«عاصفة الحزم» أسقطت الشعار الإيراني المضلل بنصرة المظلومين

المرشد خامنئي يصمت عن قتل الأطفال في سوريا.. ويبكيهم في اليمن

«عاصفة الحزم» أسقطت الشعار الإيراني المضلل بنصرة المظلومين
TT

«عاصفة الحزم» أسقطت الشعار الإيراني المضلل بنصرة المظلومين

«عاصفة الحزم» أسقطت الشعار الإيراني المضلل بنصرة المظلومين

لم يجد المرشد الإيراني علي خامنئي ورئيس حكومته حسن روحاني طريقة للتعبير عن العجز في إنقاذ مخططهم الفارسي وإنقاذ الحليف اليمني عبد الملك الحوثي سوى بمحاولة المزايدة على الجانب الإنساني، في محاولة يائسة للتأثير العاطفي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المخطط التخريبي، بعد ضربات «عاصفة الحزم»، المدعومة بشرعية الحكومة اليمنية والشعب اليمني لتكشف مدى خداع الحوثيين ومن خلفهم ملالي إيران ببث شعاراتهم الخادعة التي انكشفت لعامة الشعوب في العالم.
خامنئي وروحاني لم يتباكيا على أطفال سوريا الذين قتلوا بدم بارد ببنادق ميليشيات قاسم سليماني القائد العسكري الإيراني وقائد فيلق القدس الذي ساعد الرئيس السوري بشار الأسد على قلب المكاسب التي حققها المقاتلون المعارضون في سوريا بعدما بدا أن النظام السوري على وشك الانهيار، وذلك لأن سوريا تشكل نقطة أساسية في محور طهران - بغداد - دمشق – بيروت، لتتلطخ يد إيران بدماء الأطفال والنساء وكبار السن السوريين، عبر التنكيل بهم ليسقط الشعار الإيراني «نصرة المظلومين» والمظلومية ولتكشف المخطط الوحشي والتمددي وكشف خداعهم وكذبهم.
يقول الدكتور ناصر الشهراني عضو مجلس الشورى السعودي إن «ميليشيا الحوثي مثلا لا تتورع عن القيام بأي سلوك وفعل، للوصول إلى غايتها ومنها استخدام الأطفال في اليمن في الحرب أو العمليات التفجيرية»، وأضاف «أفعال الحوثيين تنافي كل القيم الدينية والأعراف الدولية المتعلقة بحماية المدنيين من المخاطر».
خطاب روحاني حمل بين طياته تهجما على قوات تحالف «عاصفة الحزم» والتي وصفها بالتحالف سيئ السمعة، وكأن تحالفهم مع نظام بشار وحزب الله في لبنان لم يقتل الأطفال ويشرد النساء، بل كأنه جيد السمعة ويعمل على إنقاذ السوريين وحقن دمائهم، من يدي المجرم بشار الأسد، إلا أن خطابه كان يدل على مقدار الخوف الذي تشعر به إيران من فقد عملائها وحلفائها في الدول العربية، وبدأ كشف خداعهم وكذبهم طوال السنوات الماضية.
كان خطاب روحاني هو خطاب للتضليل مستخدما كلمات مثل «الجريمة، والإبادة، والملاحقة القانونية الدولية» وهي مراوغة وكذب إيراني مفضوح تعودت عليه دول العالم، لما يقابله من أفعال تدل على نيات سيئة تمددية وتصدير للثورة الإيرانية والمعروفة سلفا لدى الشعوب العربية خاصة والعالم الإسلامي بشكل عام والعالم ككل، وهي الأسس التي تقوم عليها السياسة الإيرانية الخمينية منذ 1979، ليكون الكذب والتدليس أساسين لتصدير ثورتهم.
الحكومة الإيرانية منذ ثورة الخميني وهي حكومة متناقضة ومراوغة لم تصدق في جميع المواثيق التي تبرمها، فما زالت الشعوب العربية تتندر على كذب جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني حينما وجدت قوات إيرانية في العراق تم قتلها، قال ظريف «إن قتلى الحرس الثوري هم مجرد زوار للعتبات الدينية في العراق قتلوا في تفجيرات إرهابية»، ليتساءل الناس هل قائد طائرة «السوخوي» الإيرانية شجاعت مرجاني كان يزور العتبات الدينية بطائرته.
لم تقف هذه التناقضات والكذب الإيراني التي أسسها آية الله الخميني حينما تقدم لأبناء الشعب الإيراني بكلام معسول،‬ووعدهم بنشر العدالة وترسيخها في‬البلاد في‮حال مناصرتهم له، ‮ ‬وأنه ليس له أي‮ ‬طمع بالسلطة، ‮ ‬وسوف‮ ‬يترك السياسة لأصحابها من أهل الخبرة في‮ ‬حال سقوط النظام الشاه، ولكن بعد ذلك تنصل الخميني من وعوده، ‮وانقلب إلى خطابات ‬عنيفة أثارت الرعب والخوف في‬نفوس الناس، وبدأت الاعتقالات في صفوف أبناء الثورة، ‬حتى غصت السجون بالمحتجين، ونفذت الآلاف من عمليات الإعدام بأوامر من الخميني‮ ‬مباشرة.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وحينما تولى أحمدي‮ ‬نجاد عام‮ ‬2005‮ رئاسة الحكومة أطلق الوعود الكاذبة، ‬وقال للناخبين الإيرانيين إنه سوف‮ ‬يوزع الأموال من عائدات البترول على موائدهم، ‮ ‬وتعهد بتحسين معيشة الناس، ‮ ‬ومكافحة الفساد، ‮ ‬ ‬وإعطاء المزيد من الحريات، إلا أنه طوال فترة حكمة ازداد الفقر، ‮ ‬وارتفع معدل الجريمة، ‮ ‬وتضاعفت عمليات تنفيذ أحكام الإعدام في‮ ‬إيران.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
الخداع هو وحده من أوصل رجال السلطة في‮ ‬إيران، ‮ ‬لأنهم استغلوا معتقدات الناس وطيبتهم، ‮ ‬فخاطبوا الشعوب بلغتهم، ‮ ‬ودغدغوا مشاعرهم، ‮ ‬ووعدوهم بحياة أفضل، ورزق أوفر، وعدل أوسع، فبدأ ملالي إيران بالكذب واستمروا على ذلك ليصبح الكذب والتزوير سمة ‬السياسة الإيرانية، كما جاء على لسان آية الله علي محمد دستغيب عضو مجلس الخبراء وخطيب الجمعة في‮مدينة شيراز مركز إقليم فارس، وهو ما أشار إليه أكبر رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني‮‬حينما قال في تصريحات صحافية «الكذب هو الذي‮ ‬أدى لاتساع دائرة الفساد والمنكر في‮ ‬المجتمع الإيراني، ‮ ‬فحبل الكذب قصير للغاية»، ‮ ليكون الرد من الدكتور أبو الحسن بني‮ ‬صدر، ‮ ‬وهو أول رئيس جمهورية لإيران لجأ إلى فرنسا عام‮ ‬1981م بعدما تآمر عليه أكبر‮ ‬رفسنجاني‮ ‬وخامنئي‮ ‬المرشد الحالي، ‮ ‬حينما قال في تصريحات صحافية أيضا رفسنجاني‮ ‬هو أول من أسس للكذب والتزوير في‮ ‬النظام الإيراني ليستشهد من ذلك أن الكذب هو ديدن الحكومة الإيرانية لتعيش تناقضات مستمرة طوال السنوات الماضية.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وبالعودة إلى خطاب روحاني المتناقض حول عاصفة الحزم والتي بدأت تدمر ما بناه الإيرانيون خلال عشرين عامًا، والتي يراها روحاني أنها إبادة للشعب اليمني، فهي عمل شرعي ومشرِف من وجهة نظر الشعوب العربية والإسلامية.
وحينما يأتي وصف الرئيس الإيراني لعاصفة الحزم التي تقودها السعودية ضمن تحالف عربي لإعادة الشرعية في اليمن بأنها «للفتنة في المنطقة وقتل الأطفال في اليمن»، ليأتي الرد من طفل في سوريا «ولماذا تقتلوننا في دمشق؟».
الإيرانيون دخلوا مرحلة ثانية من التكتيك لوقف عاصفة الحزم هذه المرة عبر رفع لواء حقوق الإنسان فنظام طهران يخاف استهداف المظلومين والأطفال في اليمن فيما تقول أرقام الأمم المتحدة عن الحرب في سوريا إن 4 من كل 5 سوريين من ضحاياها من النساء والأطفال، وهي الحرب التي تخوضها إيران وميليشياتها إلى جانب قوات الأسد ضد الشعب السوري.
وفي إحصائية للمرصد السوري لحقوق الإنسان وهو جهة معترف بها من قبل المنظمات الدولية وثق المرصد استشهاد ومقتل ومصرع 220271 شخصًا، منذ انطلاقة الثورة السورية في الـ18 من شهر مارس (آذار) من عام 2011، حتى 14 أبريل (نيسان) الحالي وقد ضمت القائمة من القتلى المدنيين كما ضمت القائمة قتلى من جيش النظام وكتائب الجيش الحر والجماعات الإسلامية، وشكل القتلى المدنيين نحو 104629، بينهم 11021 طفلاً، و7049 أنثى فوق سن الـ18، وعودة إلى الوضع في اليمن تقول الإحصاءات إن نحو 50 في المائة من مقاتلي جماعة الحوثي هم دون 18 سنة.
التناقض الإيراني بين أفعالها وأقوالها يعكس عمق السياسة الإيرانية التي تضع المصالح قبل المبادئ وبالتالي وقوفها مع نظام الأسد وقتل الشعب السوري ثم التباكي على أطفال اليمن يمثل قمة التناقض، وهو ما يسقط الادعاءات الإيرانية، يقول الدكتور زهير الحارثي وهو عضو في مجلس الشورى السعودي وهو مهتم بالشأن الحقوقي، وكان يشغل منصبًا حقوقيًا رفيعًا في السعودية «حديث إيران عن الخوف على الأطفال إنما هو تكتيك لإنقاذ حلفائهم الحوثيين الذي يعتمدون على الأطفال كمقاتلين».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.