مع الاقتراب من موعد الانتخابات العامة البريطانية اشتدت حملات الأحزاب المتصارعة ومعها التغطية الصحافية لها. الصحف المختلفة تكشف كل يوم عن انحيازها السياسي في هذه المعركة التي ستتحدد معالمها في السابع من مايو (أيار) المقبل. وجاءت التغطية لتعكس الاختلافات الحزبية والقضايا التي يأخذها كل حزب على نفسه من خلال البرامج التي تم طرحها خلال الأيام الماضية وتتناولها الصحف يوميا على صفحاتها الرئيسية. قضايا الضرائب والنظام الصحي المجاني وعضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي والائتلافات المحتملة بين الأحزاب لتشكيل الحكومة المقبلة أصبحت جميعها من القضايا اليومية التي تتناولها الصحف البريطانية.
إلا أن حجم المأساة البشرية التي يواجهها المهاجرون وغرقهم خلال الأيام الماضية في عرض البحر الأبيض المتوسط فرضت نفسها على المشهد السياسي والإعلامي في التغطية. الصحف أفردت صفحات وصفحات لهذه المأساة إضافة إلى الصور التي تصدرت صفحاتها الرئيسية.
صحيفة «الإندبندنت» تناولت موضوع المهاجرين لعدة أيام متتالية. في يوم الثلاثاء الماضي كتبت تحت عنوان «ملوك الاتجار بالبشر يتسببون بقتل الآلاف ويختبئون في ليبيا». وفي يوم اليوم التالي نشرت الصحيفة صورة على صفحتها الأولى مع عنوان رئيسي يقول: «أوقفوا هذا المد القاتل» مع تغطية شاملة على أربع صفحات. وطالبت الصحيفة الحكومات الأوروبية مزيدا من الجهد لتعالج أزمة المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط خلال القمة الطارئة مخصصة لهذه المسألة وذلك مع بدء الكشف عن تفاصيل مروعة لمقتل المئات في حادثة الغرق الأخيرة، بعد أن تأكد مقتل نحو 800 مهاجر غير شرعي من بينهم أطفال عند غرق مركبهم في ظروف مروعة قبالة سواحل ليبيا الأحد الماضي. وكان عدد من المهاجرين محتجزين في الطبقة المتوسطة من المركب الذي يبلغ طوله 20م بحسب شهادات ناجين، وهذا ما نقلته الصحيفة، قبل أن ينقلب عند اصطدامه بسفينة برتغالية.
وأوردت «الإندبندنت» والصحف الأخرى تصريحات المفوض الأعلى لحقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة وقوله إن الحادث جاء نتيجة «غياب هائل في التعاطف» من قبل الحكومات الأوروبية. وأمام فظاعة الكارثة، دعا مجلس الأمن الدولي إلى رد عالمي معزز لمشكلتي الهجرة والاتجار بالبشر معربا عن دعمه لدول جنوب أوروبا التي تعاني نتيجة تدفق اللاجئين.
كما أوردت الصحف تصريحات رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إلى دعا فيها إلى «تضامن مالي» مع الدول التي تتحمل عبء المهاجرين. وأكد أن «خطاب التعاطف» وحده لا يكفي، وذلك خلال زيارة إلى النمسا التي يؤيد مستشارها فيرنر فايمان إنشاء مخيمات لاجئين كبيرة في شمال أفريقيا لإيواء المهاجرين واللاجئين. ودعا رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون إلى وقف ما اسماه «حمولات الموت». وأوردت صحيفة «ذا تايمز» أن بريطانيا تدرس إرسال سفينة حربية للمساعدة في أعمال الإنقاذ.
وحض الرئيس الفرنسي أوروبا على «الذهاب أبعد بكثير» في معالجة أزمة المهاجرين مكررا الدعوة إلى تكثيف المراقبة البحرية والجوية للمتوسط.
وأوردت الصحف أن الادعاء في كاتانيا (صقلية) يوم الثلاثاء الماضي أنه واثق من أن قبطان المركب مسؤول عن الأخطاء في القيادة والسماح بركوب عدد من الأشخاص يفوق سعة المركب. ونشرت الصحف صورا للقبطان التونسي الجنسية وأخرى الأحد أفراد طاقم المركب من أصل سوري بعد الكارثة. وتتضمن لائحة الاتهامات إلى القبطان بحسب النيابة الغرق غير العمد والقتل غير العمد وتشجيع الهجرة غير الشرعية.
وعلى الصعيد المحلي ركزت الصحف في تغطيتها على ما جاء على لسان رئيس وزراء بريطانيا الأسبق المحافظ جون ميجور الذي نبه خلال خطاب له على الخطورة التي تواجهها المملكة المتحدة بسبب التكتيكات التي تستخدمها زعيمة الحزب الوطني الاسكوتلندي نيكولا ستيرجون في الانتخابات القادمة، التي ستحصل على الكثير من التنازلات السياسية بخصوص قضايا الدفاع من حزب العمال، الذي قد يقود حكومة ائتلافية تجمع الحزبين معا.
لكن أوردت صحيفة «الغارديان» ذات الميول اليسارية مقتبسات من كبار المتنفذين في حزب المحافظين منتقدين زعيمهم بخصوص التكتيكات التي يستخدمها في حملته السياسية رافعا بذلك أسهم الحزب الوطني الاسكوتلندي على حساب حزب العمال من أجل أن يحصل الأخير على أكبر عدد مقاعد في البرلمان وبذلك يبقى حزب المحافظين الأكبر في برلمان ويستمنستر وهذا يعطيه فرصة أكبر لتشكيل حكومة ائتلافية، ويفشل خطط خصمه العمالي من هذه الفرصة.
وخلال الأسبوع الماضي، ركز الإعلام الأميركي على نقاش، هو الأول من نوعه على نطاق واسع، عن عمليات طائرات «درون» (دون طيار)، مع أخبار اقتصادية سارة، ومع موافقة الكونغرس على أول وزيرة عدل سوداء.
في بداية الأسبوع، اهتم الإعلام الأميركي بمواضيع داخلية. منها خبر صحيفة «واشنطن بوست» بأن مجلس الشيوخ أجاز بالإجماع مشروع قانون لمكافحة الاتجار بالبشر بعد تأخير طويل سببه اختلاف على تمويل الحكومة الأميركية لعمليات الإجهاض.
واهتم تلفزيون «إي إس بي» إن الرياضي بخبر محاكمة بطل رياضة البيسبول، باري بوندز، بسبب عرقلة سير العدالة خلال التحقيقات في فضيحة تعاطي لاعبين لمخدرات.
واهتم تلفزيون «إي بي سي» بخبر إعلان وزارة العدل التحقيق في وفاة فريدي رمادي، أسود ودون عمل، خلال اعتقال الشرطة له، في بالتيمور (ولاية ماريلاند). ونشرت صحيفة «واشنطن بوست» أسماء الصحافيين الفائزين بجوائز «بولتزر» للصحافة. وفوز صحافية في الصحيفة، كارول ليوننغ، بجائزة أحسن تحقيق وطني (عن مشكلات الشرطة السرية، التي تحمي البيت الأبيض). في منتصف الأسبوع، نقل الإعلام الأميركي أخبارا سعيدة عن أرقام قياسية في «وول ستريت» (شارع المال في نيويورك). وكتبت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن نتائج قوية في سوق الأسهم من قبل عمالقة التكنولوجيا الأميركية. مثل: «غوغل» و«أمازون» و«مايكروسوفت». ووصلت السوق أعلى رقم قياسي منذ عام 2000، قبيل ما عرفت باسم «فقاعة دوت كوم» (انهيار أسهم شركات الكومبيوتر والإنترنت).
ونشرت وكالة بلومبرغ أن شركة «كومكاست» قررت التراجع عن خطتها للاندماج مع شركة «تايم وارنر» في صفقة قيمتها 45 مليار دولار، بعد أن اعترض مكتب العمليات التجارية اعتمادا على قانون مكافحة الاحتكار.
ونشرت الوكالة، أيضا، خبر غرامة بنك دويتش الألماني مليارين ونصف مليار دولار بعد تعاون أميركي بريطاني في فضيحة التلاعب بأسعار الفائدة في لندن أسعار «ليبور».
وفي المجال الداخلي الأميركي، اهتمت صحيفة «نيويورك تايمز» بخبر اعتراف المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) وبطل حربي أفغانستان والعراق، الجنرال ديفيد بترايوس، بأنه مذنب لتبادل معلومات عسكرية سرية مع كاتب سيرته الذاتية، ومع عشيقته. مقابل اعترافه، بدلا عن السجن، سيوضع تحت المراقبة القانونية، وسيغرم 100.000 دولار. ونقل تلفزيون «سي إن إن» خبر أن مجلس الشيوخ، بعد مماطلة شهور، وافق على ريتا لينش وزيرة للعدل، لتكون أول امرأة سوداء تشغل هذا المنصب.
قال أوباما إن عمليات مكافحة الإرهاب على الحدود بين أفغانستان وباكستان قتلت الأميركي وارن وينشتاين، والإيطالي وجيوفاني لو بورتو. ولاحظ تلفزيون «سي إن إن» أن أوباما لم يعز عائلات أميركيين قتلا هناك، وكانا يعملان مع منظمة القاعدة: آدم يحيى غدان، وأحمد فاروق.
في نهاية الأسبوع، أيضا، زادت أخبار الإرهاب والإرهابيين. ونشرت صحيفة «واشنطن بوست» خبر قتل قائد في الجيش العراقي هو العميد حسن عباس الطوفان في كمين في محافظة الأنبار، واعتبرته انتصارا لمنظمة داعش. ووزعت وكالة أسوشيتد برس خبر أن منظمة بوكو حرام في نيجيريا استعادت بلدة حدودية من الجيش النيجيري. واعتبرت ذلك، أيضا، انتصارا للإرهاب.
غرق مئات المهاجرين في المتوسط يفرض نفسه على التغطية البريطانية
أميركا: نقاش حول «درون» وأخبار اقتصادية سارة

غرق مئات المهاجرين في المتوسط يفرض نفسه على التغطية البريطانية

لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة