ماسكيرانو ركيزة برشلونة الذي لا يعشق الأضواء

منح الفريق توازنًا حقيقيًا بقدرته على اللعب بعدة مراكز

ماسكيرانو (أ.ب)
ماسكيرانو (أ.ب)
TT

ماسكيرانو ركيزة برشلونة الذي لا يعشق الأضواء

ماسكيرانو (أ.ب)
ماسكيرانو (أ.ب)

في مارس (آذار) 2013 احتفل لاعبو فريق برشلونة الإسباني لكرة القدم بالفوز الكبير 4 - صفر على ميلان الإيطالي في دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا، لكن لاعبا واحدا رفض المشاركة حينذاك في الاحتفال ومعانقة زملائه.
هذا اللاعب هو الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو، فقد اكتفى بمصافحة زملائه وغادر ملعب «كامب نو» في صمت دون التحدث إلى الكثير من الصحافيين في المنطقة المختلطة لدى خروج الفريق من الاستاد. وفي اليوم التالي عندما سئل عن سبب عدم احتفاله بالفوز، أوضح اللاعب الأرجنتيني أنه شعر بالغضب لأن خطأ ارتكبه كاد أن يهدي ميلان هدفا خارج أرضه ربما كان من الممكن أن يكون حاسما، وذلك عندما كانت تشير نتيجة المباراة إلى التعادل السلبي.
ومن دون تركيز، منح ماسكيرانو الكرة لستيفان شعراوي لاعب ميلان الذي كاد أن يسجل لكن القائم تصدى للكرة.
ويكشف هذا الموقف عن شخصية ماسكيرانو بوضوح، فهو واحد من اللاعبين الأكثر تطلعا للأفضل وانتقادا للنفس وجدية في عالم كرة القدم بالوقت الحالي.
وقال ماسكيرانو مؤخرا: «أدركت قبل عدة أعوام أنني ليس لدي مواهب كروية كبيرة مثل التي يتمتع بها لاعبون آخرون.. أحاول تعويض ذلك بالتفاني والاحترافية والعمل الجاد ومساعدة فريقي بأي طريقة». وبالتأكيد اجتهد ماسكيرانو لتحقيق ذلك. وقد دفع المدير الفني لويس إنريكي به في التشكيل الأساسي في مباراة السبت أمام فالنسيا ليلعب في خط الوسط نفس الدور الذي تألق فيه بشكل كبير مع منتخب الأرجنتين في مونديال 2014.
ولكن تأثر دفاع برشلونة بشكل واضح في الشوط الأول حيث اقترب فالنسيا من التسجيل فيما لا يقل عن 12 مرة، وهو ما دفع إنريكي إلى أن يطلب من ماسكيرانو بين الشوطين العودة لتأدية دوره في الدفاع، وبالفعل تراجعت خطورة فالنسيا على مرمى برشلونة بشكل كبير.
وينتظر أن يشارك ماسكيرانو، 30 عاما، في دفاع برشلونة مجددا اليوم عندما يستضيف باريس سان جيرمان الفرنسي في إياب دور الثمانية من دوري أبطال أوروبا، ليلعب خلف جيرارد بيكيه ويستفيد الفريق الكتالوني من تدخلاته المحسوبة في اللحظات المناسبة لإحباط الهجمات.
ووصفت قناة «تي.في.3» التلفزيونية الكتالونية اللاعب الأرجنتيني مؤخرا بقولها: «ماسكيرانو لاعب الأحلام بالنسبة لبرشلونة.. يمكنه اللعب جيدا بعدة مراكز ومنح الفريق توازنا حقيقيا. إنه ليس واحدا ممن يرتدون الشارة لكنه بالتأكيد واحد من قادة الفريق.. إنه واحد من اللاعبين الذين يؤثر غيابهم بشكل كبير على صلابة برشلونة».
فقبل عشرة أيام، كان برشلونة في طريقه للفوز على أشبيلية 2 - 1 وأراد إنريكي منح ماسكيرانو الراحة التي يستحقها وأخرجه حينذاك، فانهار دفاع برشلونة وأدرك أشبيلية التعادل 2 - 2.
وكان ماسكيرانو قد انتقل إلى برشلونة قادما من ليفربول عام 2010 ليحل مكان يايا توريه ويدعم سيرخيو بوسكيتس.
واعترف ماسكيرانو: «بوسكيتس لديه موهبة أفضل مني، إنه يمنح خط الوسط المزيد من الحركة ويضبط إيقاعه.. إنني أحاول فقط المساعدة قدر الإمكان في أي مركز، وأعمل على سد أي ثغرة تظهر بمزيد من الجهد».
وانتقل لاعب الوسط ماسكيرانو للعب في الدفاع عام 2011 خلال إصابة القائد كارلس بويول وأدى بشكل جيد في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام مانشستر يونايتد الإنجليزي.
وقال ماسكيرانو الذي لم يسجل أي هدف لبرشلونة خلال 133 مباراة: «ليست مهمتي أن أسجل. لدينا الكثير من المتخصصين في هذا الأمر. وظيفتي هي مساعدة الفريق في أي مركز يحتاج إلي».
وعن مباراة اليوم أمام سان جيرمان، رفض ماسكيرانو اعتبار المواجهة محسومة رغم فوز فريقه 3 - 1 ذهابا في باريس، وقال: «لو فكرنا كذلك ربما نواجه مشكلات. في كرة القدم لا يجب أن تتراجع جهودك ومستوياتك».
وأضاف: «يجب علينا أن نكون متيقظين وعلى درجة عالية من التركيز، لأن سان جيرمان فريق موهوب للغاية ويمكنه تسجيل الأهداف بسهولة».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».