الرئيس اللبناني السابق سليمان يعلن عن استعداده للترشح مجددًا للرئاسة.. ويشترط التوافق على اسمه

خبير دستوري لـ {الشرق الأوسط}: إعادة انتخابه حاليًا تستدعي تعديلاً دستوريًا

ميشال سليمان
ميشال سليمان
TT

الرئيس اللبناني السابق سليمان يعلن عن استعداده للترشح مجددًا للرئاسة.. ويشترط التوافق على اسمه

ميشال سليمان
ميشال سليمان

أعلن الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان عن استعداده للترشح مجددا للرئاسة بعد نحو سنة من انتهاء ولايته التي استمرت 6 سنوات، لكنه اشترط التوافق على اسمه والسير بـ«إعلان بعبدا» الذي ينص على تحييد لبنان عن الصراعات المحيطة.
سليمان قال في تصريح له أمس «أنا تركت رئاسة الجمهورية لأؤكد أن الدستور أهم من الأشخاص، وأنا غير نادم على هذا القرار»، لافتا إلى أن «التمرد ليس صفة شجاعة». واعتبر أنّه «منذ 40 سنة لم يشهد لبنان انتخابات رئاسية طبيعية»، وأشار إلى أنّه يقبل بإعادة ترشحه للرئاسة «ولكن كمرشح توافقي فقط، وعندما يوافقون على (إعلان بعبدا) عندها أصبح رئيسا توافقيا».
فعليا، لا يبدو أن هناك أي حظوظ لسليمان في العودة لرئاسة الجمهورية، فلا الدستور يسمح بذلك ولا قوى 8 آذار بصدد السير بترشيحه وهي التي تواصل انتقاد عهده واصفة تجربة الرئيس الوسطي بـ«الفاشلة». ثم إن الخبير الدستوري والنائب والوزير السابق الدكتور حسن الرفاعي يجزم بـ«عدم إمكانية إعادة انتخاب سليمان رئيسا إلا بعد انتهاء الدورة الحالية، أي مرور ست سنوات على تركه منصبه السابق». وشرح الرفاعي لـ«الشرق الأوسط»: «يمكن في حال سير كل الأطراف بترشيحه تعديل الدستور لانتخابه رئيسا لمرة جديدة، علما بأن هذه ستكون سابقة في تاريخ لبنان».
من ناحية ثانية، في لقاءات مع «الشرق الأوسط»، سخرت مصادر في تكتل «التغيير والإصلاح» الذي يرأسه الزعيم المسيحي النائب ميشال عون من طرح سليمان نفسه مجددا مرشحا للرئاسة، وقالت «وكأننا كنا ننتظر منه القبول بالترشح كي نعيد انتخابه.. الأمر لا يستدعي حتى التعليق عليه». في حين اعتبر القيادي في تيار «المستقبل» الدكتور مصطفى علوش أن موضوع ترشح سليمان «لا يزال افتراضيا»، لافتا إلى أنه «ولو كانت هناك حظوظ له في الرئاسة مجددا لكان جرى تمديد ولايته قبيل انتهائها». وتابع علوش «أما العامل الأبرز الذي يقطع الطريق على سليمان فهو أن فريق 8 آذار يعتبره طرفا معاديا له حتى ولو كان يلتزم الوسطية».
يذكر أن العلاقة ساءت بين سليمان وعون، وكذلك بينه وبين حزب الله قبل انتهاء ولايته الرئاسية، خاصة بعد وصفه معادلة «الشعب والجيش والمقاومة» التي يتمسك بها الحزب بـ«الخشبية».
وكان الرئيس سليمان قد أطلق الأسبوع الماضي حراكا سياسيا جديدا يترأسه بعنوان «لقاء الجمهورية»، وقد حدّد أهدافه بالسعي إلى العمل للمحافظة على العقد الاجتماعي المتمثل بالطائف والدستور المنبثق عنه، والحيلولة دون اللجوء إلى الدعوات لمؤتمر تأسيسي. وسيعمل المنضوون تحت لواء هذا اللقاء على «وضع أسس لإطلاق الجمهورية الثالثة من طريق تحصين اتفاق الطائف عبر تطبيق إعلان بعبدا».
ومن جهتها، كانت البطريركية المارونية، بعدما استنفدت كل الوسائل والأساليب لدفع الأفرقاء بالداخل اللبناني إلى توافق يؤدي لملء الشغور في سدة الرئاسة الأولى والذي تتم سنته الأولى الشهر المقبل، قد توجّهت إلى سفراء الدول الكبرى لطلب مساعدتهم بانتخاب رئيس عشية الجلسة الـ22 التي حدّد لها رئيس المجلس النيابي نبيه برّي موعدا منتصف الأسبوع المقبل.
وقالت مصادر مقربة من بكركي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «السفراء اتفقوا على أن يعودوا إلى حكوماتهم ووزارات الخارجية في بلدانهم لنقل إصرار البطريركية المارونية على وضع حد للشغور في الرئاسة الأولى نظرا لدلالتها وموقعها بالنسبة للمسيحيين المشرقيين وللوحدة الداخلية اللبنانية»، وأضافت المصادر «أي إمعان في الاستمرار في تعطيل المؤسسات وشل البلد وإبقاء الأحوال على ما هي عليه يهدد بمشروع حرب ومواجهة داخلية ليست من مصلحة أي من الأطراف على الإطلاق».
وأشارت المصادر إلى أن «البطريرك بذل ويبذل كل الجهود والامكانيات المتاحة بين يديه لانتخاب رئيس، لكن وكما يعلم الكل فهو لا يمتلك أي سلطة على القادة المسيحيين تجبرهم على تلبية طلباته»، علما بأنهم اجتمعوا أكثر من مرة تحت قبة البطريركية بمسعى لتحقيق تفاهمات على أكثر من ملف إلا أنهم فشلوا في ذلك.
ومما يستحق الذكر أن العلاقة بين البطريرك الماروني والنائب عون تدهورت على خلفية الانتخابات الرئاسية، علما بأن الأخير لم يزر الراعي معايدا بمناسبة «الفصح» قبل أسبوعين كما جرت العادة. ويتركز الخلاف بين عون والراعي على اعتبار الأول أنّه من واجب البطريرك دعم ترشيحه للرئاسة باعتباره يمتلك أكبر كتلة نيابية مسيحية، بينما يصر الراعي على وجوب احتكام عون لنصوص الدستور من خلال مشاركة نواب كتلته في الجلسات التي يدعو إليها الرئيس برّي لانتخاب رئيس ليحسم النواب مجتمعين اسم الرئيس المقبل. ووصفت مصادر معنية لـ«الشرق الأوسط» العلاقة بين الزعيمين الروحي والسياسي بـ«الفاترة» حاليا. وراهنا، من أبرز المرشحين الذين يجري تداول أسمائهم لرئاسة الجمهورية إلى جانب عون، الوزير السابق جان عبيد، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وقائد الجيش جان قهوجي، بجانب، رئيس حزب «القوات» سمير جعجع والنائب هنري حلو، وهما الوحيدان اللذان أعلنا رسميا ترشحهما للرئاسة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.