازحو المحافظة في جميع مناطق بغداد من تهديد وقتل على يد مجموعات إرهابية وإجرامية»، داعيا إلى «توفير الأمن والأمان والحماية اللازمة للأسر النازحة والمهجرة التي تسكن جميع مناطق بغداد».
من جهته، أكد عضو مجلس عشائر الأنبار التي تقاتل «داعش» فارس الدليمي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «ما يحصل لنازحي الأنبار في بعض مناطق بغداد ورغم ما يصاحبه من تهويل إعلامي صحيح ومؤسف جدا حتى لو كان مجرد حالات فردية رغم أن قناعتنا أن الأمر تعدى ذلك خصوصا أن من يقوم بذلك عناصر خارجة عن القانون بينما لم تتمكن الحكومة من لجم هذه العناصر». وأضاف الدليمي أن «هذه الممارسات جعلت أهالي الأنبار بين نارين؛ نار (داعش) في الرمادي ونار الميليشيات المنفلتة في بغداد، الأمر الذي أدى بهم إما إلى التوجه إلى كردستان وإما العودة إلى الرمادي لأن موتهم في بيوتهم أهون عليهم من الموت في الغربة».
وعثرت قوة أمنية على ثماني جثث تعود لرجال من أسرة واحدة نازحة من محافظة الأنبار جنوب غربي بغداد. وقال مصدر في الداخلية إن «قوة من الشرطة عثرت، على ثماني جثث تعود لرجال من أسرة واحدة نازحين من محافظة الأنبار هم الأب وأبناؤه وأبناء أخيه مرمية في إحدى الساحات المتروكة في منطقة حي الجهاد»، مبينًا أن «الجثث بدت عليها آثار طلقات نارية». وأضاف المصدر أن «ثلاثة من القتلى كانت بحوزتهم هويات أحوال مدنية تم التعرف من خلالها على أسمائهم ومنطقة سكناهم».
من جهته، أكد نعيم الكعود، شيخ عشيرة البونمر في محافظة الأنبار، أن القتلى الثمانية من عشيرته وطالب رئيس الوزراء حيدر العبادي بفتح تحقيق في الواقعة. وأضاف أن «مجموعة مسلحة اقتحمت، أحد منازل الأسر النازحة والمهجرة من الأنبار والتي تسكن منطقة حي الجهاد في بغداد، واختطفت 8 أشخاص من الأسرة جميعهم رجال بينهم 4 من أفراد الشرطة». وأضاف أن «المجموعة أخذت المخطوفين إلى مكان غير معروف، ولكن تم العثور على جثثهم قرب مدرسة العباس في منطقة حي الجهاد، وعليها طلقات نارية في الرأس والصدر».
نازحو الأنبار في بغداد يدفعون ثمن دخول «مندسين»
العثور على جثث ثمانية منهم.. وتفجيرات قرب منازل يقيم فيها اللاجئون
نازحو الأنبار في بغداد يدفعون ثمن دخول «مندسين»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة