سفارة إسبانيا في ليبيا تتعرض لهجوم.. ولا خسائر في الأرواح

برناردينو ليون يؤكد على الدور المحوري لدول الجوار في حل الأزمة الليبية

جانب من الدمار الذي لحق بالسفارة الإسبانية في طرابلس بعد استهداف مقرها في طرابلس أمس (رويترز)
جانب من الدمار الذي لحق بالسفارة الإسبانية في طرابلس بعد استهداف مقرها في طرابلس أمس (رويترز)
TT

سفارة إسبانيا في ليبيا تتعرض لهجوم.. ولا خسائر في الأرواح

جانب من الدمار الذي لحق بالسفارة الإسبانية في طرابلس بعد استهداف مقرها في طرابلس أمس (رويترز)
جانب من الدمار الذي لحق بالسفارة الإسبانية في طرابلس بعد استهداف مقرها في طرابلس أمس (رويترز)

انفجرت عبوة ناسفة في وقت متأخر من ليلة أول من أمس عند مقر السفارة الإسبانية في طرابلس، مما ألحق أضرارا مادية بالمقر وبمبان مجاورة، في اعتداء تبناه الفرع الليبي لتنظيم داعش، حسبما أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال عصام النعاس، المتحدث باسم غرفة العمليات الأمنية المشتركة لتأمين العاصمة الليبية التابعة لحكومة طرابلس، إن «متطرفين من تنظيم داعش زرعوا عبوة متفجرة قرب أسوار مقر السفارة الإسبانية في شارع الجرابة، وسط طرابلس، وقد أدى انفجارها إلى وقوع أضرار مادية في المبنى والمباني المجاورة”.
ومباشرة بعد ذلك، تبنى الفرع الليبي لتنظيم داعش الهجوم، وذلك عبر حسابات له على موقع «“تويتر”، إذ قال التنظيم إن «جنوده استهدفوا السفارة الإسبانية في طرابلس بعدة عبوات ناسفة”.
ويأتي هذا الهجوم بعد أيام من هجومين شنهما التنظيم المتطرف على سفارتي كوريا الجنوبية والمغرب في طرابلس. وقد سبق أن تبنى التنظيم المذكور هجمات مماثلة استهدفت سفارات أخرى في طرابلس، والتي أغلق معظمها أبوابه بسبب تدهور الوضع الأمني في العاصمة.
وتشهد ليبيا نزاعا مسلحا منذ الصيف الماضي بعد انقسام سلطة البلاد بين حكومتين، واحدة يعترف بها المجتمع الدولي في الشرق، وأخرى مناوئة لها تدير العاصمة منذ أغسطس (آب) 2014 بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى «فجر ليبيا».
وقد سمحت الفوضى الأمنية التي تعيشها ليبيا بصعود جماعات متطرفة، بينها تنظيم داعش.
وعلى صعيد متصل بالأزمة في ليبيا، أكد برناردينو ليون، المبعوث الأممي في ليبيا، أمس في تونس على أهمية دول الجوار في حل الأزمة في ليبيا.
والتقى برناردينو ممثل الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بليبيا، أمس، الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي داخل القصر الرئاسي بقرطاج، حيث أكد وجود تنسيق كامل بين تونس ومنظمة الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سلمي بين الفرقاء الليبيين، بحسب ما جاء في بيان للرئاسة.
كما شدد المبعوث الأممي على أهمية التواصل مع الأطراف الليبية لتجاوز الأوضاع الأمنية والإنسانية الصعبة، وتداعياتها على المنطقة. مؤكدا في الوقت ذاته على الدور المحوري لدول الجوار الليبي من أجل إيجاد حل سلمي، ووضع حد للأعمال الإرهابية، ونزيف الضحايا الذي طال ليبيين، وكذا مواطنين من جنسيات أخرى.
وتأتي زيارة المسؤول الأممي إلى تونس بعد أيام فقط من زيارة خليفة محمد الغويل، رئيس حكومة الإنقاذ المكلفة في ليبيا، ولقائه الرئيس السبسي.
وتشهد ليبيا التي تشترك في حدود تمتد إلى نحو 500 كيلومتر مع تونس حالة من القتال والفلتان الأمني، وتتنازع على إدارتها حكومتان، وبرلمانان منذ سيطرة ميليشيات «فجر ليبيا» على العاصمة طرابلس في أغسطس الماضي.
وتتخذ الحكومة المؤقتة، بقيادة عبد الله الثني، ومجلس النواب المعترف بهما دوليا، من مدينة طبرق مقرا لهما، فيما تتخذ حكومة الإنقاذ المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام (البرلمان) المنتهية ولايته من طرابلس مقرا لهما.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.