العرب في إسرائيل يعلنون الإضراب العام احتجاجًا على تصعيد سياسة هدم البيوت

الطيبي لا يستبعد انفجار الغضب الجماهيري نتيجة انعدام المساواة والعدالة

العرب في إسرائيل يعلنون الإضراب العام احتجاجًا على تصعيد سياسة هدم البيوت
TT

العرب في إسرائيل يعلنون الإضراب العام احتجاجًا على تصعيد سياسة هدم البيوت

العرب في إسرائيل يعلنون الإضراب العام احتجاجًا على تصعيد سياسة هدم البيوت

في أعقاب هدم 10 بيوت عربية لفلسطينيي 48 خلال أسبوع واحد فقط، قررت لجنة المتابعة العليا للجماهير الفلسطينية من مواطني إسرائيل، إعلان الإضراب العام يوم الثامن والعشرين من الشهر الحالي، والقيام بسلسلة نشاطات احتجاجية أخرى.
وقال النائب أحمد الطيبي، رئيس الحركة العربية والنائب عن القائمة المشتركة في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، إن هناك غضبا عارما بين صفوف المواطنين من سياسة الهدم التي تتبعها الحكومة، وإنه لا يستبعد أن ينفجر هذا الغضب في صدامات جديدة بين المواطنين والسلطة الإسرائيلية.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد نفذت عملية هدم لبيت في بلدة كفر كنا قبل أسبوعين، ثم أعقبته بهدم 3 بيوت عربية في حي دهمش (بين اللّد والرملة) الأسبوع الماضي، وبيت آخر في أم الفحم، وخمسة بيوت في قرى النقب الجنوبي، أحدها قام صاحب البيت بهدمه بنفسه حتى لا يتكلف دفع «تكاليف الهدم» الباهظة التي تفرض على المواطنين. والحجة التي تذرعت بها هي «عدم وجود تراخيص بناء رسمية»، علما بأن السلطات المختصة ترفض منح تراخيص لمن يطلبها في هذه المناطق. وهناك اليوم ما يعادل 50 ألف بيت غير مرخص في البلدات العربية، وقد أصدرت السلطات نحو 17 أمر هدم لها.
وتعتبر سياسة الهدم نهجا حكوميا تقليديا ضد البيوت العربية، مما يجعل القيادات السياسية العربية ترى فيها تهديدا لوجودها في وطنها، وتعبيرا عن نية الحكومة مصادرة ما تبقى لهم من أرض.
ويقول النائب الطيبي إن هدم البيوت يعود إلى سياسة الحكومات الإسرائيلية المتتابعة، التي صادرت غالبية أراضي العرب؛ ففي حين كان المواطنون العرب في إسرائيل (فلسطينيو 48) يمتلكون 80 في المائة من الأراضي الخاصة لم يبق لهم اليوم سوى 3.5 في المائة. واستغلت هذه الحكومات تلك الأراضي لإقامة بلدات يهودية على الجزء الأكبر منها، فيما سجل الباقي على اسم الدولة. وبسبب هذه المصادرة وانعدام التخطيط، باتت البلدات العربية في ضائقة مستمرة. وبدلا من أن تقوم الحكومة بدراسة الأوضاع في البلدات العربية مع الخبراء العرب ورؤساء السلطات المحلية، والخروج بمشروع يضع خرائط هيكلية تأخذ بالاعتبار الاحتياجات المستقبلية لهذه البلدات، بدأت في عملية هدم جماعي للبيوت. وقدم مثلا على هذه السياسة بقوله: «وفقا لدراسة أعدها المركز العربي للتخطيط البديل، فإن هناك حاجة لبناء 160 ألف بيت عربي حتى سنة 2020، وإقامة مدينة عربية جديدة عصرية. وبما أن أسعار الأراضي في البلدات العربية أغلى منها في الوسط اليهودي، من جراء النقص الشديد في الأرض، بات سعر البيت العربي أغلى؛ ففي حين يحتاج المواطن اليهودي إلى رواتب 145 شهرا لكي يستطيع شراء بيت، يحتاج العربي إلى رواتب 190 شهرا. وفي سنة 2013 تمت المصادقة على خرائط لبناء 22823 بيتا في إسرائيل، منها 1241 فقط للعرب، أي 6 في المائة (العرب يشكلون نسبة 18 في المائة من السكان). وحتى هذا العدد من البيوت مخصص لثماني بلدات عربية، ما يعني أن 75 بلدة عربية حرمت من هذا التخطيط».
وتوجه الطيبي إلى الجمهور اليهودي والمسؤولين بالتحذير: «الصدام قادم. الشعور بالغضب لدى المواطنين العرب جارف. انعدام المساواة والعدالة في إسرائيل لم يعد يطاق، ويخلق وضعا مأساويا. فلا تدفعونا دفعا إلى الصدام. نحن معنيون بحلول معقولة ومقبولة، وفي الحكومة يهرولون إلى جرافات الهدم».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.