تناولت الصحف البريطانية خلال الأسبوع المنصرم البرامج الانتخابية للأحزاب. وحاولت كل منها إظهار الجوانب الإيجابية لهذه البرامج والوعود، التي تقطعها الأحزاب على نفسها من أجل استمالة جمهور الناخبين، عاكسة بذلك انحيازها السياسي.
في أعداد الثلاثاء الماضي أبرزت صحيفة «التايمز» تحت عنوان «حق تملك بيوت لأكثر من 1.3 مليون عائلة» الوعد الذي تضمنه البرنامج الانتخابي لحزب المحافظين والذي قال فيه إنه سيعطي من يسكنون بيوت الدخل المحدود حق التملك لها مع تخفيضات لا تقل عن 30 في المائة من سعر السوق.
كما تناولت الصحف الأخرى نفس الموضوع لأهميته السياسية والانتخابية وقالت: إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أطلق البرنامج الانتخابي الخاص بحزب المحافظين الذي يتزعمه متعهدا بالسماح لمستأجري الإسكان الاجتماعي بشراء منازلهم. وذكرت وسائل إعلام مؤيدة للمحافظين أن الخطوة التي أقدم عليها الحزب أحيت سياسة رئيسة الوزراء المحافظة السابقة مارغريت ثاتشر، وهي محاولة للفوز بأصوات الطبقة العاملة في الانتخابات. وقالت صحيفة «ديلي إكسبريس» الشعبية إن «حق ماغي (مارغريت ثاتشر) في الشراء قد عاد». فيما أضافت صحيفة «التايمز» أن استراتيجيي المحافظين يعتقدون أن التعهد بالسماح بشراء الوحدات السكنية «سيحظى بالتأييد بين ناخبي الطبقة العاملة في الدوائر الانتخابية الهامشية».
كما بينت الصحف وعد الحزب، الذي يحكم البلاد منذ عام 2010 بالتحالف مع حزب «الديمقراطيين الأحرار»، بإنشاء 400 ألف وحدة سكنية جديدة إذا استمر في الحكومة بعد الانتخابات المقررة في السابع من مايو (أيار) المقبل التي من غير المحتمل أن يفوز فيها أي من الأحزاب بأغلبية مطلقة.
صحيفة «الغارديان» التي أوردت الوعد الانتخابي على صفحتها الأولى هي الأخرى حاولت تذكير الناس بوعود مماثلة قطعتها مارغريت ثاتشر على نفسها في بداية الثمانينات من القرن الماضي، والتي أكسبتها ود الطبقة العاملة البريطانية. حق التملك رفع من شعبية المرأة الحديدية آنذاك.
أما صحيفة «الإندبندنت» فقد ذكرت هي الأخرى بسنين مارغريت ثاتشر وكتبت تحت عنوان «كاميرون يراهن على إرث ثاتشر السياسي»، أن حزب المحافظين يحاول جاهدا تقديم صورة مخالفة لصورة المعروفة عنه بأنه ليس بحزب الأثرياء. هذه الوعود، كتبت الصحيفة، تظهر انحيازه لأبناء الطبقة العاملة. أما صحيفة «الديلي تلغراف» (يمين وسط) فتطلع علينا كل يوم بعنوان يعكس انحيازها السياسي ومن دون خجل لصالح حزب المحافظين. وحول هذه القضية كتبت يوم الثلاثاء الماضي حول موضوع تملك أصحاب الدخل المحدود للبيوت تحت عنوان رئيسي «نحن حزب الطبقة العاملة»، تقول إن حزب المحافظين ومن خلال هذا البرنامج الانتخابي بين أنه حزب «الناس العاملين».
في عدد الخميس تناولت صحيفة «الغارديان» وعود حزب الديمقراطيين الأحرار الشريك الائتلافي في الحكومة الحالية الذي خسر الكثير من شعبيته السابقة بعد أن أقحم نفسه في هذه المغامرة السياسية مع حزب المحافظين. وتحت عنوان «لن نتنازل عن وعودنا في أي مفاوضات ائتلافية» مع الأحزاب الأخرى كتبت الصحيفة تذكر جمهور الناخبين بالوعود التي قطعها الحزب على نفسه عام 2010 والتي ساوم عليها مباشرة بعد وصوله إلى السلطة، خصوصا رفع الأقساط الجامعية. وعلى نفس الصفحة الرئيسية بينت الصحيفة الوضع المتدهور للنظام الصحي البريطاني، الذي يشكل إحدى القضايا الرئيسية في الحملات الانتخابية لجميع الأحزاب المتصارعة. وقالت الصحيفة، حسب استطلاع جديد، إن واحدا من بين كل ثلاثة أطباء عائلة يفكر في التقاعد من الوظيفة بسبب ضغط العمل.
كما تناولت الصحف مع نهاية الأسبوع استطلاعات الرأي وفرص كل من الأحزاب في الانتخابات. وبينت تقدم حزب العمال البريطاني على حزب المحافظين بنقطتين مئويتين. وأشارت صحيفة «إيفننغ ستاندرد» إلى أن حزب العمال بزعامة إد ميليباند نال 35 في المائة من نسبة تأييد الناخبين في مقابل 33 في المائة لحزب المحافظين الحاكم. أما حزب الليبراليين الديمقراطيين وهو الشريك الأصغر لحزب المحافظين في الائتلاف الحكومي فقد نال نسبة تأييد بلغت سبع نقاط متخلفا بذلك عن حزب الاستقلال البريطاني المعارض للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي الذي حصل على عشرة في المائة.
وبدأ الأسبوع الماضي بإعلان الرئيس باراك أوباما رفع كوبا من قائمة دول الإرهاب، وانتهى بمساومة بين أوباما والكونغرس حول إجازة الاتفاق مع إيران (عندما يتم التوصل إليه). وبنزوح عشرات الآلاف من الرمادي، في العراق، أمام تقدم «داعش». مع أخبار داخلية رياضية واقتصادية قد تهم الأميركيين أكثر من التطورات الخارجية.
بدأ الأسبوع بعودة الرئيس أوباما من قمة دول أميركا اللاتينية في بنما، حيث قابل رئيس كوبا، راؤول كاسترو. ثم أعلن رفع اسم كوبا من قائمة دول الإرهاب.
واهتمت صحيفة «ميامي هيرالد» بإعلان السناتور ماركو روبيو (ولاية فلوريدا) ترشيحه للفوز بترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة عام 2016.
ونقل تلفزيون «سي إن إن» مداولات مجلس الأمن، ثم تصويته بفرض عقوبات على المتمردين الحوثيين في اليمن.
واهتمت صحيفة «واشنطن بوست» بالحكم على 4 من حراس شركة «بلاك ووتر» الأمنية بالسجن مدى الحياة لدورهم في قتل 14 مدنيا عراقيا في بغداد في عام 2007 (قالوا إنهم سيستأنفون).
وفي بداية الأسبوع، ثارت المشكلات العرقية بين البيض والسود ربما في كل المصادر الإعلامية. منها:
أولا: اتهام ضابط شرطة متطوع (أبيض) بالقتل غير العمد لإطلاقه النار على إريك هاريس (أسود)، وهو أعزل كان يرقد على ظهره في هيوستن (ولاية تكساس).
ثانيا: نشر فيديو لرجل شرطة (أبيض) صدم عمدا بسيارته رجلا (أسود) في تولسا (ولاية أريزونا) كان سرق بندقية من محل تجاري.
في وسط الأسبوع، اهتم الإعلام بمواضيع غير سياسية:
نقل تلفزيون «فوكس» المنافسات الرياضية في اليابان، خاصة التزلج على الجليد، وفوز
فريق الولايات المتحدة في كأس العالم للفرق. وفوز روسيا بفردي التزلج للسيدات.
وثارت ضجة شعبية بسبب قرار وقف أطول مسلسل متنوعات تلفزيوني في التاريخ: «سابادو جيانتي»، في تلفزيون «يونيفيشن» باللغة الإسبانية، الذي امتدت شعبيته من أميركا اللاتينية إلى الولايات المتحدة. وطبعا، أول من أذاع الخبر كان تلفزيون «يونيفيشن» نفسه (بدأ المسلسل عام 1962).
واهتمت إذاعة «إن بي آر» بخبر أن موقع ويكيليكس ينشر سلسلة وثائق يبلغ عددها 30.287 وثيقة نتيجة اختراق موقع «سوني بيكشرز» (السينمائي) من قبل قراصنة في كوريا الشمالية.
وتابع تلفزيون «أي إس بي إن» قرار الرابطة الوطنية لكرة القدم بإعادة أدريان بيترسون، لاعب فريق ولاية مينيسوتا «فايكنج»، بعد توقف طويل، بسبب ارتكابه جريمة.
وتابع نفس التلفزيون إدانة لاعب كرة القدم، آرون هرنانديز بالقتل من الدرجة الأولى في ولاية ماساتشوستس، لإطلاقه النار على صديق سابق، أودين لويد، في عام 2013.
وفي الأخبار الاقتصادية، اهتمت صحيفة «وول ستريت جورنال» بخبر إعلان شركة «نوكيا» للتليفونات خطة شراء شركة صناعة معدات الاتصالات السلكية واللاسلكية، «الكاتيل - لوسنت»، بما يزيد على 15 مليار دولار.
وأيضا، اتهامات الاتحاد الأوروبي لشركة «غوغل» الأميركية بانتهاك القانون الأوروبي ضد الاحتكار.
في نهاية الأسبوع، قال الرئيس أوباما إنه «راض» عن الحل الوسط في الكونغرس بين القادة الديمقراطيين والجمهوريين، بأن يوافق الكونغرس على الاتفاقية المتوقعة مع إيران بأغلبية 60 عضوا (بدلا عن 50 عضوا).
وانتهى الأسبوع بأخبار قتلى أميركيين في أفغانستان، حيث أفردت صحيفة «واشنطن بوست» حيزا كبيرا عن زيادة هجمات طالبان هناك بعد انسحاب قوات حلف الناتو. وصارت بقية القوات الأميركية هناك هي التي تتعرض للهجمات.
وأبرزت صحيفة «نيويورك تايمز» أخبار مزيد من السفن والقوارب التي تغرق في البحر الأبيض المتوسط، وهي تحمل لاجئين من دول في العالم الثالث إلى أوروبا. وقول رئيس وزراء إيطاليا، ماتيو رينزي، إن الآلاف من هؤلاء سوف يستمرون يخاطرون بحياتهم بالسفر إلى أوروبا ما لم تنته الحرب الأهلية في ليبيا. وإنه تم إنقاذ أكثر من ألفي شخص في الأسبوع الماضي.
البرامج الانتخابية للأحزاب البريطانية المتنازعة تتصدر التغطية الصحافية
الإعلام الأميركي: الانتخابات وكوبا والإعدام للاعب كرة قدم
البرامج الانتخابية للأحزاب البريطانية المتنازعة تتصدر التغطية الصحافية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة