البرلمان الليبي السابق يهاجم رئيس بعثة الأمم المتحدة.. و«داعش» يقتل 5 صحافيين في درنة

الحكومة المؤقتة تؤكد صحة معلومات(«الشرق الأوسط») بشأن انتشار الجرب في سجون طرابلس

البرلمان الليبي السابق يهاجم رئيس بعثة الأمم المتحدة.. و«داعش» يقتل 5 صحافيين في درنة
TT

البرلمان الليبي السابق يهاجم رئيس بعثة الأمم المتحدة.. و«داعش» يقتل 5 صحافيين في درنة

البرلمان الليبي السابق يهاجم رئيس بعثة الأمم المتحدة.. و«داعش» يقتل 5 صحافيين في درنة

كشفت عملية فجر ليبيا المسيطرة على مقاليد الأمور في العاصمة طرابلس أمس النقاب للمرة الأولى عن تدخل مفتي البلاد المقال من منصبه الشيخ الصادق الغريانى، لمنع قادة عسكريين لكتائب مسلحة تابعة للثوار من إبرام هدنة لوقف إطلاق النار مع إحدى القبائل. وأوضح المكتب الإعلامي لعملية فجر ليبيا نقلا عن المكتب الإعلامي لدار الإفتاء الليبية أن المفتي التقى أول من أمس قادة ميدانيين من كتيبة الحلبوص، مشيرا إلى أنه استقبلهم بحفاوة بالغة، وأثنى عليهم وعلى جهادهم، وما قدموه من تضحيات وشهداء، منذ انطلاق الثورة المباركة في 17 فبراير (شباط) 2011.
وأضاف المكتب في بيان نشره عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «لقد استشاروه بخصوص عقد الهدنة المقترحة مع قبيلة ورشفانة، فبيّن لهم أن البرلمان السابق والذي سماه بولي هو الجهة الوحيدة المخولة بعقد الاتفاقيات، ولا يجوز لأحد الخروج عليه».
وبحسب البيان، طلب المفتى من هؤلاء القادة الرجوع إلى البرلمان السابق ورئيسه نورى أبو سهمين باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة، مشيرا إلى صدور بيان يمنع الثوار المشاركين في الجبهات، من عقد اتفاقيات بوقف إطلاق النار أو المشاركة في أي عمل سياسي.
ونقل البيان عن المفتي، الذي أقاله مجلس النواب الشرعي من منصبه قبل نحو شهرين بطريقة رسمية، قوله «يجب حفاظًا على جمع الكلمة، وطاعةً لولي الأمر، التقيد بهذا البيان».
عسكريا، زعمت ميليشيات فجر ليبيا أن قواتها المتمركزة في مدينة غريان، تمكنت بعد خوضها معارك ضارية أمس لليوم الثاني على التوالي، من إلحاق ما وصفته بهزيمة نكراء بالميليشيات التابعة للجيش الوطني الموالى للشرعية في البلاد.
وادعت أنها هزمت من سمتهم «العصابات الانقلابية الغازية المارقة» التي حاولت في عدة مرات عزل مدينة غريان بوابة الجبل لطرابلس عن بقية المدن، حتى يسهل لها اقتحام مدينة طرابلس من مدخلها الجنوبي عبر مدينة العزيزية. في غضون ذلك، قال قائد بالجيش الليبي أمس إن تنظيم داعش قتل خمسة صحافيين يعملون لحساب محطة تلفزيون ليبية في شرق البلاد. وفقد الصحافيون منذ أغسطس (آب) حين غادروا مدينة طبرق الشرقية للسفر إلى بنغازي. وأخذتهم رحلتهم إلى درنة وهي معقل للمتشددين. وقال فرج البرعصي وهو قائد بالجيش في شرق ليبيا إن المتشددين المؤيدين للدولة الإسلامية مسؤولون عن قتل الصحافيين الذين عثر على جثثهم خارج مدينة البيضاء الشرقية.
في المقابل، اتهم الجيش الليبي هذه الميليشيات بالتورط في حرق وتدمير مستشفى الزهراء التعليمي الواقع على بعد نحو 25 كيلومترا جنوب غربي العاصمة طرابلس قبل انسحابها أمام الجيش الليبي والقوات المساندة له إلى تلك المنطقة من محور ورشفانة.
وكان الجيش الليبي قد أعلن أن قواته والقوات المساندة له سيطرت على بوابة «الهيرة» الهامة والتي تبعد عن مدينة غريان نحو 20 كيلومترا من مدخلها الشمالي، فيما بدا أنه بمثابة عملية دخول المدينة. لكن مصدرا من سرايا ثوار غريان زعم في المقابل، أنه تم دحر متمردي بقايا القعقاع والصواعق من منطقة وادي الهيرة بالكامل، وأن سرايا ثوار غريان وككلة يقومون بتأمين المنطقة بعد دحر هذه الفلول منها.
وقالت وكالة الأنباء الموالية للميليشيات إن مستشفى غريان المركزي استقبل 7 قتلى و38 جريحًا من ميليشيات فجر ليبيا.
ومن جهة ثانية وتأكيدا لما انفردت به «الشرق الأوسط» في عددها الصادر أمس بشأن انتشار مرض الجرب داخل بعض سجون العاصمة الليبية طرابلس، طالبت الحكومة الليبية المؤقتة في بيان رسمي لها، المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، بالتدخل من أجل الحد من انتشار وباء الجرب وبشكل خطير داخل عدد من السجون في طرابلس، لافتة إلى أن 542 شخصا مصابون بالمرض داخل تلك السجون، وهو نفس الرقم الذي نشرته «الشرق الأوسط».
وقالت الحكومة إنها «تبدي مساعيها مع المنظمات المحلية والدولية للتدخل من أجل الحد من انتشار وباء الجرب»، مشيرة إلى أن رئيسها عبد الله الثني دعا الجهات المختصة وعلى رأسها وزارتا الخارجية والصحة لسرعة الاتصال بالمنظمات الدولية وحثها على الدخول إلى هذه المؤسسات للحد من انتشار المرض.
من جهته، استبق أمس المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته، جولة الحوار الوطني الذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة بين الفرقاء الليبيين، بشن هجوم مفاجئ على رئيس بعثة الأمم المتحدة برناردينو ليون، حيث وصف رئيس وفد الحوار عن البرلمان، صالح المخزوم، المقترح الذي تسلمه الفريق من ليون أمس أنه «مخيب للآمال».
واعتبر المخزوم في تصريحات لقناة محلية أمس أن هذا المقترح أيضا لا يحترم ما تم تداوله في جلسات الحوار بضرورة الوصول إلى حل متوازن، مشيرا إلى أنه لا يلبي طموح الثوار. وقال المخزوم إن الجولات السابقة كانت لكسب الوقت، ولتمكين «انقلاب حفتر» على حد قوله.
إلى ذلك،



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».