دراسة إسرائيلية: طهران تربي أجيالها على تقديس العمل الانتحاري

الاتفاق معها في الموضوع النووي يحتاج إلى تغيير جدي

دراسة إسرائيلية: طهران تربي أجيالها على تقديس العمل الانتحاري
TT

دراسة إسرائيلية: طهران تربي أجيالها على تقديس العمل الانتحاري

دراسة إسرائيلية: طهران تربي أجيالها على تقديس العمل الانتحاري

أعد معهد أبحاث إسرائيلي دراسة حول الكتب والمناهج الدراسية في إيران، خرج فيها باستنتاج يقول إن «نظام طهران، يعد الشباب لحرب عالمية ثالثة يتوقعونها هناك، يحقق فيها المسلمون السائرون على نهجهم، نصرا كبيرا على جميع المذاهب، ومن ثم يتفرغون للانتصار على عالم الكفرة اليهود والمسيحيين. وتربي إيران أجيالها الجديدة، على الاستعداد للتضحية بأرواحهم في هذه الحرب، باعتبارها مهمة استشهادية مقدسة».
تم إعداد الدراسة في «معهد مقياس تأثير السلام» في القدس، بمشاركة مجموعة من الباحثين المتخصصين في الشؤون الإيرانية. وحسب الدكتور يورام اتينغر، فقد تمت مراجعة جميع كتب التدريس في المدارس الإيرانية، وتبين أن العداء للولايات المتحدة «الشيطان الأكبر» موجود في كل منها، وكذلك ضد شياطين آخرين. وبالتالي، فإن كل من هو ليس معهم، هو شيطان بدرجة ما.
وجاء في البحث، أن «نظام التربية يعد الطلاب لحرب عالمية ثالثة من أجل الإسلام وضد الهيمنة الأميركية». وجاء في كتاب «وجهة النظر الإسلامية» للصف الحادي عشر، إن «على المسلمين في العالم أن ينتصروا على الخوف من الموت، ورفع حالة التحمس والاستعداد لتقديم الأرواح من قبل الجيل الشاب.. لن نهدأ حتى نمحو جميع أعدائنا».
ويربط يورام اتينغر بين هذه الدراسة وبين المفاوضات حول اتفاق مع إيران، فيقول إنه «في أوائل الشهر أعلن الرئيس أوباما أن الوصول إلى اتفاق مع طهران يتطلب من إيران إظهار توجه جدي». وبالفعل يتحتم على آيات الله أن يظهروا توجها جديا للوصول إلى اتفاق يدعم السلام وليس الحرب، لكن التوجه الجدي الذي يوجهه السلام من جهة، وطابع نظام آيات الله، من جهة أخرى، يعتبر الأمر ونقيضه. ويتميّز نظام آيات الله بأمور عدة: بروز المظاهر الإسلامية المذهبية الشيعية، وممارسة العنف ضد المسيحي واليهودي، والتشديد على أنّ معاداة العالم المروّع والإمبريالي، ونشر التطرف، والظلم والوحشية، والتربية على الكراهية في النظم التربوية، والدين والإعلام، والتخريب والإرهاب ضد كل نظام عربي يحالف النظام الأميركي، والتعاون مع جهات تعادي أميركا مثل شمال كوريا (أسلحة نووية وصواريخ بالستية)، وروسيا (أسلحة نووية ومصادر طاقة)، فنزويلا، بوليفيا، والإكوادور (يورانيوم)، إحياء يوم الموت لأميركا في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) منذ العام 1979، تجاوز مقصود للاتفاقات كافة والقدرة على إخفاء المنشآت النووية والاحتيال. وما ترجوه أميركا أن يكون الاتفاق مع إيران فعالاً ويحقق مبتغاه، لكنه لن يستطيع أن يقرّب وجهة النظر الإيرانية (الواقع) على مذبح الرغبة في إنجاز اتفاق (الآمال). وفي الواقع، فإنّ النقاشات المستمرة يجب أن تكون خارج قاعة الجلسات وليس العكس، فالاتفاق مع نظام يتجاوز القانون يلزم فرض تغيير شامل في نهجه. إن الاتفاق الناجع، كما تنظر الولايات المتحدة إلى الاتفاق الذي صاغته، لا يضحي بسجل آيات الله على مذبح التحمس من أجل تحقيق الاتفاق. يجب تحديد الواقع في قاعة المفاوضات حسب الواقع العالمي، خارج القاعة – وليس العكس. الاتفاق مع نظام جامح، يحتم إجراء تغيير جوهري في طابعه.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».