ياسين لـ {الشرق الأوسط}: وجهنا البعثات الدبلوماسية بعدم التعامل مع القربي

أكد أن أبو بكر القربي طلب المساعدة في الهروب إلى جيبوتي.. والدوحة تجمع رؤساء البعثات اليمنية الأسبوع المقبل

رياض ياسين  و أبو بكر القربي
رياض ياسين و أبو بكر القربي
TT

ياسين لـ {الشرق الأوسط}: وجهنا البعثات الدبلوماسية بعدم التعامل مع القربي

رياض ياسين  و أبو بكر القربي
رياض ياسين و أبو بكر القربي

كشف الدكتور رياض ياسين، وزير الخارجية اليمني المكلف، لـ«الشرق الأوسط»، أن الجهات المختصة في بلاده سهلت خروج الدكتور أبو بكر القربي، وزير الخارجية السابق، من اليمن إلى جيبوتي «وقدمنا له الشروط بالالتزام بالشرعية اليمنية، أو التزام الصمت وعدم ممارسة أي عمل سياسي، إلا أن القربي غير رأيه فور خروجه من اليمن، وقرر القيام بجولة دولية، لاستكمال أعمال الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في حزب المؤتمر الشعبي العام»، مؤكدا أنه وجه جميع الممثليات الدبلوماسية في الخارج بعدم استقبال أي شخص موال للرئيس المخلوع صالح.
وأوضح الدكتور ياسين، في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»، أن أبو بكر القربي أجرى اتصالا به، وطلب منه المساعدة في الخروج من اليمن «وقدمنا له الشروط بأن يلتزم بالشرعية اليمنية، وألا يقيم أي نشاط سياسي يمني يخالف الشرعية اليمنية في الخارج». وقال وزير الخارجية اليمني المكلف «إنه تم التنسيق تحت معرفتنا في الخروج إلى جيبوتي، ولم يستقبله أي شخص من البعثة الدبلوماسية اليمنية هناك». وأضاف «أبو بكر القربي، وعبد الوهاب الحجري الذي كان يعمل سفيرا سابقا في واشنطن، أعلنا عن مزاولة نشاطهما بتشكيل أجندة ووفد للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وإذا كانت لديهما أعمال سياسية تصب في مصلحة اليمن الشرعية فعليهما أن يتوسطا في إقناع الميليشيات الحوثية والرئيس علي عبد الله صالح بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وتنفيذ المبادرة الخليجية، لا أن يكونا مخادعين، وأبواقا للمخلوع صالح».
ووجه الدكتور ياسين جميع البعثات الدبلوماسية اليمنية في الخارج بعدم التعامل مع أي شخص موال للحوثيين أو للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح «مهما كانت مكانته السياسية»، على أن تبلغ البعثات الدبلوماسية مقر الوزارة المؤقت في الخارج عن وجود هؤلاء المتمردين على الشرعية.
وكشف وزير الخارجية اليمني المكلف عن لقاء يجمع رؤساء البعثات الدبلوماسية اليمنية، يومي 18 و19 من الشهر الحالي، في الدوحة. وقال «تم الإعداد للالتقاء مع رؤساء البعثات الذين يدعمون الشرعية اليمنية، وسنتحاور معهم لتقديم أفضل الإمكانات والسبل في دعم اليمن الشرعي، وكذلك للمواطنين اليمنيين في الخارج الذي يعترفون بالشرعية اليمنية».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».