قالت مصادر يمنية لـ«الشرق الأوسط» إن المبعوث الأممي السابق والمستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بشأن اليمن جمال بنعمر حضر في ضيافة الميليشيا الحوثية في صعدة في الوقت نفسه الذي احتلت خلاله تلك الميليشيا العاصمة اليمنية صنعاء في 21 سبتمبر (أيلول) العام الماضي، وأوضحت تلك المصادر أن بنعمر أمضى في معقل الحوثيين ثلاثة أيام في خطوة يعتقد أنها لتسوية الخلاف بين الأطراف اليمنية، وحمل في لقاء جمعه مع عبد الملك الحوثي زعيم المتمردين اتفاق السلم والشراكة الذي أمضاه الحوثيون ولم يلتزموا بمضامينه وكان التفافا واضحا ضد المبادرة الخليجية ومخرجاتها التي أقرتها الأمم المتحدة.
وكشفت مصادر ذات صلة بالحوار اليمني الذي كان يديره بنعمر بين الأطراف اليمنية أنه لم يكن يطلع أطراف الأزمة اليمنية على المكاتبات التي كانت تتم بينه وبين مرجعيته الدولية، الأمر الذي أسهم في احتجاج البعض على عدم شفافيته، ما دعاه لاحقا لاطلاعهم شفهيا لوضعهم في الصورة.
وأشارت المصادر إلى أن جمال بنعمر التقى بممثل حزب الإصلاح محمد قحطان وآخرين عن حزب المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي على طاولة واحدة في الأيام الأولى لـ«عاصفة الحزم»، وبعد فراغه من ذلك اللقاء التقى منفردا بممثل جماعة أنصار الله، وهو ما يعكس العلاقة التي ربطته مع الانقلابيين.
واستهجن المندوب الدائم لليمن في مجلس الأمن السفير خالد اليماني حديث جمال بنعمر المبعوث الدولي السابق إلى اليمن، بأنه كان على وشك إنجاز اتفاق وشيك قبل بدء عملية «عاصفة الحزم» التي قادتها المملكة العربية السعودية لإعادة الشرعية للبلاد، بينما استغرب سفراء عدة دول تصريحات بنعمر.
جاء ذلك خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي عقدت، صباح أمس حول نزاع اليمن جرى الاستماع خلالها لتقرير أخير للوسيط السابق جمال بنعمر.
واستقال الدبلوماسي المغربي من مهامه في منتصف أبريل (نيسان) الحالي، بعد أن فشل في مساعيه للتوسط في أزمة اليمن، إذ يواصل المتمردون الحوثيون هجومهم، وحل بديلا عنه الدبلوماسي الموريتاني إسماعيل ولد شيخ أحمد البالغ 55 عاما، وكان منسق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة في اليمن بين 2012 و2014.
وانهارت محادثات السلام عندما سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء ثم واصلوا تقدمهم إلى عدن جنوب البلاد، ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي لطلب العون من جيرانه الخليجيين وفي مقدمتهم السعودية التي شنت مع حلفاء من مجلس التعاون والدول العربية غارات «عاصفة الحزم» في 26 مارس (آذار) الماضي ضد المتمردين الحوثيين بهدف دعم الشرعية في اليمن.
بنعمر مكث في صعدة 3 أيام رافقها الاحتلال الحوثي لصنعاء
التقى خلالها بممثل المتمردين في الأيام الأولى لـ«عاصفة الحزم
بنعمر مكث في صعدة 3 أيام رافقها الاحتلال الحوثي لصنعاء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة