تعديل وشيك على الحكومة العراقية يطال وزيرين من التيار الصدري بطلب من كتلته

مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط»: التغيير سيشمل حقيبتي الصناعة والموارد المائية

تعديل وشيك على الحكومة العراقية يطال وزيرين من التيار الصدري بطلب من كتلته
TT

تعديل وشيك على الحكومة العراقية يطال وزيرين من التيار الصدري بطلب من كتلته

تعديل وشيك على الحكومة العراقية يطال وزيرين من التيار الصدري بطلب من كتلته

طبقا لمعلومات حصلت عليها «الشرق الأوسط» من مصادر عراقية مطلعة أن «كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري توشك أن تطلب من رئيس الوزراء حيدر العبادي إقالة وزيرين تابعين لها في حكومته لأسباب تتعلق بأدائهما». وبينما نفى المتحدث الإعلامي باسم مكتب العبادي علمه بالأمر فإن التيار الصدري هو الآخر لم يعلن رسميا ذلك.
وحسب المعلومات فإن «كلا من وزيري الصناعة نصير العيساوي والموارد المائية محسن الشمري هما المشمولان بعملية التغيير لكن ليس لدواع تتعلق بفساد مالي أو إداري بل بسبب التلكؤ في إدارة مهام هاتين الوزارتين لا سيما أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يحرص على متابعة أداء الوزراء والمسؤولين التابعين له ويطلب تزويده باستمرار بتقارير عن أدائهم بعكس معظم الكتل السياسية الأخرى التي تدافع بحماس عن وزرائها حتى حين تطالهم تهم فساد كبرى».
وقال قيادي في التيار الصدري لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم الإشارة إلى اسمه، إن «خبرا مثل هذا متداول بالفعل ويخص وزيري الصناعة والموارد المائية لكنه لا يزال قيد النقاش داخل الجهات المختصة في قيادة التيار»، مبينا أنه «في الوقت الذي تحرص فيه كتلة الأحرار الصدرية أن تقدم أفضل أداء للجمهور من خلال الوزراء الذين تختارهم للمواقع التنفيذية لكنها في الوقت نفسه لا تريد أن تعطي انطباعا وكأن الخلل في أداء الحكومة سواء كان ناجما عن نقص الكفاءة أو بسبب التحديات والأزمات يتحمله الوزراء الصدريون الذين ربما يكونون مع عدم رضانا عنهم أفضل من غيرهم من الوزراء». وأشار إلى أن «كتلة الأحرار تحرص على انسجام الكابينة الحكومية التي نعرف جميعا أنها تواجه مصاعب وتحديات ليس أقلها الأزمة المالية وقلة التخصيصات الأمر الذي يمكن أن يضيف سببا إلى الأسباب التي تؤدي في النهاية إلى تراجع في مستوى الأداء».
من جهته، قال المتحدث الإعلامي باسم مكتب رئيس الوزراء سعد الحديثي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «لا علم لدي في هذه القضية ولم يصل شيء من ذلك إلى رئاسة الوزراء»، مبينا أن «الأمر في حال حصوله يقع في سياق ما هو دستوري، إذ إن من حق أي وزير تقديم استقالته لأي سبب بصرف النظر إن كان ذلك بدافع من الكتلة التي ينتمي إليها أو برغبته الشخصية».
المصدر المطلع أكد أن «وزير الإعمار والإسكان السابق والنائب الحالي بالبرلمان محمد صاحب الدراجي هو المرشح الأبرز لمنصب وزير الصناعة بينما لم يعرف بعد من سيتولى منصب وزير الموارد المائية الذي كان الصدريون رشحوا له النائب السابق وعضو الهيئة السياسية الحالي للتيار الصدري جواد الشهيلي لكن تم سحب ترشيحه في اللحظات الأخيرة بطلب من رئيس الوزراء حيدر العبادي».
يذكر أن حصة التيار الصدري في حكومة العبادي التي نالت ثقة البرلمان في التاسع من سبتمبر (أيلول) عام 2014 تتضمن منصب نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة الذي يشغله بهاء الأعرجي وثلاثة وزراء هم نصير العيساوي للصناعة ومحسن الشمري للموارد المائية وطارق الخيكاني للإعمار والإسكان.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.