نقابة الصحافيين في تونس تطالب بسحب مشروع قانون يستهدف حرية التعبير

الخارجية التونسية تنفي إعدام 4 تونسيين بالرصاص في ليبيا

نقابة الصحافيين في تونس تطالب بسحب مشروع قانون يستهدف حرية التعبير
TT

نقابة الصحافيين في تونس تطالب بسحب مشروع قانون يستهدف حرية التعبير

نقابة الصحافيين في تونس تطالب بسحب مشروع قانون يستهدف حرية التعبير

طالبت نقابة الصحافيين في تونس أمس حكومة الحبيب الصيد بـ«السحب الفوري» لمشروع قانون «زجر الاعتداءات على القوات المسلحة»، معتبرة أنه «يؤسس لدولة ديكتاتورية بوليسية»، و«يستهدف حرية الصحافة والتعبير» الوليدة في البلاد.
وكانت حكومة الصيد، التي تسلمت مهامها في فبراير (شباط) الماضي، قد قدمت هذا الأسبوع مشروع القانون المذكور لمجلس نواب الشعب (البرلمان) لمناقشته، ثم المصادقة عليه.
وقالت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين (مستقلة) في بيان إن مشروع القانون يؤسس لـ«عودة العقوبات السالبة للحرية في مجال الصحافة التي تصل إلى عشر سنوات سجنا بتهم فضفاضة، مثل كشف أسرار الأمن الوطني، تماما كما كان النظام السابق يحاكم معارضيه والصحافيين بتهمة تعكير صفو النظام العام».
وورد في الفصل السادس من مشروع القانون أنه «يعاقب بالسجن مدة عشرة أعوام وبغرامة قدرها خمسون ألف دينار (أقل من 25 ألف يورو) كل شخص ليست له صفة في مسك أو استعمال، أو حفظ، أو تداول سر من أسرار الأمن الوطني (...) تعمّد بحسب الحال إما الاستيلاء عليه، أو النفاذ إليه أو الاطلاع عليه، أو إتلافه أو نسخه، أو إفشائه أو تغييره».
ونبهت النقابة إلى «غياب التنصيص (في مشروع القانون) على حقوق الصحافيين، والتضييق على النشر بالتراخيص المسبقة، وجعل المؤسستين الأمنية والعسكرية فوق كل نقد، وتوصيف أي موقف فكري تجاهها على أنه (تحقير) لها يستوجب عقوبات تصل إلى سنتين سجنا». كما ورد في الفصل 12 من مشروع القانون بأنه «يعاقَب بالسجن مدة عامين وبغرامة قدرها عشرة آلاف دينار(أقل من 5 آلاف يورو) كل من تعمد تحقير القوات المسلحة بقصد الإضرار بالأمن العام».
وأضافت النقابة أن مشروع القانون تضمن «ضربا لحرية التعبير من خلال تجريم حق التظاهر، وتشديد العقوبات على القائمين بذلك». وقالت في هذا الصدد «لقد تضمن المشروع عقوبات قاسية لا نجدها إلا في الأنظمة الديكتاتورية، على غرار السجن مدى الحياة لكل من يقوم بتحطيم عربة أمنية، واستباحة قتل المواطنين من طرف الأمنيين، في حال حصول اعتداءات عليهم، دون أن تترتب عن ذلك أي عقوبة، وهو ما يتناقض مع آلية التدرج في استعمال القوة».
وبحسب الفصل 13 من مشروع القانون فإنه «يعاقب بالسجن بقية الحياة كل من تعمد (...) حرق أو تحطيم عربة، أو آلية تابعة للقوات المسلحة بقصد الإضرار بالأمن العام». أما الفصل 18 فيقول بأنه «لا تترتب أي مسؤولية جزائية على عنصر من القوات المسلحة الذي تسبب، عند دفعه لأحد الاعتداءات (...) في إصابة المعتدي أو موته».
واعتبرت النقابة أن مشروع القانون «يعيد إلى الأذهان ترسانة القوانين التي أسست للديكتاتورية قبل الثورة»، التي أطاحت مطلع 2011 بنظام بن علي، وأنه «يزيد من مخاوف الإجهاز على مجمل مكتسبات الحرية التي تحققت»، داعية «الصحافيين والمجتمع المدني، والكتل النيابية (في البرلمان) إلى تحمل مسؤولياتها كاملة في الوقوف ضد هذا المشروع القمعي».
وكانت نقابات أمنية قد طالبت باستصدار هذا القانون إثر مقتل أمنيين في هجمات نسبتها السلطات إلى جماعات إسلامية متطرفة.
من جهة ثانية، نفت وزارة الخارجية التونسية أمس تقارير عن إعدام أربعة تونسيين على أيدي جماعات مسلحة رميا بالرصاص في ليبيا، إذ قالت الوزارة في بيان لها إن التقارير التي تحدثت عن إعدام أربعة تونسيين بمركز الإيقاف «زروق» في مدينة مصراتة الليبية لا أساس له من الصحة.
وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية مختار الشواشي قد أوضح لوكالة الأنباء الألمانية في وقت سابق أمس أن الوزارة تقوم باتصالات مع القنصلية التونسية بطرابلس، ومع الجهات الليبية للتأكد من مقتل تونسيين في مصراتة.
وأوضح الشواشي أن «الجهات الليبية المعنية والمسؤولة في مصراتة أفادت بأن الأنباء غير صحيحة، لكننا نسعى للتثبت والتأكد من ذلك».
وكانت إذاعة «موزاييك» الخاصة في تونس قد بثت أمس شهادة أحد التونسيين العائدين من مصراتة، قال فيها إنه كان محتجزا إلى جانب باقي التونسيين، وشهد حادثة إعدامهم بالرصاص، مضيفا أنه أخلي سبيله بوساطة أحد الليبيين في مصراتة.
وقالت الوزارة في البيان إنها عملت منذ سماعها لإفادة المواطن التونسي على التأكد فورا مما ورد في تصريحاته عبر الاتصال بالسلطة الليبية المختصة، وخاصة بمركز الإيقاف في مصراتة، مضيفة أن «القنصلية العامة التونسية بطرابلس قامت بالتحريات اللازمة في هذا الموضوع، كما قامت بالتأكد مع الجهات الرسمية بمركز الإيقاف زروق».
يشار إلى أن السلطات التونسية تعمل أيضا على تحرير صحافيين اثنين مختطفين
منذ سبتمبر (أيلول) الماضي من قبل ميليشيات مسلحة، حينما كانا في مهمة إعلامية بمنطقة البريقة بليبيا.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».