10 قتلى في غارة جوية على مدرسة ابتدائية بحلب

مقتل القائد العسكري لـ«كتائب شمس الشمال» بلغم لتنظيم داعش في ريف حلب الشرقي

رجل من حي المشهد بحلب يلتقط صورة للدمار والدماء في أحد فصول مدرسة سعد الأنصاري استهدفتها غارة صباح أمس من قبل طيران النظام (أ.ف.ب)
رجل من حي المشهد بحلب يلتقط صورة للدمار والدماء في أحد فصول مدرسة سعد الأنصاري استهدفتها غارة صباح أمس من قبل طيران النظام (أ.ف.ب)
TT

10 قتلى في غارة جوية على مدرسة ابتدائية بحلب

رجل من حي المشهد بحلب يلتقط صورة للدمار والدماء في أحد فصول مدرسة سعد الأنصاري استهدفتها غارة صباح أمس من قبل طيران النظام (أ.ف.ب)
رجل من حي المشهد بحلب يلتقط صورة للدمار والدماء في أحد فصول مدرسة سعد الأنصاري استهدفتها غارة صباح أمس من قبل طيران النظام (أ.ف.ب)

تتعرض مدينة حلب منذ أيام إلى غارات جوية بالبراميل المتفجرة على مناطق سيطرة المعارضة المسلحة، مما يدفع الأخيرة إلى الرد عليها بقذائف محلية باتجاه مناطق سيطرة النظام. وفي الحالتين يتعرض المدنيون لنيران الطرفين التي ينتج عنها إصابات لجرحى وقتلى.
وأمس، لقي عشرة أشخاص مصرعهم على الأقل، وأصيب 30 آخرون في مدينة حلب، وفق حصيلة أولية، جراء غارة جوية للنظام السوري، على حي الأنصاري بقنابل فراغية، طالت مدرسة ابتدائية، فقصف الطيران الحربي التابع للنظام السوري أمس (الأحد) مدرسة في شرق مدينة حلب، مما تسبب في مقتل تسعة أشخاص بينهم خمسة أطفال، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «قصف الطيران الحربي مدرسة سعد الأنصاري في أطراف حي الأنصاري في شرق حلب، مما تسبب بمقتل تسعة أشخاص، هم خمسة أطفال وثلاث مدرسات ورجل».
وأشار إلى أن «عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة».
كما أفاد المرصد عن مقتل طفل في غارة أخرى في حي الشيخ خضر في حلب الواقع كذلك تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.
ويأتي ذلك بعد مقتل 18 مدنيا، أول من أمس (السبت)، في قصف جوي وصاروخي من قوات النظام على أحياء واقعة تحت سيطرة المعارضة في المدينة، و17 آخرين في سقوط قذائف صاروخية مصدرها مقاتلو المعارضة على أحياء واقعة تحت سيطرة قوات النظام في حلب.
واندلعت المعارك في مدينة حلب في صيف 2012، وتسببت بتدمير أجزاء واسعة منها. وتسيطر مجموعات المعارضة على الأحياء الشرقية للمدينة، بينما تسيطر قوات النظام على الأحياء الغربية.
وقتل أكثر من 215 ألف شخص في النزاع السوري منذ اندلاعه. وفي سياق متصل، أكد الناشط المحلي أحمد ياسر، تعرض حيي الأنصاري، وبستان القصر، لقصف بالقنابل الفراغية، مشيرًا إلى اشتعال النيران في كثير من السيارات، فضلاً عن الدمار في المناطق التي طالها القصف.
بدورها، ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن 4 مدرسين لقوا حتفهم في الهجوم على المدرسة، وأن غارات النظام طالت أيضا حي باب النيرب.
وكان النظام شن، أول من أمس، غارة مماثلة على حي المعادي بحلب، استهدفت سوقا شعبية، مما أدى إلى مقتل 25 شخصًا، بينهم مدير دار مار إلياس لكبار السن في حلب القديمة جراء قصف قوات النظام على منطقة المعادي.
على صعيد آخر، لقي القائد العسكري لـ«كتائب شمس الشمال» مصرعه، أمس (الجمعة)، جرّاء انفجار لغم تابع لتنظيم داعش بريف حلب الشرقي. وذكرت مصادر ميدانية أن القائد العسكري لكتائب شمس الشمال عبد القادر شيخ جنيد، الملقب «عبدو دوشكا»، قُتل جرّاء انفجار لغم من مخلفات «داعش» بالقرب من منطقة صرّين بريف حلب الشرقي.
يُذكر أن كتائب شمس الشمال شاركت فصائل مُقاتِلة والميليشيات الكردية ضمن غرفة عمليات «بركان الفرات» في طرد تنظيم داعش من مدينة عين العرب (كوباني)، وتواصل عملياتها في ريف حلب الشرقي ومناطق في الرقة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».