طيران النظام السوري.. الأكثر فتكًا والأقل كلفة وغير قادر على معارك ضد الجيوش

مدينة حلب أكثر المناطق استهدافًا بالبراميل لقربها من معامل الدفاع

طيران النظام السوري.. الأكثر فتكًا والأقل كلفة وغير قادر على معارك ضد الجيوش
TT

طيران النظام السوري.. الأكثر فتكًا والأقل كلفة وغير قادر على معارك ضد الجيوش

طيران النظام السوري.. الأكثر فتكًا والأقل كلفة وغير قادر على معارك ضد الجيوش

يحاول النظام السوري التعويض عن خساراته البرية من خلال تكثيف عمليات سلاح الجو لديه، بشكل خاص في المناطق التي لم يعد بإمكان قواته تحقيق أي خرق على الأرض في عمقها الاستراتيجي لاستعادتها من أيدي المعارضة المسلحة. وهو الأمر الذي زاد من أعباء مهمات طيران النظام وما أدى بدوره إلى خروج العدد الأكبر من الطائرات التي لم تعد صالحة للخدمة.
وأشار مصدر عسكري منشق عن سلاح الجو لـ«الشرق الأوسط» إلى أن سلاح الطيران يعتبر متخلفا وقديما من حيث الطراز ولا تتجاوز أعداد أسطوله 600 طائرة حربية و150 طائرة مروحية، معظمها يعود لحقبة ما قبل حرب 1973، ومعظمها غير قادرة على دخول معارك ضد جيوش نظامية، بسبب عدم جاهزيتها الفنية وعدم توفر قطع الغيار لها. كما ساهم عملها المستمر والطويل منذ 4 سنوات في زيادة الأعطال، لافتا إلى أنّه في بعض الأحيان كان يصل عدد الطلعات الجوية لكل طائرة 40 طلعة.
ورجح المصدر أن الطائرات الحربية التي لا تزال قادرة على القيام بغارات جوية لا يتجاوز عددها 60 طائرة معظمها من طراز ميغ 21 25 وميغ 29 وقام النظام باستيراد طائرات من نوع Su - 24s. ورغم ذلك يبقى سلاح الطيران المروحي هو الأكثر فتكا في حرب النظام لقدرته على قصف المناطق بالبراميل المتفجرة التي ينتجها محليا وتحقيق أهداف عدّة بكلفة بسيطة.
ومنذ بدء إقحام النظام لسلاح الجو في قتاله ضد المدن السورية، وكان أولها في معارك بابا عمرو في حمص، برزت أمامه مشكلات إضافية لم تكن في الحسبان، تمثلت في قلة خبرة الطيارين القادرين على تولي قيادة الطائرات، إضافة لحالة عدم الثقة لدى القيادة بمعظم الطيارين في القيام بالطلعات الجوية مما جعلها تستبعد الكثير منهم خوفا من أن ينقلبوا على النظام، وفق ما أكد المصدر العسكري، مشيرا كذلك إلى أن عدم امتلاك المعارضة لأسلحة الدفاع الجوي الفعالة ساهم في جعل الطيران قوة ضاربة، إضافة إلى أن عدم وجود أهداف دقيقة وحقيقية لقصفها، وعدم المبالاة فيما لو حققت تلك الضربات أهدافها أو قامت باستهداف المدنيين، وهو الأمر الذي سهل من مهام الطيارين، خاصة وأن معظم تلك الطائرات لا تمتلك مؤهلات تقنية متطورة تساعد في إصابة الأهداف بدقة.
ولم يتكبد سلاح الجو خسائر إلا في حالات قليلة حين تمكنت فيها مضادات المعارضة المسلحة من إسقاط عدد قليل من الطائرات، إضافة لتلك التي خسرها النظام خلال معارك اقتحام وحصار المطارات. ولا يزال هذا الطيران يقوم بمهام التمهيد الناري والمساندة للقوات البرية، إضافة لمهام القصف المنفرد ضد مناطق سيطرة المعارضة، فيما يقوم الطيران المروحي بشكل خاص بمهمة إضافية أخرى في تأمين الإمدادات لقوات النظام البرية وتزويدهم بالمؤن والسلاح والذخائر.
وتعتبر الطائرات المروحية أكثر الأسلحة فتكًا كونها قادرة على حمل براميل متفجرة، وقادرة على التحليق على علوٍ شاهق تجنبا لنيران الرشاشات الثقيلة، وتقوم بإلقاء براميل متفجرة يصل وزنها أحيانا حتى 500 كيلوغرام. وتعتبر مدينة حلب من أكثر المناطق استهدافا بالبراميل، لقربها من معامل الدفاع قرب مدينة السفيرة جنوب شرقي حلب، وقد شهدت المدينة فضلاً عن ريفها خلال شهر مارس (آذار) الماضي قصفا بلغ 184 برميلاً و272 صاروخ جو أرض حسب إحصائية صادرة عن المعهد السوري للعدالة.
كما عمد النظام في الفترة الأخيرة إلى توسيع قاعدته الجوية الخاصة بالطائرات المروحية في جبال الواحة قرب معامل الدفاع، لتصبح أكبر قاعدة لانطلاق الطائرات لقصف مناطق الشمال بالبراميل. كما تم تزويد هذه القاعدة بسربين إضافيين من الطائرات المروحية من طراز (مي – 8) وهي طائرات قديمة، لكنها تستطيع أن تحمل 6 براميل متفجرة دفعة واحدة. ويوجد سرب منها في مطار حماة العسكري تنطلق منه لقصف مناطق في ريف حماة وريف إدلب، وتزود بالبراميل من معامل الدفاع بحماة. أما في الجنوب السوري فتتولى مهمة القصف طائرات حديثة من نوع (مي - 28) والتي يمتلك النظام منها 10 طائرات في مطار المزة قرب دمشق، وتستطيع حمل برميلين متفجرين، وعدد من الصواريخ نوع S - 13.
وكان النظام قد خسر 6 مطارات حربية في معارك مختلفة وتمكنت قوات المعارضة من السيطرة على 4 منها، وهي تفتناز في إدلب والضبعة في حمص والحمدان في البوكمال ومرج السلطان في ريف دمشق، إضافة لمطاري الطبقة في الرقة والجراح في حلب، اللذين يسيطر عليهما تنظيم داعش، إضافة لاستمرار حصار عدد من المطارات، أهمها مطار كويرس وأبو الظهور والنيرب ومطار دير الزور الذي لا يزال يشهد معارك عنيفة بين قوات النظام وتنظيم داعش.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.