المطارات تتحول إلى وجهات تسوق عالمية

بدأت الظاهرة في دبي وسنغافورة.. وانتقلت إلى مطارات العالم

المطارات تتحول إلى وجهات تسوق عالمية
TT

المطارات تتحول إلى وجهات تسوق عالمية

المطارات تتحول إلى وجهات تسوق عالمية

قبل عقدين من الزمن كانت المطارات مواقع شبه خاوية ومملة يتحملها المسافر حتى يأتي موعد الطائرة، ولكن هذا الوضع تغير الآن بحيث أصبحت المطارات في حد ذاتها مناطق تسوق راقية ومعفاة من الضرائب أيضا، يتوجه إليها المسافر بشغف من أجل شراء لوازم شخصية أو هدايا قد لا يجدها في الأسواق التجارية خارج المطارات.
وتختلف الآراء حول بداية هذا التحول الملحوظ في المطارات إلى وجهات تسوق جذابة، ويشير بعض الخبراء إلى مطار دبي الذي بدأ بداية طموحة في هذا المجال بتسويق المنطقة الحرة في دبي تحت شعار «فلاي باي دبي» وكان السفر إلى دبي مثيرا من أجل المرور بالمنطقة الحرة والتجول بين قاعات الإلكترونيات وأجهزة الكومبيوتر الشخصي وقاعة تسويق الذهب وبضائع السوق الحرة.
وحتى من قبل أن تتحول دبي إلى وجهة سياحية عالمية ويبرز مطار دبي بوصفه أكبر مطار عالمي للسفر الدولي منتزعا اللقب من مطار هيثرو اللندني، كانت السوق الحرة في دبي تجذب الزوار إلى دبي وتساهم من ناحيتها في إنعاش الاقتصاد المحلي. وكانت الأسعار حينذاك أقل من المعدلات الدولية بحيث يمكن الاعتقاد أن المنطقة الحرة في دبي بنت مكانتها منذ البداية على بيع البضائع بسعر التكلفة حتى تبني سمعتها.
الوضع الآن تغير مع الإقبال الكبير، وأصبحت الأسعار تعادل أو تزيد على ما تقدمه بعض المطارات الأخرى، ولكن منطقة دبي الحرة ما زالت توفر الاختيار الواسع للبضائع المعروضة التي لا يضاهيها إلا مطارات قليلة في العالم، مثل مطار تشانغي في سنغافورة ومطار هيثرو في لندن.
والمطارات شأنها شأن الشركات والأعمال الأخرى يتنافس بعضها مع بعض على نطاق عالمي، وهي مجال لا يمكن أن يتمتع بأي تمويه أو دعاية مبالغ فيها لأنها تتمتع بالشفافية حيث يهبط إليها الزائر الأجنبي مباشرة بعد تجربة مطار أو مطارات أخرى في الطريق، ولذلك تكون المقارنة حاضرة في ذهنه وفورية.
وأثناء البقاء في المطارات، سواء قبل السفر أو بعد الوصول، يكون المسافرون في العادة مرهقين أو متوترين بسبب تجربة السفر الجوي، ولذلك فإن تقديم خدمة جيدة للمستهلك تكون أكثر أهمية في المطارات عنها في مولات التسوق العادية. ليس هذا فقط، فالمسافر الجوي لا يتمتع بالكثير من الوقت؛ ولذلك فالخدمة يجب أن تتسم بالسرعة إلى جانب الكفاءة وحسن الضيافة. وفي مطار تشانغي مثلا تنتشر الشاشات المسطحة في كل موقع داخل المطار لسؤال المسافرين عن آرائهم في الخدمات التي يقدمها المطار. ويشمل هذا دورات المياه التي يمكن للمسافر أن يقيمها بين 5 درجات من السيئ إلى الممتاز.
هناك أيضا المطارات التي تميز فئات معينة من المسافرين وتقدم لهم خدمة كبار الزوار اعترافا لهم بقيمتهم التجارية والمعنوية. وهؤلاء هم ركاب الدرجة الأولى ودرجة الأعمال والمسافرون في رحلات أعمال متكررة. وتعترف شركات الطيران بقيمة هؤلاء وتقدم لهم حوافز متعددة. وتدخل المطارات أيضا إلى مجال تقديم الحوافز حتى يختارها المسافر في رحلاته المتعددة التي ينفق خلالها الكثير من المال.
ولكي تكتسب المطارات زخما إضافيا لجأ بعضها إلى إجراء المسابقات التي تعود بثروة مفاجئة على أحد المسافرين المحظوظين. في مطار تشانغي مثلا بدأت مسابقات تحت شعار «كي تصبح مليونيرا» وانتقلت الفكرة إلى مطار دبي الذي يمنح أحد مسافريه سيارة فاخرة في سحب شهري. الآن أصبحت الفكرة مكررة وتجارية ويتجنبها المسافرون في مطارات أخرى عندما يتطلب السحب على سيارة فاخرة المقامرة بمبلغ كبير من المال.
مما ساهم في تحول المطارات إلى قاعات تسوق هائلة، والتوسع الكبير الذي شهده العالم في مجال السفر الجوي وإقبال الملايين على السفر يوميا عبر الطائرات العملاقة التي تحمل أكثر من 500 مسافر في الرحلة الواحدة.
وساهم التقدم في مجال الهواتف الجوالة الذكية في تقديم المطارات لخدمات تسوق إضافية توفر الكثير من الوقت والجهد للمسافرين، حيث تعرض بعض المطارات، ومنها مطار غاتويك البريطاني ومطار فرانكفورت، لوحات إعلانية عن بضائع متعددة يمكن شراؤها فورا وتسليمها قبل الصعود إلى الطائرة عن طريق مسح الكود الخاص بها بالهاتف الجوال المرتبط بمعلومات عن المسافر عبر تذكرة الطيران وشركة الطيران التي يتبعها. ويلجأ الكثير من المسافرين إلى شراء الهدايا بهذا الأسلوب توفيرا للوقت وجهد التسوق.
الأفضل عالميا
ولم تدخل المطارات بعد في تصنيف دولي معتمد لأفضلها عالميا في مجال التسوق وتقديم وسائل راحة وتسلية المسافرين حيث تختلف المعايير والآراء بين الشركات التي يمكن أن تقوم بهذه المهمة، ولكن هناك تصنيفات متعددة حول أفضل المطارات في التسوق وفقا لآراء المسافرين أنفسهم وتدخل النخبة التالية من المطارات إلى قمة الاختيار في الكثير من الاستفتاءات:
- مطار شيبول في أمستردام: قال المسافرون إن من الصعب الشعور بالملل في هذا المطار الذي يقدم للمسافر كافة الخدمات التي يطلبها بأسلوب بسيط. وهو أول مطار في العالم يقدم للمسافرين مكتبة متكاملة للاستخدام العام، بالإضافة إلى متحف فعلي يقدم بعض التحف الأثرية الهولندية. وتقع معظم منافذ البيع في المطار في منطقة واحدة بحيث يسهل التسوق لكافة الأغراض التي يريدها المسافر ضمن مسافة قريبة. وهناك الكثير من المتاجر المشهورة في المطار التي تقدم الأزياء والأحذية الرجالية والنسائية بالإضافة إلى منتجات الجلود. وهو أيضا يقدم محلات زهور التوليب التي يمكن شراؤها في بوكيهات أو شراء بذورها لزراعتها كتذكار من أمستردام.
- مطار دبي الدولي: افتتحت المنطقة الحرة في مطار دبي في عام 1983، وهي ما زالت توفر أفضل وأكبر تجربة تسوق بلا ضرائب في العالم حتى اليوم. وهي تعمل على مدار الساعة وتضم أكثر من 50 متجرا كبيرا يوفر كافة البضائع التي يمكن أن يتخيلها المسافر بحسومات تصل إلى 50 في المائة أقل مما قد يدفعه المسافر في متاجر المدينة. وتتميز السوق الحرة في دبي بطاقم الخدمة والبيع متعدد الجنسيات واللغات، الأمر الذي ساهم في حصول المطار على أكثر من 70 جائزة دولية. وهو يتميز بالواجهات الزجاجية والعروض الجذابة على مساحة هائلة تصل إلى أكثر من 100 ألف قدم مربع. وهو الموقع الأفضل لشراء منتجات كبار المصممين في العالم مثل أرماني وكالفن كلاين وهيرميز ورالف لورين. وما زال المطار هو الأفضل مبيعا في العالم للعطور العالمية، ولكن العطور الشرقية المعبأة في زجاجات رائعة تباع أيضا بكميات كبيرة. وهو يشتهر أيضا بمبيعات الذهب من عيارات نقية تتراوح بين 20 و22 قيراطا. وتصاحب المشتريات عالية القيمة من المطار بطاقات سحب على سيارات فاخرة وهدايا تبلغ قيمتها مليوني دولار شهريا. ويمكن أيضا شراء بطاقات السحب من المطار.
- مطار تشانغي في سنغافورة: ويقال عنه جنة المتسوقين في قاعات هائلة تضم أكثر من 230 منفذا تجاريا. وتبدو لائحة المتاجر وكأنها تصنيف لأشهر أسماء الموضة في العالم مثل غوتشي وبرادا وبلغاري. ويوفر المطار أيضا الكثير من المتاجر المحلية التي تعرض المجوهرات والذهب بتصميمات آسيوية. وتقول دعاية المطار إن المسافر الذي يجد أيا من المعروضات في المطار أرخص في أي متجر في المدينة يمكنه الحصول على ضعف الفارق في الثمن عن طريق تقديم الإيصال أو الإعلان الذي يثبت ذلك.
- لندن هيثرو الدولي: بعد افتتاح الصالة الخامسة في مطار هيثرو بلغ عدد المنافذ التجارية فيه أكثر من مائة تشمل أشهر الأسماء العالمية مثل ديور وكارتييه وغوتشي بالإضافة إلى العلامات البريطانية الشهيرة مثل هارودز وديكسون. أضف إلى ذلك نحو 70 مليون مسافر سنويا، والنتيجة هي مبيعات سنوية تفوق ملياري دولار. وتقول الشركة التي تدير محلات «برنغل» لمشغولات الصوف الاسكوتلندية إن المبيعات من متجرها الصغير في الصالة الثالثة في مطار هيثرو تفوق مبيعات محل كبير لها في وسط لندن بنسبة الضعف. وتوجد منافذ لمحلات هارودز في جميع الصالات الخمس وأكبرها على طابقين يوجد في الصالة الخامسة. وتوفر علامات تجارية أخرى مثل بيربري ومون بلان متاجر في أكثر من صالة في مطار هيثرو، هذا بالإضافة إلى الكثير من المصممين البريطانيين الذين ينتشرون في صالة أو أكثر عبر أرجاء المطار.
- مطار فرانكفورت الدولي: يعتبر مطار فرانكفورت الدولي أكبر مطار أوروبي وبه أكثر من 250 شركة و60 متجرا تعمل في أرجائه. يمتد المطار على مساحات شاسعة ولذلك توجد للمتاجر نفسها عدة فروع مختلفة داخل قاعات المطار. وتستقبل الصالة رقم واحد الكثير من الرحلات الدولية خصوصا من الولايات المتحدة، ولذلك فهي تشمل أكبر تجمع للتسوق الدولي وأيضا من الشركات الألمانية المتخصصة في الأزياء والإلكترونيات. وإذا كان الوقت في مطار فرانكفورت ضيقا قبل السفر أو تغيير الطائرة لمواصلة الرحلة يمكن التسوق في السوق الحرة للمطار خلال 12 ساعة قبل السفر عبر الإنترنت وتسلم البضائع المشتراة في المطار فور الوصول إليه.
- مطار هونغ كونغ الدولي: يحصل مطار هونغ كونغ على مركز متقدم بين مطارات العالم بفضل الخدمات التي يقدمها للمسافرين. وهو يتفوق من حيث التصميم وإدارة سلاسة مرور المسافرين فيه، والخدمة الجيدة في المطاعم ومنافذ التسلية التي تشمل قاعة سينما ثلاثية الأبعاد وملعب غولف مصغر، بالإضافة إلى فرص التسوق. وهو يستقبل سنويا أكثر من 50 مليون مسافر ويوفر لهم أكثر من مائة متجر و40 مطعما في الصالة الأولى وحدها. ويقبل المسافرون على متاجر الإلكترونيات وعلى العلامات التجارية العالمية مثل شانيل وفرساتشي. وكان المطار هو الأول في العالم الذي يقدم بوتيكات تجميل داخل قاعاته من أسماء مثل برادا وتيفاني وأرماني. وهو ينافس أي أسعار يمكن الحصول عليها داخل هونغ كونغ كمنطقة حرة مترامية الأطراف.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».