الحوثيون يمنعون قافلة طبية تابعة للصليب الأحمر من الوصول إلى عدن

خطفوا صحافيًا من منزله بعد إطلاق النار على سيارته وإصابة سائقه إصابة بليغة

مقاتل من القوات الموالية للرئيس اليمني هادي أثناء اشتباكات بعدن أمس (أ.ف.ب)
مقاتل من القوات الموالية للرئيس اليمني هادي أثناء اشتباكات بعدن أمس (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يمنعون قافلة طبية تابعة للصليب الأحمر من الوصول إلى عدن

مقاتل من القوات الموالية للرئيس اليمني هادي أثناء اشتباكات بعدن أمس (أ.ف.ب)
مقاتل من القوات الموالية للرئيس اليمني هادي أثناء اشتباكات بعدن أمس (أ.ف.ب)

منعت نقطة عسكرية تابعة لميليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق، أمس، وصول قافلة مساعدات طبية ومواد إغاثية تابعة للصليب الأحمر الدولي من الوصول إلى مدينة عدن جنوب اليمن، بعد اعتراض طريقها في منطقة جعولة، إحدى قرى مديرية «تبن» في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج.
وسيطرت ميليشيات الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق، خلال الأيام القليلة الماضية على مدينة الحوطة عاصمة لحج، وشن أمس طيران التحالف العربي غارات كثيرة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين داخل مدينة الحوطة، لأول مرة منذ بدء غارات عاصفة الحزم. وذكرت الناطقة باسم الدولية للصليب الأحمر ماري كلير فغالي أن «قافلة طبية تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر منعت من الوصول إلى مدينة عدن عند نقطة جعولة، وتم إجبارها على العودة إلى صنعاء».
وتجنبت ماري تحديد الجهة المسؤولة عن اعتراض ومنع القافلة الطبية، ودعت في تغريدة نشرتها على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، «كل الأطراف إلى واجب احترام البعثات الطبية في كل الأوقات والسماح بوصول المساعدات لمن هم في أمس الحاجة إليها». وشهدت مدينة الحوطة معارك عنيفة على مدى الأسابيع الماضية وموجات نزوح جماعية باتجاه مدينة عدن. وقالت مصادر محلية في محافظة لحج إن مدينة الحوطة تحولت إلى «مدينة أشباح» بعد نزوح سكانها وتهدم معظم المباني العامة والسكنية في المدينة.
إلى ذلك شهدت مدينة تعز عصر اليوم حرب شوارع في عدد من أحياء المدينة، وبخاصة في محيط منطقة «النقطة الرابعة والبريد وحوض الإشراف، إضافة إلى منطقة بير باشا ووادي القاضي». وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن المدينة تتعرض للقصف بالدبابات والمدفعية من معظم الألوية العسكرية الموالية للحوثيين وصالح، وإن الكثير من أحياء المدينة تعيش مواجهات مسلحة بالأسلحة الرشاشة والقذائف».
وفي صنعاء اقتحم مسلحون حوثيون فجر أمس منزل الكاتب الصحافي جلال الشرعبي واقتادوه إلى مكان مجهول، بعد ترويع أسرته وإصابة سائقه الشخصي بعيار ناري إصابة بليغة، إثر تعرض سيارته لوابل من الرصاص. ودانت نقابة الصحافيين اليمنيين بشدة اختطاف الشرعبي، مطالبة بسرعة الكشف عن مصيره.
ودعت نقابة الصحافيين اليمنيين ميليشيات الحوثي إلى «سرعة إطلاق سراح الزميل الصحافي جلال الشرعبي، معربة عن «قلقها على سلامة حياة الشرعبي» الذي عمل لسنوات مراسلاً لوكالة الأنباء السعودية ومديرًا لمكتب قنوات «mbc» في صنعاء. وقالت النقابة في بيان صادر عنها اليوم إنها «تلقت بلاغا من أسرة الزميل جلال الشرعبي أفاد باقتحام مسلحين لمنزله واختطافه في ساعة متأخرة من مساء أمس، كما تعرضت سيارته لإطلاق النار من الأمام والجوانب أثناء اعتقاله وإصابة سائقه إصابة خطيرة». وعبرت نقابة الصحافيين عن «رفضها من استمرار اختطاف وملاحقة الصحافيين والزج بهم في الصراع السياسي».
يأتي ذلك بعد ساعات قليلة من إطلاق سراح الصحافي عاد نعمان في عدن. ويتعرض الصحافيون اليمنيون لجملة من الانتهاكات والاعتداءات في ظل انفلات الوضع وانهيار الدولة وسيطرة ميليشيا الحوثي على السلطة، وتشمل: الاعتقالات التعسفية خارج القانون، والاعتداء بالضرب، والخطف، والتهديد بالقتل، إضافة إلى نهب واقتحام الكثير من وسائل الإعلام والصحف اليومية وحجب العشرات من المواقع.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.