حفتر ينفي تلقيه صفقة للاستقالة من منصبه كقائد للجيش

الغرياني يبارك غارات ميليشيات «فجر ليبيا» على المدن المؤيدة للشرعية

صورة تعود الى منتصف الشهر الماضي لعناصر موالين لميليشيات فجر ليبيا يجوبون ساحل مدينة سرت (أ ف ب)
صورة تعود الى منتصف الشهر الماضي لعناصر موالين لميليشيات فجر ليبيا يجوبون ساحل مدينة سرت (أ ف ب)
TT

حفتر ينفي تلقيه صفقة للاستقالة من منصبه كقائد للجيش

صورة تعود الى منتصف الشهر الماضي لعناصر موالين لميليشيات فجر ليبيا يجوبون ساحل مدينة سرت (أ ف ب)
صورة تعود الى منتصف الشهر الماضي لعناصر موالين لميليشيات فجر ليبيا يجوبون ساحل مدينة سرت (أ ف ب)

رفض الفريق خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الموالي للشرعية في ليبيا، أي دعوة لوقف إطلاق النار في العاصمة طرابلس، مع من وصفهم بالإرهابيين، مشيرا إلى أن الجيش لا يريد إحداث دمار أو تخريب في طرابلس، وأن وحدات من الجيش داخل المدينة ستتحرك في الوقت المناسب، مع زيادة الضغط على المنطقة الغربية.
وأضاف حفتر الذي يزور الإمارات، منذ الثلاثاء الماضي، في مقابلة بثتها، أمس، قناة «سكاي نيوز» أن الجيش يتقدم ببطء، لكن بطريقة محسوبة، قائلا: «نريد السيطرة من قبل قوات الجيش فقط، هذه هي الجهة الشرعية التي يجب أن تتحكم في مصير البلاد».
وانتقد حفتر موقف مجلس الأمن الرافض لرفع حظر التسليح عن الجيش الليبي، وأكد أن جماعات تأتي بالسلاح عن طريق تركيا وقطر، لكنه لفت في المقابل إلى أن الجيش الليبي لا يمتلك السلاح الكافي للتعامل مع هذه الجماعات.
وشدد حفتر على أن الجيش الليبي يحتاج فقط للعتاد لإنجاز عملياته العسكرية في ‏ليبيا، مضيفا: «لو تم رفع الحظر عن تسليح الجيش، سنكمل العملية العسكرية في وقت أقل وبأقل الخسائر».
وأعرب عن رغبته في تشكيل قوة مشتركة للعرب، قائلا إنه «لا يعارض إطلاق عملية مشابهة لعاصفة الحزم في ليبيا».
وأشار إلى أن عناصر «داعش» تمكنوا من دخول ليبيا عبر مصر والسودان ومالي، بالإضافة إلى المعابر البحرية «ليجدوا جميع التسهيلات التي تمكنهم من التحرك في ليبيا».
ونفى حفتر أن يكون قد عرض عليه التخلي عن منصبه من أجل إحلال السلام في ليبيا، معتبرا أن من يحق له أن يأمره بالتخلي عن المنصب هو مجلس النواب فقط.
إلى ذلك، اعتبر مفتي ليبيا الدكتور الصادق الغرياني، المقال من منصبه بقرار من مجلس النواب، أن مدينة مصراتة تسجل ما وصفه بملاحم البطولات، ودعا أبناء المدينة لمواصلة ما سماه بالبذل في سبيل الله.
وأضاف الغريانى خلال تشييع جثامين ثلاثة عناصر من الكتيبة 166 بمصراتة قتلوا خلال الاشتباكات التي وقعت بمدينة سرت مع عناصر موالية لتنظيم داعش: «لا تسمعوا لمن يقول كفى مصراتة»، مطالبا ما يُسمى حكومة الإنقاذ الوطني التي تسيطر على العاصمة طرابلس، بمراجعة أدائها حيال الخروق الأمنية.
وأشاد الغرياني بالغارات الجوية التي تشنها طائرات تابعة لميليشيات فجر ليبيا على عدة مدن ليبية متهمة بدعم الجيش والسلطات الشرعية، وقال مخاطبا من وصفهم بـ«نسور الجو التابعين لرئاسة الأركان العامة وميليشيات فجر ليبيا»: «أشد على أيديهم، فإنهم ردوا كيد الكائدين، وفجور الفاجرين».
من جهة أخرى، أعلنت قوات الجيش الليبي والقوات المساندة لها أنها سيطرت على منطقة المعمورة بالكامل الواقعة بمنطقة الجفارة التي تبعد نحو 30 كلم غرب طرابلس.
وتحدثت مصادر عسكرية عن وقوع اشتباكات عنيفة جنوب العزيزية في منطقة الهيرة، بين قوات الجيش الليبي والقوات المساندة له، وميليشيات فجر ليبيا.
في غضون ذلك، قتل جندي ليبي وأصيب 10 آخرون جراء الاشتباكات العنيفة بين قوات الجيش الليبي وقوات ما يسمى بـ«مجلس شورى ثوار بنغازى»، كما أعلن عن استهداف أحد الإعلاميين في مدينة بنغازي، في أول عملية اغتيال تشهدها المدينة منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث عثر أصدقاء مفتاح القطراني مدير شركة محلية للخدمات الإعلامية عليه في مكتبه مصابا بأعيرة نارية، بينما أعلنت قوات الأمن في المدينة أنها شرعت في التحقيق وتتبع الجناة.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».