وزير دفاع النظام السوري في طهران.. و«الحر» يستعد للسيطرة على قاعدة عسكرية في القنيطرة

أول تغيير نوعي في خريطة الاشتباكات في محافظة الحسكة

وزير دفاع النظام السوري في طهران.. و«الحر» يستعد للسيطرة على قاعدة عسكرية في القنيطرة
TT

وزير دفاع النظام السوري في طهران.. و«الحر» يستعد للسيطرة على قاعدة عسكرية في القنيطرة

وزير دفاع النظام السوري في طهران.. و«الحر» يستعد للسيطرة على قاعدة عسكرية في القنيطرة

بدأ وزير الدفاع السوري فهد جاسم الفريج زيارة رسمية لإيران أمس الثلاثاء، على رأس وفد عسكري لمناقشة التعاون «في مواجهة الإرهاب». فيما دفعت فصائل الجيش السوري الحر في درعا أمس، بتعزيزات إلى ريف القنيطرة وريف درعا الغربي، لمهاجمة فصيل «سرايا الجهاد» الذي يتبع تنظيم داعش في جنوب سوريا.
في حين أعلنت فصائل منضوية تحت لواء «الجيش الأول» في الجنوب، بدء معركة «تحرير اللواء 68 في سعسع» بريف القنيطرة المتصل بغوطة دمشق الجنوبية، بحسب ما قال ناشطون.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء، إن الفريج الذي يشغل أيضا منصب نائب القائد العام للقوات المسلحة اجتمع مع نظيره الإيراني حسين دهقان ومسؤولين آخرين.
وتأتي الزيارة التي تستغرق يومين بينما يواجه الجيش السوري ضغطا متزايدا من الجماعات المسلحة على الأرض. ويخسر الجيش أرضا أمام المقاتلين الذين يقتربون من محافظة اللاذقية الساحلية وهي معقل مهم للحكومة.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن اشتباكات عنيفة اندلعت بين «سرايا الجهاد» (المشتبه بولائها لتنظيم داعش) من طرف، وفصائل إسلامية ومقاتلة من طرف آخر قرب منطقة القحطانية في ريف القنيطرة، ما أدى إلى مقتل عدد من مقاتلي الطرفين، مشيرا إلى أن المعارك وقعت بعدما قتلت «سرايا الجهاد» أول من أمس 6 مقاتلين من فصائل إسلامية، بينهم نقيب منشق، في كمين نصبته لهم أثناء توجههم للاشتباك مع قوات النظام في مناطق سيطرته بالقنيطرة.
وأصدرت دار العدل في حوران بيانا أكدت فيه أنه «خلال انطلاق أفواج المجاهدين للالتحاق بمعركة كبيرة ضد النظام المجرم قامت عصابة، المدعو أبو مصعب الفنوصي المتحصنة في قريتي الحميدية والقحطانية بوضع الحواجز، وقطع طريق المجاهدين، وقامت بنصب كمين لمجموعة مؤلفة من 19 عنصرا يتبعون للواء سيوف الحق التابع لفرقة أحرار نوى، كما قامت بفتح النار بالأسلحة الثقيلة بشكل مباشر عليهم».
وأشارت دار العدل في حوران استنادا إلى الدعوى المقدمة إليها من عدد من الفصائل: «يطلب إلى جميع الفصائل العاملة على أرض حوران، الضرب على يد أولئك الجناة بيدٍ من حديد، وتسليمهم إلى دار العدل لينالوا جزاء ما اقترفت أيديهم الآثمة».
وتصاعد التوتر في الريف الغربي لدرعا المتصل بمحافظة القنيطرة، إثر الاشتباكات في القنيطرة، وأظهر شريط فيديو تداوله ناشطون أمس، عناصر من «جيش اليرموك» يتوجهون إلى القنيطرة لمواجهة تنظيم داعش الذي أعلن عبر العملية، لأول مرة، تمدده في مناطق جنوب سوريا المحاذية لهضبة الجولان المحتلة من قبل إسرائيل، وانخراطه في قتال الجيش السوري الحر.
ويأتي الهجوم في أعقاب إعلان «الجيش الأول» التابع للجبهة الجنوبية في درعا بدء معركة تحرير اللواء 68 بمحيط بلدة سعسع في ريف القنيطرة، مشيرا إلى أن هدف المعركة «يأتي مساندة لمعركة تحرير الفوج 137 بخان الشيح بريف دمشق، وقطع أوتوستراد دمشق القنيطرة الذي يعرف باسم طريق السلام»، لافتا إلى أن الاشتباكات انطلقت على أطراف فرع المخابرات العسكرية بسعسع والحارة الغربية من المدينة.
وفي شرق سوريا، تحرك مقاتلو تنظيم داعش باتجاه مدينة الحسكة، حيث هاجموا منطقة جسر أبيض وقرية الداودية جنوب المدينة، في أول تغيير نوعي في خارطة الاشتباكات في محافظة الحسكة الواقعة شمال شرقي سوريا، بعدما تركز القتال في تل تمر وتل حميس الذي استعاد مقاتلون أكراد ومقاتلون من العشائر العربية السيطرة عليه قبل أسابيع.
وفي سياق متصل بالغارات الجوية على القلمون، نشر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» نسخة من شريط مصور يظهر فيه العقيد في قوات النظام سهيل الحسن المعروف بلقب «النمر»، وهو يتحدث عبر الهاتف إلى الرئيس السوري بشار الأسد، متوسطا مئات العناصر من قوات النظام، في منطقة سهل الغاب بريف حماه الشمالي الغربي، ويعد فيه الأسد بالعودة وفتح الطريق إلى المناطق التي خرجت عن سيطرته وأنه سيصطحب ألف مقاتل وعربات وآليات مدرعة لتنفيذ المهمة.
في غضون ذلك، قالت مصادر في الجيش السوري الحر، إن مدينة أريحا التي لا تزال تحت سيطرة قوات النظام في مدينة إدلب «أصبحت محاصرة من كل الاتجاهات»، وإن «جيش الفتح وجيش الإسلام والجيش الحر، فرضوا طوقا كاملا على المدينة تمهيدا للسيطرة عليها».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.