مسلحو «داعش» يسقطون طائرة حربية سورية في ريف السويداء ومعلومات عن أسر الطيار

«النصرة» تتقدم باتجاه أحد آخر معاقل النظام في إدلب

مسلحو «داعش» يسقطون طائرة حربية سورية في ريف السويداء ومعلومات عن أسر الطيار
TT

مسلحو «داعش» يسقطون طائرة حربية سورية في ريف السويداء ومعلومات عن أسر الطيار

مسلحو «داعش» يسقطون طائرة حربية سورية في ريف السويداء ومعلومات عن أسر الطيار

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن إسقاط مسلحي تنظيم داعش المتطرف يوم أمس الجمعة طائرة حربية سورية بعد إطلاق النار عليها قرب مطار خلخلة العسكري في الشمال الشرقي لريف محافظة السويداء، بجنوب سوريا، وسط معلومات عن أسر الطيار. وبالتزامن، شنّت كتائب مقاتلة في المعارضة السورية هجومًا عنيفًا على مدينة جسر الشغور، أحد آخر معاقل قوات النظام السوري في محافظة إدلب بأقصى شمال غربي البلاد، محرزة تقدمًا بيّنًا على الأرض.
التلفزيون الحكومي السوري أكد خبر سقوط الطائرة جنوب البلاد، إلا أنه أرجعه إلى «خلل فني». ونقل عن مصدر عسكري قوله إن الطائرة كانت «في مهمة تدريبية»، وإن «البحث جار عن الطيار». أما «المرصد» فذكر أن «داعش» تمكن من إسقاط الطائرة إثر استهدافها إلى الشرق من مطار خلخلة العسكري في الريف الشمالي الشرقي للسويداء، وأردف أن «مصير من كانوا على متن الطائرة مجهول حتى اللحظة». ويُذكر أن محيط مطار خلخلة كان قد شهد في 11 أبريل (نيسان) هجومًا عنيفًا من عناصر «داعش» غير أن قوات النظام التي تدافع عنه تمكنت من إحباطه، وأسفر القتال عن مقتل العشرات من الطرفين. وفي حين غابت أي معلومات مؤكدة حول مصير الطيار، انتشر على حسابات مؤيدين للتنظيمات المتطرفة على موقع «تويتر» هاشتاغ عن أسر الطيار ولكن لم تنشر أي صور عن الطائرة أو الطيار. وما يستحق الذكر أن «داعش» قد أسقط طائرة أخرى تابعة لقوات النظام قبل 5 أيام فوق مطار كويرس العسكري الذي يحاصره الثوار في ريف محافظة حلب الشرقي، مما أسفر عن مقتل أحد الطيارين وتمكن الآخر من الهبوط بمظلته فوق المطار. وكان في الثالث من فبراير (شباط) الماضي، نشر التنظيم المتطرّف على الإنترنت شريط فيديو يُظهر الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي كان يقصف مواقع لـ«داعش» ضمن إطار حملة التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، وهو يُعدم حرقًا داخل قفص.
على صعيد آخر، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن كتائب مقاتلة في المعارضة السورية، بضمنها «جبهة النصرة»، شنّت هجومًا عنيفًا على مدينة جسر الشغور، أحد آخر معاقل قوات النظام السوري في محافظة إدلب المتاخم لحدود تركيا بأقصى شمال غربي سوريا، وحققت تقدمًا بيّنًا على الأرض. ومن جهته، أعلن «جيش الفتح»، وهو تحالف يضم «النصرة» وفصائل مقاتلة أخرى أبرزها «حركة أحرار الشام»، الخميس الماضي عن بدء «معركة النصر» الهادفة إلى «تحرير» مدينة جسر الشغور التي تكتسب أهمية استراتيجية، لقربها من الحدود التركية وكونها تقع على الطريق العام الذي يربط محافظة اللاذقية، منطقة النفوذ القوي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، بمحافظات الشمال السوري وبالذات إدلب وحلب وحماه.
وأبلغ مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن وكالة الصحافة الفرنسية أن «اشتباكات عنيفة تدور رحاها بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة من جهة أخرى، في محيط مدينة جسر الشغور»، مشيرًا إلى تقدم للمقاتلين. وتابع «المرصد» أن العمليات العسكرية بدأت الخميس «واستعانت (جبهة النصرة) بعدد من الانتحاريين الذين فجرّوا أنفسهم في حواجز لقوات النظام ما لبثوا أن تقدّموا إليها». ثم أفاد بأن مقاتلي الفصائل الإسلامية تمكنوا لاحقًا من السيطرة على حاجز تل حكمة الاستراتيجي وقطع طريق جسر الشغور - أريحا. وفي حال سقوط جسر الشغور، سيقتصر وجود قوات النظام في محافظة إدلب على مدينة أريحا وبلدة المسطومة، وذلك بعد انسحابها في 28 مارس (آذار) من مدينة إدلب، مركز المحافظة، إثر هجوم كاسح لـ«جيش الفتح».
هذا، ونشرت «جبهة النصرة» على أحد حساباتها الرسمية على موقع «تويتر» صورًا وأشرطة فيديو ذكرت أنها من «معركة النصر داخل جسر الشغور»، مشيرة إلى «انطلاق سرايا الاقتحام لمؤازرة الانغماسيين المشتبكين مع الجيش والشبيحة منذ الأمس» داخل المدينة.
وبدوره، أفاد «مكتب أخبار سوريا»، بأن فصائل المعارضة سيطرت بالفعل على عدة مبانٍ في محيط دوار اللاذقية في مدينة جسر الشغور، الذي تدور حوله اشتباكات «عنيفة» أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين. ولفت المكتب إلى أن المعارضة تواصل تقدّمها في القسم الشمالي من المدينة مع وصول تعزيزات عسكرية للطرفين، لافتًا إلى أن الاشتباكات المستمرة أسفرت عن مقتل ثمانية عناصر نظاميين وإصابة آخرين، في حين قتل خمسة عناصر معارضة وأصيب ثلاثة غيرهم. واستطرد المكتب أن الطيران الحربي والمروحي النظامي شنّ أكثر من 12 غارة جوية على محيط حاجز تل حكمة الواقع على طريق مدينة أريحا - جسر الشغور، بعد سيطرة فصائل المعارضة عليه، وذلك بالتزامن مع تحليق مكثف للطائرات في أجواء ريف إدلب.
كذلك قصف الطيران المروحي التابع للنظام مدينة سراقب الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف إدلب الشرقي مما تسبب بأضرار مادية، من دون ورود أنباء عن سقوط ضحايا مدنيين، في حين وثق ناشطون معارضون أكثر من 25 غارة جوية تركز معظمها على ريف إدلب الغربي.
أما في محافظة حلب، فلقد أفاد ناشطون بتفجير فصائل تابعة للمعارضة السورية، نفقًا ومبنى تابعين للقوات السورية النظامية بحي صلاح الدين غرب مدينة حلب. ونقل «مكتب أخبار سوريا» عن ناشط في المنطقة أن «عناصر من المعارضة تسلّلوا إلى النفق الذي كانت تحفره القوات النظامية والمبنى الذي يؤدي إليه، ثم لغّموهما وفجّروهما، مما أدى إلى مقتل ضابط وأربعة عناصر نظاميين كانوا موجودين في النفق».
وأوضح الناشط أن النفق يصل الجزء الغربي من حي صلاح الدين الخاضع لسيطرة النظام بالقسم الشرقي الخاضع للمعارضة، مرجحًا أن تكون القوات النظامية تهدف من حفره لشنّ هجوم على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في الحي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».