نوهت الولايات المتحدة بالدور الذي يضطلع به المغرب في مجال مكافحة الإرهاب، باعتباره رئيسا مشتركا لمبادرة المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب حول المقاتلين الإرهابيين الأجانب. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال ترؤسه مع نظيره المغربي صلاح الدين مزوار الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي بين البلدين، الذي عقد أول من أمس بواشنطن، أنه «يتعين أن نضاعف الجهود خاصة من أجل تأطير الشباب لكي لا يستسلموا إلى شبكات تجنيد المجموعات الإرهابية»، مبرزا دور المغرب في هذا المجال.
وقال كيري إنه «بغض النظر عن الصداقة العريقة بين البلدين، انخرطنا في هذا الحوار الاستراتيجي لأن قائدينا تحدوهما الإرادة لبناء مستقبل أكثر أمنا وازدهارا، يرقى إلى تطلعات مواطنينا».
وأوضح كيري أن المغرب يعد البلد الأفريقي الوحيد الذي وقع اتفاق تبادل حر مع الولايات المتحدة، ويحظى بوضع حليف رئيسي لواشنطن من خارج حلف شمال الأطلسي، مضيفا أن المملكة أكملت بنجاح الاتفاق الأول مع حساب تحدي الألفية، واستضافت أخيرا قمة ناجحة للمنتدى العالمي لريادة الأعمال، كما احتضنت لقاء دوليا مهما حول التغيرات المناخية.
من جهة أخرى، أكد كيري أن واشنطن مستعدة لدعم المغرب في تنفيذ الإصلاحات الجارية، والدينامية الناجحة بالبلاد، مشيدا بالعلاقات المتنامية في مجالات الطاقة والاقتصاد، ومبرزا ضرورة توسيع الآفاق التي يتيحها اتفاق التبادل الحر بين البلدين.
من جهته، أكد وزير الخارجية المغربي أن «الصداقة المغربية - الأميركية قاعدة أساسية ستمكننا من مواجهة التحولات المعقدة التي يشهدها عالم اليوم». وشدد مزوار على أن «المغرب يبرز كملاذ للسلام في محيط إقليمي يشهد أجواء من الاضطرابات وعدم الاستقرار». وتابع أن المغرب عبر عن استعداده الكبير لتقاسم تجربته مع بلدان أخرى، في معركة مكافحة التطرف، مشددا بهذا الصدد على أنه «لا توجد حرب بين الديانات أو حرب بين الحضارات، لكن هناك حرب ضد الجهل».
وبخصوص الوضع بالمنطقة، ذكر الوزير المغربي بأن الحوار السياسي بين الأطراف الليبية ينعقد بالمغرب «في جو من الهدوء والمسؤولية»، داعيا إلى تشجيع ودعم هذا الحوار، على اعتبار أن الشعب الليبي يطمح إلى السلام والاستقرار.
وبخصوص اليمن، أكد مزوار على الضرورة الملحّة لاستعادة الشرعية، حيث قال: «علينا استعادة النظام والاحترام التام للشرعية بهذا البلد»، معتبرا أنه من «غير المقبول أن تعمل أقلية على زعزعة ركائز دولة ذات سيادة، وهو ما سيقود إلى عدم الاستقرار وانعدام الأمن».
وبخصوص قضية الصحراء، أشار مزوار إلى أن المغرب قدم حلولا وإجابات ملموسة عبر مقترح الحكم الذاتي، وهو المخطط الذي يتماشى وروح الاندماج وتسهيل بناء الفضاء المغاربي.
وفي السياق ذاته، جددت الولايات المتحدة دعمها لمشروع الحكم الذاتي بالصحراء، وأكدت في البيان المشترك الذي توج أشغال الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي بين البلدين، أن «موقف الولايات المتحدة حول قضية الصحراء ظل ثابتا منذ عدة سنوات، وهي تؤكد بوضوح أن المخطط المغربي للحكم الذاتي بالصحراء جدي وواقعي وذو مصداقية، ويمثل مقاربة من شأنها الاستجابة لتطلعات سكان الصحراء في تدبير شؤونهم الذاتية في سلم وكرامة».
وفيما يتعلق بمالي، أكد الطرفان على أهمية التوصل إلى حل شامل يعالج جذور النزاع، ويضمن مصالحة حقيقية ودائمة، تلتزم وتتوافق بشأنها جميع الأطراف المعنية، مشددا على أهمية التوصل إلى تسوية تحفظ وحدة وسيادة مالي.
الرباط وواشنطن تؤكدان مواصلة تعاونهما في مجال مكافحة الإرهاب
شددتا على ضرورة إيجاد حل شامل للنزاع في ليبيا ومالي
الرباط وواشنطن تؤكدان مواصلة تعاونهما في مجال مكافحة الإرهاب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة