صواريخ «تاو» والتنسيق بين الفصائل يقلبان معركة الشمال لصالح المعارضة السورية

معارضون يتحدثون عن «أزمة ثقة» بين القوات الحكومية وقياداتها

صواريخ «تاو» والتنسيق بين الفصائل يقلبان معركة الشمال لصالح المعارضة السورية
TT

صواريخ «تاو» والتنسيق بين الفصائل يقلبان معركة الشمال لصالح المعارضة السورية

صواريخ «تاو» والتنسيق بين الفصائل يقلبان معركة الشمال لصالح المعارضة السورية

قال معارضون سوريون أمس إن التقدم الذي أحرزته قوات المعارضة في شمال البلاد، منذ السيطرة على مدينة إدلب أواخر الشهر الماضي، يعود في جزء منه إلى استخدام مقاتلي المعارضة صواريخ «تاو» الأميركية المضادة للدروع، فيما «نشبت أزمة ثقة» بين وحدات القوات النظامية في الشمال، وقيادتها، على ضوء «تركهم بلا مؤازرة»، كما قال رئيس المكتب السياسي للمجلس الأعلى لقيادة الثورة في سوريا ياسر النجار لـ«الشرق الأوسط».
وحققت قوات المعارضة خلال الأسبوعين الأخيرين تقدمًا في جبهات الشمال، وتحديدًا في ريف حلب الشمالي وريف إدلب وريف حماه الشمالي. وقال ناشطون إن عددًا من المدرعات التابعة للقوات الحكومية «استهدفت بصواريخ (تاو) الأميركية المضادة للدروع، مما مهد لقوات المعارضة التقدم، ومنع القوات النظامية من شن هجمات، لأن الصواريخ أعاقت حركتها».
وقال النجار لـ«الشرق الأوسط»، إن تلك الصواريخ «كانت موجودة منذ فترة في الشمال، بعد أن زودت بها واشنطن حركة (حزم) التي كانت حليفتها، لكنها غير متوفرة بالكثافة التي يجري الحديث عنها»، مشيرًا إلى أن تقدم قوات المعارضة إلى نقاط استراتيجية «مكّنها من استخدام تلك الصواريخ ضد المدرعات، مما أعاق حركتها». وقال إن التقدم «يعود بشكل أساس إلى التنسيق بين الكتائب والفصائل المقاتلة في غرف عمليات مشتركة، ما انعكس إيجابيًا على الوضع الميداني»، مشيرًا إلى «خطط جديدة اعتمدتها قوات المعارضة بهدف السيطرة على كامل محافظة إدلب، وكامل مدينة وريف حلب، قبل التقدم بعدها إلى ريف حماه الشمالي».
وبدأ تقدم المعارضة في الأسبوع الأخير من شهر مارس (آذار) الماضي، وتمثل في السيطرة على مدينة إدلب، ومحاولة التقدم باتجاه قاعدة «المسطومة» العسكرية المحاذية للمدينة، التي تشهد اشتباكات في الوقت الراهن بين قوات النظام وقوات المعارضة. كما تمكن المعارضون من تفجير مبنى أمني في حلب، وشن هجمات في ريف حلب الشمالي، فضلاً عن شن هجمات أخرى، بالتوازي، في ريف حماه الشمالي، بعد أشهر من استعادة القوات الحكومية السيطرة على مناطق واسعة فيه، بينها أطراف مدينة مورك.
وأعن تجمع «صقور الغاب» في ريف حماه الشمالي، امتلاكه هذا السلاح واستخدامه في عمليات عسكرية نفذها ضد القوات النظامية في سهل الغاب وريف حماه، مشيرًا إلى أن «كتيبة المهام الخاصة» التابعة له «بدأت باستهداف دبابات ومدرعات وعربات وجرافات عائدة للقوات النظامية في ريف حماه الشمالي والغربي». وجاءت الاستهدافات بعد إرسال قوات النظام تعزيزات عسكرية من مطار حماه العسكري إلى قريتي شطحة وجورين بسهل الغاب بريف حماه الغربي عن طريق محردة وسلحب.
وفي إدلب، كان ناشطون أعلنوا أول من أمس أن مقاتلي المعارضة دمروا آليات عسكرية تابعة للقوات النظامية جنوب غربي معسكر المسطومة، جنوب مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، وذلك إثر اشتباكات اندلعت في المنطقة، مما أسفر عن تدمير دبابتين وناقلة جند مدرعة وأربع سيارات محملة بالذخائر والعناصر، وقاعدة صواريخ من طراز «كورنيت» على طريق نحليا - كفر نجد، كما أفاد «مكتب أخبار سوريا».
غير أن استخدام هذا السلاح على نطاق واسع، لا يعد السبب الوحيد وراء تراجع القوات النظامية، كما قال النجار، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات النظام تراجعت بشكل كبير خلال الأسبوعين الأخيرين، نتيجة أزمة ثقة نشبت بين قواته المقاتلة على الأرض، وقياداتها، على ضوء تركهم بلا مؤازرة في المعارك». وقال: «يسمع الثوار عبر القبضات نداءات استغاثة، واحتجاجات على تركهم لمصيرهم في المعارك، من غير إرسال تعزيزات في مناطق الاشتباكات». وضاف: «النظام لم يعد قادرًا على إقناع مقاتلين بقوته، وبقدرته على الصمود والاحتفاظ بمناطق يسيطر عليها، وهو مما أدى إلى تراجع الدوافع النفسية لديهم للقتال»، لافتًا إلى أن التراجع في محافظات الشمال «ضاعف أزمة الثقة بين الطرفين، وهو مما أدى إلى سيطرة قوات المعارضة على مدينة إدلب خلال أربعة أيام فقط».
وكانت قوات المعارضة شنت هجمات على مدينة إدلب في 25 مارس الماضي، أسفرت عن سيطرتها على المدينة بعد أربعة أيام من القتال، وانسحاب القوات الحكومية باتجاه قاعدة المسطومة العسكرية في إدلب.
وإضافة إلى ذلك، رصد المعارضون تضاؤلاً في أعداد المقاتلين الأجانب في صفوف القوات النظامية في حلب؛ إذ أسفر تفجير المقر الأمني في حلب أول من أمس، عن مقتل عدد من قوات النظام، من غير رصد مقاتلين أجانب بينهم، كما قال النجار، معتبرًا أن ذلك «مؤشر على تضعضع القوات النظامية بغياب مقاتلين أجانب يؤازرونها».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.