قيادات صالح تنفض من حوله واستقالة البركاني وبن دغر.. وضغوط لمنع آخرين من الانشقاق

نائب صالح قال في خطاب استقالته إنه رأى حزبه «تقوده عصابة.. وسلم أمر الجيش للحوثي كي يجعلهم دروعا بشرية}

يمنيون من الحراك الجنوبي أمام دبابة في حالة تأهب لمواجهة الحوثيين أمس (أ.ف.ب)
يمنيون من الحراك الجنوبي أمام دبابة في حالة تأهب لمواجهة الحوثيين أمس (أ.ف.ب)
TT

قيادات صالح تنفض من حوله واستقالة البركاني وبن دغر.. وضغوط لمنع آخرين من الانشقاق

يمنيون من الحراك الجنوبي أمام دبابة في حالة تأهب لمواجهة الحوثيين أمس (أ.ف.ب)
يمنيون من الحراك الجنوبي أمام دبابة في حالة تأهب لمواجهة الحوثيين أمس (أ.ف.ب)

علمت «الشرق الأوسط» أن الرئيس المخلوع في اليمن، علي عبد الله صالح، يمارس ضغوطا على قيادات حزبه (المؤتمر الشعبي العام) لمنع الكثيرين منهم من الاستقالة أو الانشقاق، في ضوء التداعيات الحالية في اليمن والمواقف الرافضة لعدد من القيادات للتحالف بين صالح وعبد الملك الحوثي، زعيم الحوثيين في اليمن. وقالت مصادر خاصة، إن صالح «في الوقت الذي بات فيه فارًا من ضربات قوات التحالف بسبب تحالفه العسكري مع الحوثيين لاجتياح الجنوب، فإنه يسعى إلى الإبقاء على حزبه متماسكا عبر الضغط على الكثير من القيادات لعدم إبداء مواقف معارضة لتوجهاته، وبالأخص إعلان استقالاتهم». وأشارت المصادر، التي رفضت الإفصاح عن هويتها، إلى أن «حزب المؤتمر بات يعاني تصدعات تنظيمية وسياسية كبيرة، حيث بات أنصاره الحقيقيون في اليمن في حيرة من موقف حزبهم ومن الحرب غير المبررة التي يشارك فيها الحزب وقيادته ضد الجنوب، إضافة إلى تصدعات خارجية، فالصورة المهزوزة لصالح، ازدادت اهتزازا في الخارج عندما بينت مواقفه أنها تخالف كل ما كان يدعيه وتحالفه مع الحوثيين الذين خاض ضدهم ست حروب، إضافة إلى انكشاف خيوط علاقته بالتنظيمات الإرهابية، كتنظيم القاعدة وغيره من الحركات الإرهابية»، حسب المصادر.
وجاء وصول الشيخ سلطان البركاني، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر الشعبي العام، عضو الأمانة العامة للحزب (المكتب السياسي) والمقرب من الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، إلى العاصمة السعودية الرياض، تأكيدا لما نشرته «الشرق الأوسط»، الاثنين الماضي، حول انشقاقات واستقالات غير معلنة في حزب المؤتمر الذي يتزعمه صالح. وحصلت «الشرق الأوسط» على نص استقالة البركاني التي وجهها لرئيس الحزب (صالح) وأعضاء الأمانة العامة، وقال فيها: «أتقدم إليكم باستقالتي من عضوية (المؤتمر الشعبي العام)، وذلك لما وصل إليه البلد من حروب واقتتال نتيجة تعنت جميع الأطراف السياسية التي حالت دون الوصول إلى حلول تخرج الوطن مما هو فيه». وأضاف: «لقد بدأت الأزمة مطلع عام 2011، وقد كان موقفي منها واضحًا من خلال وقوفي ودعمي للشرعية الدستورية التي كانت متمثلة بالرئيس السابق علي عبد الله صالح، وهذا الموقف كان منطلقًا من إيماني الكامل بالأنظمة المؤسساتية والتشريعات الدستورية كوسيلة مثلى للوصول للحكم». وقال البركاني في استقالته: «اليوم، أؤكد أنني ما زلت متمسكًا بما كنت أؤمن به بالأمس من خلال دعمي ووقوفي مع الشرعية الدستورية المتمثلة بالأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي، كما أؤكد تمسكي بمبدأ الحوار والسلم كخيار لا مناص منه لتجنيب وطننًا الحبيب الحروب والصراعات». ودعا سلطان البركاني أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام و«بقية الأطراف للعودة إلى جادة الصواب وإعادة الأمور إلى نصابها واستكمال عملية الانتقال السياسي، وذلك بالاحتكام إلى المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني».
كما حصلت «الشرق الأوسط» على رسالة منسوبة إلى نائب رئيس حزب المؤتمر، الدكتور أحمد عبيد بن دغر، وهو نائب رئيس الوزراء وزير الاتصالات السابق، قال فيها إنه رأى حزبه «تقوده العصابة وسلم أمر الجيش الذي بناه (المؤتمر) للحوثي كي يجعلهم دروعا بشرية، لتمرير مشروع إيراني في بلدي اليمن؛ لذلك قررت أن أغادر، ولكن واجبي يحتم عليّ أن أوصل الحقيقة إلى كل يمني غيور على وطنه، وخصوصا قيادة (المؤتمر الشعبي العام)، إخواني في قيادة (المؤتمر).. (المؤتمر) يذبح، والجيش يقدم كبش فداء، والأمر محسوم، فلا تصمتوا حتى ينتهي كل شيء، ويضيع حزب المؤتمر ويضيع ما تبقى من جيشكم، الحوثي يقدم نفسه قوة على حساب المؤتمر وعلى حساب جيش (المؤتمر)، نحن أبناء اليمن العربي وأصل العرب، كيف نتنكر لعروبتنا وأصلنا ونكون فرسا، لماذا لا نكون مع إخوتنا العرب، حتى لو أخطأوا هم في الآخر إخواننا.. الفرس لا يعنيهم أن نعيش أو نموت، إنما الذي يعنيهم أن نكون ورقة في أيديهم يضغطون بها في محادثاتهم.. نحن جزء من اليمن، بل نحن الجزء الأكبر في اليمن فكيف نسلم أمرنا وبلدنا وجيشنا لابن إيران في كهف مران وننسى وطننا تأكله النار».
وتأسس حزب المؤتمر الشعبي العام عام 1982، ومنذ ذلك الحين وصالح يتزعمه، وفي 22 مايو (أيار) عام 1990، وقع علي عبد الله صالح، رئيس حزب المؤتمر، رئيس الشطر الشمالي أو ما كان يعرف بالجمهورية العربية اليمنية، مع علي سالم البيض، أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني، رئيس الجنوب أو ما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، اتفاقية قيام الوحدة اليمنية، وتقاسم الحزبان السلطة في اليمن لأقل من ثلاث سنوات، ثم جرت أول انتخابات ديمقراطية عامة في البلاد في 27 أبريل (نيسان) 1993، وأنتجت برلمانا وسلطة ثلاثية هي: حزب المؤتمر الشعبي العام، وحزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي، والحزب الاشتراكي اليمني، قبل أن تدخل البلاد في أزمة سياسية ثم في حرب أهلية اندلعت في أواخر أبريل عام 1994، وبعد الحرب شكل المؤتمر والإصلاح حكومة ائتلافية كمنتصرين في الحرب، وانتهى ذلك التحالف والائتلاف بانتخابات عام 1997، التي انفرد حزب المؤتمر في ضوئها بالسلطة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.