بنعمر مكث في صعدة 3 أيام رافقها الاحتلال الحوثي لصنعاء

التقى خلالها بممثل المتمردين في الأيام الأولى لـ«عاصفة الحزم

بنعمر مكث في صعدة 3 أيام رافقها الاحتلال الحوثي لصنعاء
TT

بنعمر مكث في صعدة 3 أيام رافقها الاحتلال الحوثي لصنعاء

بنعمر مكث في صعدة 3 أيام رافقها الاحتلال الحوثي لصنعاء

قالت مصادر يمنية لـ«الشرق الأوسط» إن المبعوث الأممي السابق والمستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بشأن اليمن جمال بنعمر حضر في ضيافة الميليشيا الحوثية في صعدة في الوقت نفسه الذي احتلت خلاله تلك الميليشيا العاصمة اليمنية صنعاء في 21 سبتمبر (أيلول) العام الماضي، وأوضحت تلك المصادر أن بنعمر أمضى في معقل الحوثيين ثلاثة أيام في خطوة يعتقد أنها لتسوية الخلاف بين الأطراف اليمنية، وحمل في لقاء جمعه مع عبد الملك الحوثي زعيم المتمردين اتفاق السلم والشراكة الذي أمضاه الحوثيون ولم يلتزموا بمضامينه وكان التفافا واضحا ضد المبادرة الخليجية ومخرجاتها التي أقرتها الأمم المتحدة.
وكشفت مصادر ذات صلة بالحوار اليمني الذي كان يديره بنعمر بين الأطراف اليمنية أنه لم يكن يطلع أطراف الأزمة اليمنية على المكاتبات التي كانت تتم بينه وبين مرجعيته الدولية، الأمر الذي أسهم في احتجاج البعض على عدم شفافيته، ما دعاه لاحقا لاطلاعهم شفهيا لوضعهم في الصورة.
وأشارت المصادر إلى أن جمال بنعمر التقى بممثل حزب الإصلاح محمد قحطان وآخرين عن حزب المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي على طاولة واحدة في الأيام الأولى لـ«عاصفة الحزم»، وبعد فراغه من ذلك اللقاء التقى منفردا بممثل جماعة أنصار الله، وهو ما يعكس العلاقة التي ربطته مع الانقلابيين.
واستهجن المندوب الدائم لليمن في مجلس الأمن السفير خالد اليماني حديث جمال بنعمر المبعوث الدولي السابق إلى اليمن، بأنه كان على وشك إنجاز اتفاق وشيك قبل بدء عملية «عاصفة الحزم» التي قادتها المملكة العربية السعودية لإعادة الشرعية للبلاد، بينما استغرب سفراء عدة دول تصريحات بنعمر.
جاء ذلك خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي عقدت، صباح أمس حول نزاع اليمن جرى الاستماع خلالها لتقرير أخير للوسيط السابق جمال بنعمر.
واستقال الدبلوماسي المغربي من مهامه في منتصف أبريل (نيسان) الحالي، بعد أن فشل في مساعيه للتوسط في أزمة اليمن، إذ يواصل المتمردون الحوثيون هجومهم، وحل بديلا عنه الدبلوماسي الموريتاني إسماعيل ولد شيخ أحمد البالغ 55 عاما، وكان منسق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة في اليمن بين 2012 و2014.
وانهارت محادثات السلام عندما سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء ثم واصلوا تقدمهم إلى عدن جنوب البلاد، ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي لطلب العون من جيرانه الخليجيين وفي مقدمتهم السعودية التي شنت مع حلفاء من مجلس التعاون والدول العربية غارات «عاصفة الحزم» في 26 مارس (آذار) الماضي ضد المتمردين الحوثيين بهدف دعم الشرعية في اليمن.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.