خبراء سعوديون لـ «الشرق الأوسط» : التصفيات الأولية للمونديال ليست مرحلة مدرب عالمي

طالبوا بمنح البدين الفرصة لقيادة الأخضر في الـ9 أشهر المقبلة

فيصل البدين.. لا يزال أمره معلقا في تدريب الأخضر (تصوير: عيسى الدبيسي)   -  المنتخب السعودي سينافس الإمارات بقوة على خطف بطاقة التأهل للدور الحاسم (تصوير: عيسى الدبيسي)
فيصل البدين.. لا يزال أمره معلقا في تدريب الأخضر (تصوير: عيسى الدبيسي) - المنتخب السعودي سينافس الإمارات بقوة على خطف بطاقة التأهل للدور الحاسم (تصوير: عيسى الدبيسي)
TT

خبراء سعوديون لـ «الشرق الأوسط» : التصفيات الأولية للمونديال ليست مرحلة مدرب عالمي

فيصل البدين.. لا يزال أمره معلقا في تدريب الأخضر (تصوير: عيسى الدبيسي)   -  المنتخب السعودي سينافس الإمارات بقوة على خطف بطاقة التأهل للدور الحاسم (تصوير: عيسى الدبيسي)
فيصل البدين.. لا يزال أمره معلقا في تدريب الأخضر (تصوير: عيسى الدبيسي) - المنتخب السعودي سينافس الإمارات بقوة على خطف بطاقة التأهل للدور الحاسم (تصوير: عيسى الدبيسي)

وسط تزايد الحديث بشأن اقتراب اتحاد الكرة السعودي من إتمام التعاقد مع مدير فني جديد للمرحلة المقبلة طالب خبراء كرويون سعوديون مجلس إدارة الاتحاد بضرورة منح المدرب السعودي فيصل البدين الفرصة للبقاء حتى انتهاء التصفيات الأولية المؤهلة لنهائيات كأس العالم، مشددين على أنها مرحلة مدرب عالمي، وإنما مواصلة عمل يجب أن يتممه المدير الفني المواطن البدين.
واعتبر عدد من المدربين الوطنين والمحليين الفنين أن فرصة المنتخب السعودي في الوصول إلى التصفيات النهائية المؤهلة إلى كأس العالم 2018، وكذلك نهائيات كآس آسيا 2019 في دولة الإمارات ستكون كبيرة جدا بعد القرعة التي سحبت الثلاثاء الماضي في العاصمة الماليزية كوالالمبور، ووقع المنتخب السعودي مع المنتخب الإماراتي، إضافة إلى تيمور الشرقية وماليزيا إضافة إلى المنتخب الفلسطيني.
وأكد المختصون لـ«الشرق الأوسط» أن المنتخب السعودي قادر على عبور هذه المجموعة، ليس في المركز الثاني كأحد المنتخبات الأربعة التي ستتأهل عبر هذا المركز، بل إن المنتخب السعودي قادر على التأهل بالمركز الأول من خلال التفوق على المنتخب الإماراتي، الذي صُنف في الفئة الأولى بين المنتخبات فيما صُنف المنتخب السعودي في الفئة الثانية.
واتفق المختصون على أهمية منح الثقة للجهاز الفني الحالي بقيادة المدرب الوطني فيصل البدين ليكون على رأس الجهاز الفني طوال منافسات هذه التصفيات، وإن تم التعاقد قريبا مع مدرب أجنبي، إذ إن التعاقد مع مدرب أجنبي في الوقت الراهن سيمثل ضغوطًا على المنتخب أكثر مما سيكون في مصلحته، وخصوصا أن موعد انطلاقة التصفيات قريب جدا.
وقال المحلل الفني حمد الدبيخي إن المنتخب السعودي يعتبر محظوظًا جدا لأنه وقع في هذه المجموعة، إذ إن المنتخب الإماراتي الذي صنف بكونه الأول في هذه المجموعة ليس لديه الإمكانيات الشاسعة التي تجعل منه قادرا على ضمان المركز الأول في هذه المجموعة، كما أن وجود هذا المنتخب الذي يعتبر الأقوى في منطقة الخليج العربي يعني أن هناك راحة من حيث السفر قبل خوض المباريات القوية، التي عادة ما تكون قبل المباريات التي تقام أمام منتخبات شرق آسيا أو حتى أستراليا إذ إن السفر لدول الخليج وخوض مباريات تنافسية يمثل تفاؤلا كبيرا للسعوديين على حد سواء، كما أن التفوق الذي باتت عليه الأندية السعودية في مواجهة الأندية الإماراتية بدوري أبطال آسيا يمثل كذلك دعمًا معنويا لا يستهان به.
وشدد الدبيخي على أهمية الإبقاء على المدرب الوطني الحالي للمنتخب السعودي فيصل البدين في منصبة على الأقل في التصفيات الأولية، إذ إن هذا المدرب من الكفاءات المميزة، كما أن وجود مدرب عالمي كبير في هذه الفترة يمثل ضغوطا سلبية، إذ إن التأهل إلى النهائيات ليس صعبا، كما لو أن المنتخب وقع في مجموعة أقوى بوجود أحد كبار القارة سواء من شرق آسيا أو أستراليا، ولذا من المهم منح الثقة للجهاز الفني الحالي ودعمه بكل السبل الممكنة، بل والتوقف عن الحديث في هذه الفترة على الأقل عن تولي جهاز فني جديد قيادة المنتخب لأن لذلك دواعي سلبية.
واعتبر الدبيخي أن الكرة السعودية تضم حاليا نجوما على مستوى فني عالٍ قادرة على تقديم الكثير، وليس الهدف عبور هذه التصفيات بل المنافسة والتأهل إلى نهائيات كأس العالم، وكذلك المنافسة الجدية على استعادة كأس آسيا.
من جانبه قال المدرب الوطني حمد الخاتم إن المنتخب السعودي وقع في مجموعة مريحة إلى حد كبير خصوصا أنه تضم منتخبات أقل كثيرا منه من الناحية الفنية عدا المنتخب الإماراتي، الذي يمكن الاتفاق على أنه أفضل منتخبات الخليج، ومن أفضل منتخبات القارة الآسيوية لكنه في نهاية المطاف ليس بأفضل بكثير عن المنتخب السعودي، والدليل أن المنتخب السعودي تفوق عليه، في بطولة كأس الخليج الأخيرة في الدور نصف النهائي، وهي البطولة التي أقيمت في الرياض وسبقت نهائيات كأس آسيا بفترة وجيزة جدا.
وأشار إلى أهمية أن تطرح الثقة كاملة في الجهاز الفني الحالي بقيادة المدرب فيصل البدين وتأجيل التعاقد مع مدرب (عالمي)، حسبما يتردد يوميا في وسائل الإعلام، معتبرا أن مثل هذه الأخبار لها آثار سلبية على نفسيات الجهاز الفني وحتى اللاعبين، حيث يتوجب أن تكون الثقة موجودة خصوصا أن مدير المنتخب زكي الصالح أعلن قبل أسبوعين أن البدين سيستمر مع المنتخب في التصفيات الأولية التي سحبت قرعتها أمس، ومن المهم أن يكون هذا الأمر واقعا، وليس للاستهلاك الزمني لوقت محدد ثم نفاجأ بجلب مدرب خلال الفترة القليلة المقبلة، ومنحة المسؤولية بديلا عن البدين.
وشدد على أن المنتخبات الآسيوية لم تكن تمثل لسنوات أي قلق للمنتخبات السعودية، ولكن التراجع الكبير للكرة السعودية في السنوات الأخيرة جعل الجميع يتمنى أن يقع منتخبنا في مجموعات تضم منتخبات أقل منه بكثير، وبلا شك هذا ناتج عن عدم ثقة، ويجب أن تعود هذه الثقة بالمنتخبات السعودية خلال التصفيات المقبلة، خصوصا أن الكرة السعودية تضم نجومًا كبارًا على مستوى القارة الآسيوية ولهم صولات مع أنديتهم أو حتى مع المنتخبات السعودية في الفئات السنية.
من جانبه، قال المدرب الوطني علي كميخ إن الهدف المقبل للمنتخب السعودي يجب أن يكون التأهل إلى نهائيات كأس العالم كأولوية تفوق حتى المنافسة على بطولة آسيا، إذ إن المنتخب السعودي يجب أن يوجد في المحفل العالمي في روسيا 2018، بعد أن غاب في آخر موندياليين، مما جعله بعيدا عن وضعه الطبيعي في قارة آسيا أو حتى في التصنيف الدولي.
وأضاف كميخ: «مدة التصفيات تقريبا 9 شهور فقط، وهي التي ستحدد الكثير من مستقبل الكرة السعودية على المستوى القاري، ولذا يتوجب العمل بكل الطاقات لخدمة المنتخب، وإن لزم ذلك تجميد بعض البطولات التي يمكن أن يمثل استمرارها ضغطا على اللاعبين الدوليين، كما يتوجب أن تتعزز الثقة حاليا بالجهاز الفني الحالي بقيادة فيصل البدين وعدم الحديث عن جلب مدرب عالمي بشكل عاجل سواء الأرجنتيني (بيلسا) أو غيره، فيجب أن يمنح الجهاز الفني الفرصة الكافية، لأن استقطاب مدرب عالمي في هذه الفترة سيزيد الضغوط وستكون الآثار السلبية أكثر من الإيجابية، خصوصا أن التصفيات المقبلة لا تمثل أي قلق بشأن عبور المنتخب السعودي إلى أدوار متقدمة، وهي التأهل إلى نهائيات آسيا والمنافسة على الوصول إلى نهائيات كأس العالم، ولذا يجب تأجيل التعاقد مع مدرب أو على الأقل منحه المنتخب الوطني بعد نهاية التصفيات المقبلة».
ووافق المدرب الوطني خالد مبارك آراء المحللين والمدربين، وأضاف أن المنتخب السعودي قادر على العبور بالمركز الأول في التصفيات القارية من خلال مجموعته حيث يمكنه أن يتفوق على الإمارات وبقية المنتخبات، وإن كان هناك انسجام أكبر بين اللاعبين الإماراتيين قياسا بوضع اللاعبين في المنتخب السعودي في الوقت الراهن.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».