مطعم الاسبوع: «سوموسان».. «من روسيا مع الحب»

بدأ في موسكو وانتقل إلى لندن ليصبح من أهم عناوين الأكل الياباني فيها

ديكورات بسيطة وألوان هادئة  -  من ألذ أنواع الساشيمي  -  من أطباق سوموسان الشهية
ديكورات بسيطة وألوان هادئة - من ألذ أنواع الساشيمي - من أطباق سوموسان الشهية
TT

مطعم الاسبوع: «سوموسان».. «من روسيا مع الحب»

ديكورات بسيطة وألوان هادئة  -  من ألذ أنواع الساشيمي  -  من أطباق سوموسان الشهية
ديكورات بسيطة وألوان هادئة - من ألذ أنواع الساشيمي - من أطباق سوموسان الشهية

المعروف عن المطبخ الياباني بساطته ولو أن سر نكهة أطباقه تكمن في نوعية المكونات وطريقة التقديم، وفي الآونة الأخيرة تقدم المطبخ الياباني وخصوصا أطباق السوشي والساشيمي على مطابخ عالمية أخرى، لسبب بسيط هو أن الذواقة يتوجهون اليوم للأطباق الصحية والخفيفة وغالية الثمن، فالذواقة الحقيقيون مستعدون لدفع أي مبلغ لقاء تذوق لائحة طعام بالكامل بسعر يتعدى الثلاثمائة دولار أميركي، لذا نرى أن هناك توسعا في المطبخ الياباني التي تختلف أطباقه عن تلك المعتمدة في المطاعم في اليابان لتتناسب مع الذائقة الغربية والشرقية على حد سواء.
وبما أننا نتكلم عن الأكل الياباني وعناوين الذواقة لا بد أن نتكلم عن مطعم «سوموسان» (Sumosan) الياباني الكائن في شارع ألبيمارل في منطقة مايفير، واخترنا هذا العنوان لأنه لا يزال مغمورا رغم أنه افتتح في لندن منذ عام 2002، وتملكه عائلة روسية، فرعه الأول في موسكو افتتحه ألكسندر وولكو عام 1997 في فندق راديسون سلايانسكا في العاصمة الروسية. وبعدها قامت جانينا ابنة رجل الأعمال ألكسندر بتبني فكرة افتتاح المطعم نفسه في لندن، ومنذ افتتاحه منذ 13 عاما تربع سوموسان على عرش أهم ثلاثة مطاعم يابانية في لندن، والذي يميزه كونه بعيدا عن أنظار العزال وكاميرات مصوري الباباراتزي، ويؤمن أكبر قدر من الخصوصية، ولو أن معظم مرتاديه هم من النجوم العالميين ولكن ديكوراته ومدخله لا يوحيان بالنجومية لذا تراه مثل جوهرة مخفية في زاوية الشارع.
يتولى المطبخ الطاهي الرئيس بوبكير بيلكيت الذي نجح في ابتكار أطباق كثيرة تحمل توقيعه، ويقوم بتجديد لوائح الطعام باستمرار بما يتناسب مع الفصول.
الديكور جميل وهادئ، يتميز بألوان الكاراميل ومقاعد مريحة وإنارة خافتة، وهو مناسب للغداء أو العشاء، وعندما تدخل إليه ستعرق لأنك سوف تفكر بثقل الفاتورة، ولكن وبصراحة إذا عرفت كيف وماذا تختار ستجد بأن الأسعار جيدة نسبيا وتتناسب مع نوعية المكونات مثل الأسماك التي يتم استقدامها من مزارع محلية.كما يقدم المطعم عروضا خاصة فترة الغداء، فلقاء مبلغ 22 جنيها إسترلينيا يمكنك أن تختار سبعة أطباق، وهذا الأمر من شبه المستحيلات في منطقة مايفير، نظرا لارتفاع أسعار العقار والإجارات وبالتالي يتعين على أصحاب المطاعم رفع الأسعار لسد الفواتير المتوجبة عليها.
أكثر ما يجذب في الأطباق هو طريقة تقديمها، فهي أشبه بهدايا عيد الميلاد، تصل إلى الطاولة فتتشوق لمعرفة ما تخفيه تحت أوراق الخس أو العشب، فالأطباق مزينة بطريقة فنية مبتكرة تلعب الألوان الطبيعية فيها دورا مهما وترتكز على السلمون والواسابي والخضار وصلصات الميزو وغيرها التي تساعد على خلق لوحة فنية في الطبق.
من أشهر أطباق سوموسان، Hamchi Yellowtail Ika Squid، Ikura salmon roe، Maguro Tuna، Ebi Shrimp، مختلف أنواع السوشي والساشيمي بالتونة والسلمون والسي بريم وأوناغي وتبقى كاليفونيا كات رول من ألذها. ومن ألذ أطباق الساشيمي Salmon Tuna Amaebi Sea Bass Scallop Hamachi. ويعتبر طبق سمك القد الأسود Black cod من الأطباق اللذيذة، فهو يختلف في مذاقه عن الذي تتذوقه في «نوبو» ولكن يبقى مذاقه رائعا.
للنباتيين هناك خيارات واسعة، بدءا بالسلطات الكثيرة ومرورا بالحساء وانتهاء بأطباق التوفو بالخضار.
يوجد تحت المطعم مباشرة «جي بار» (J - Bar ) التابع لسوموسان، وهذا المكان يناسب الباحثين عن الخصوصية، وتقدم فيه أطباق السوشي والساشيمي في أجواء هادئة وآرائك مريحة، ويتعتبر هذا المكان مناسبا للحفلات الخاصة والمناسبات العائلية. Sumosan
26b Albemarle Street، London W1 (020 7495 5999)



«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.