خبراء اقتصاد يضعون خططاً للحيلولة دون أزمة غذائية في اليمن

مقترحات بتجهيز قائمة بالشركات اليمنية الموثوقة وتسهيل استيراد الأغذية بضمانات بنكية

مساعدات غذائية للصليب الأحمر الدولي وصلت إلى اليمن الأسبوع الماضي بالتنسيق مع قوات تحالف «عاصفة الحزم» (إ.ب.ا)
مساعدات غذائية للصليب الأحمر الدولي وصلت إلى اليمن الأسبوع الماضي بالتنسيق مع قوات تحالف «عاصفة الحزم» (إ.ب.ا)
TT

خبراء اقتصاد يضعون خططاً للحيلولة دون أزمة غذائية في اليمن

مساعدات غذائية للصليب الأحمر الدولي وصلت إلى اليمن الأسبوع الماضي بالتنسيق مع قوات تحالف «عاصفة الحزم» (إ.ب.ا)
مساعدات غذائية للصليب الأحمر الدولي وصلت إلى اليمن الأسبوع الماضي بالتنسيق مع قوات تحالف «عاصفة الحزم» (إ.ب.ا)

دعا عضو مؤتمر الحوار الوطني اليمني الدكتور معين عبد الملك سعيد إلى سرعة عمل نظام لوجيستي ومالي لضمان وصول المواد الغذائية إلى اليمن، محذرًا من خطورة تفاقم الأزمة الغذائية والاقتصادية الآخذة في التدهور. وأردف بالقول: «المشكلة الراهنة تكمن في أن شركات القطاع الخاص داخل اليمن اضطرت إلى إلغاء العشرات من الشحنات الغذائية والتموينية التي كان مقررًا وصولها خلال شهر أبريل (نيسان) إلى اليمن، الأمر الذي سينعكس بشكل مباشر على المواطن اليمني وحاجاته الأساسية وأمنه الغذائي خلال الأسابيع والشهور المقبلة».
وأوضح رئيس فريق استقلالية الهيئات في الحوار الوطني في حديث خصّ به «الشرق الأوسط» إن «السوق الاستهلاكية تعاني شحّا شديدا في المواد الغذائية والتموينية بسبب ثلاثة عوامل إجرائية مركبة، الأول هو انعدام العملة الصعبة (الدولار) لدى البنوك اليمنية وارتفاع سعره في السوق المصرفية، والثاني رفض الشركات العالمية بيع السلع الغذائية والتموينية إلى اليمن، إلا بدفعات مالية نقدية مُقدمة وليس عبر ضمان واعتماد بنكي حسب الآليات المتعارف عليها عادةً في التعاملات التجارية في الأوضاع الطبيعية. والثالث هو رفض شركات الشحن العالمية نقل البضائع وشحنها إلى اليمن».
وحث الدكتور معين، وهو أيضا عضو لجنة صياغة الدستور، نائب الرئيس اليمني ورئيس الوزراء خالد بحّاح إلى سرعة معالجة الوضع للحيلولة دون تفاقم الأوضاع وتردّيها، وتكليف وتفعيل دور وزير الاقتصاد في حكومته المصغرة إلى أن تنتهي الحرب وتعود الحياة إلى طبيعتها.
كان بحّاح أعلن، في مؤتمر صحافي عقده في الرياض يوم أمس، أن حكومة يمنية مصغّرة ستمارس مهامها، بشكل مؤقت، من العاصمة السعودية الرياض، داعيًا إلى «تدخل دولي وإقليمي عاجل لتوفير المتطلبات الأساسية للشعب اليمني، الذي بدأ يعاني من أوضاع إنسانية صعبة، قبل أن تتفاقم الأزمة وتصل إلى مستوى الكارثة الإنسانية المحققة»، حسب وصف بحّاح.
وشدّد معين عبد الملك على ضرورة «تأمين خط لوجيستي فعّال بريًّا وبحريًّا، والتنسيق مع شركات الشحن لتأمين سلامة وصول الشحنات الغذائية، كونها ترفض توصيل ونقل الشحنات إلى اليمن، مما تسبب في انعدام وشحّ المواد الغذائية والتموينية في السوق الاستهلاكية داخل اليمن». وأضاف: «يوجد نقص حاد في المواد الغذائية، وبطبيعة الحال فإن البنوك لا تملك دولارا، وقد ارتفعت أسعاره إلى 225 ريالا، وهناك أزمة في السوق المصرفية إلى درجة أنها لم تعد تملك السيولة الكافية من الريال السعودي الذي كان متوفرًا إلى قبل أيام قليلة فقط».
وحذّر معين من مخاطر التباطؤ في معالجة الوضع الاقتصادي واتخاذ حزمة من التدابير الكفيلة بالحيلولة دون تردي الأوضاع الاقتصادية أكثر، بما يكفل تأمين وصول الحاجات الأساسية للمواطن اليمني، مؤكدًا «أنه ما لم تتم معالجة الوضع الاقتصادي والأمن الغذائي ستضرب البلد من دون شك مجاعة مروّعة».
ويقترح الخبير الاستراتيجي معين عبد الملك حزمة من الحلول الفعّالة للحيلولة دون تفاقم الأزمة الغذائية، حسب قوله. ويتمثل المقترح الأول في «تشكيل تحالف ما بين البنوك اليمنية مع السعودية لإصدار ضمانات بنكية يمنية، معزّزة سعوديًّا، حتى تقبل الشركات العالمية شحن بضائعها إلى اليمن، بسبب أن ضمانات البنوك اليمنية لم تعد مقبولة في السوق العالمية في ظل الظروف الراهنة، معللاً ذلك بأن «الريال السعودي متوفر ونستطيع التحويل إلى البنوك السعودية، فهي الوحيدة التي تقبل التحويل بالدولار، ولذلك يجب التنسيق، فورًا وبلا إبطاء، مع البنوك السعودية لتقوم بإجراء استثنائي بقبول التحويلات اليمنية بالريال السعودي، ومن ثم تقوم هي بتحويلها إلى دولار، ومن ثم تحولها هي من حساباتها المصرفية إلى الشركات الغذائية».
على أن هذه الخطوة الإجرائية ينبغي أن يسبقها قيام السلطات اليمنية والسعودية معًا بخطوتين ضروريتين وهما: «تحديد خطوط نقل برية وبحرية آمنة للمواد الغذائية التموينية من موقع الشحن إلى داخل اليمن»، إضافة إلى «إعداد قائمة من 50 إلى 100 شركة يمنية، ذات ثقة وسجل مهني حافل، تقوم بإعطاء الضمانات البنكية للبنوك السعودية، على أن يتم إعطاء الأولوية للشركات المتخصصة بالأدوية والمواد الغذائية».
وكان نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء خالد محفوظ بحاح قد أكد، في مؤتمره الصحافي بالعاصمة السعودية الرياض، «أن أولوية الحكومة القصوى هي معالجة الجوانب الإنسانية الطارئة التي يعانيها الشعب اليمني دون تمييز، ولهذا قررنا أن تكون أولى خطواتنا إنشاء لجنة عليا للإغاثة والتنسيق»، حسب قوله.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.