الحركة الشعبية في السودان تؤكد قصفها لمواقع عسكرية بجنوب كردفان

وزير الداخلية السوداني: محاولات متمردي الحركة بإعاقة الانتخابات بائسة

الحركة الشعبية في السودان تؤكد قصفها لمواقع عسكرية بجنوب كردفان
TT

الحركة الشعبية في السودان تؤكد قصفها لمواقع عسكرية بجنوب كردفان

الحركة الشعبية في السودان تؤكد قصفها لمواقع عسكرية بجنوب كردفان

قالت الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال إنها قصفت مواقع عسكرية في ولاية جنوب كردفان، وأقامت كمائن في ولاية النيل الأزرق ردًا على ما سمته بالقصف الجوي والمدفعي اليومي من قبل القوات الحكومية، ونفت بشكل قاطع أنها استهدفت المدنيين في الولايتين اللتين تشهدان حربًا أهلية منذ أكثر من 3 سنوات، مشددة على أن ردها العسكري أحدث تحولاً نوعيًا على المسرحين السياسي والعسكري، وزاد من فاعلية حملة مقاطعة الانتخابات الجارية في مدن وأرياف المنطقتين.
وأوضح أرنو نقوتلو لودي، المتحدث باسم الحركة الشعبية والجيش الشعبي التابع لها، لـ«الشرق الأوسط» أن قواته ردت على عدوان القوات الحكومية من قصف جوي ومدفعي بشكل يومي على المدنيين في جبال النوبة (جنوب كردفان) والنيل الأزرق، مؤكدا أن رد قوات الجيش الشعبي اقتصر على الأهداف العسكرية، ولم يتم استهداف المدنيين، كما أشار إلى أن قوات الحركة استولت في محور جبل ماجد على 14 من صناديق الاقتراع داخل 3 مراكز في حجر جواد وانقاركو ودابري.
وقال لودي إن عمليات قصف تمت على مدينة قدير في 13 من الشهر الحالي، وإن الجيش الشعبي تمكن من تنفيذ سلسلة هجمات بقصف مواقع عسكرية في العباسية ورشاد، وحامية الموريب، بالإضافة إلى تنفيذ هجوم خاطف على مواقع داخل مدينة رشاد، ونصب كمين بين منطقتي تاجلينو، والعباسية، دمرت فيها سيارة عسكرية، وتنفيذ هجوم آخر على حامية للقوات الحكومية في سوق الجبل. كما أشار لودي إلى أن قواته نفذت كمينًا وصفه بالناجح في خور ضمير، قرب مدينة قيسان في ولاية النيل الأزرق قتل فيه 9 من جنود الجيش الحكومي، نافيًا استهداف قوات الجيش الشعبي للمدنيين، ومناشدًا في الوقت نفسه المواطنين بالابتعاد عن المواقع العسكرية ومناطق العمليات الحربية، وقال بهذا الخصوص: «لقد صدرت تعليمات صارمة من رئاسة هيئة أركان الجيش الشعبي باستهداف المواقع العسكرية، وبالعمل على حماية المدنيين الذين ظل المؤتمر الوطني وميليشياته يستخدمونهم طوال سنوات الحرب بالسلاح، وبمنع إيصال الطعام كسلاح آخر وكدروع بشرية ببناء معسكرات الجيش حول مناطقهم السكنية».
وقال المتحدث باسم الحركة الشعبية إن حزب المؤتمر الوطني الحاكم وضع خطة مفصلة لفرض الانتخابات بقوة السلاح في مناطق الحرب في النيل الأزرق، وجبال النوبة (جنوب كردفان) ودارفور، مضيفا أن المؤتمر الوطني كثف حملاته بالقصف الجوي على المدنيين في المناطق المحررة، وأنه تم استخدام المدفعية على المناطق السكنية في الأراضي المحررة. لكن الجيش الشعبي نظم حملة عسكرية واسعة لرد العدوان، وأحدث تحولاً نوعيًا على المسرح السياسي والعسكري، وزاد من فاعلية حملة مقاطعة الانتخابات في جميع مدن وأرياف جبال النوبة والنيل الأزرق.
من جانبه قال وزير الداخلية السوداني عصمت عبد الرحمن أمس إن الحركة الشعبية (شمال) فشلت في إعاقة العملية الانتخابية في محاولات وصفها بـ«البائسة» داخل بعض مناطق جنوب كردفان، وقال إن محاولات متمردي الحركة الشعبية وجدت الشجب والإدانة لاستهدافها المدنيين الأبرياء.
ونقل المتحدث الرسمي باسم الشرطة اللواء السر أحمد عمر، طبقًا للمكتب الصحافي للشرطة، تأكيدات وزير الداخلية للوفد الإعلامي بفشل الحركة الشعبية (قطاع الشمال) في إعاقة سير الانتخابات رغم محاولاتها البائسة والمحدودة التي ظلت تنتهجها في بعض مناطق جنوب كردفان.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».