رئيس التيار الشيعي في لبنان: تصريحات «نصر الله» دليل على غضب طهران من عاصفة الحزم

طلب من الحوثيين العودة للحوار لا العمل بعقلية «الميليشيا»

رئيس التيار الشيعي في لبنان: تصريحات «نصر الله» دليل على غضب طهران من عاصفة الحزم
TT

رئيس التيار الشيعي في لبنان: تصريحات «نصر الله» دليل على غضب طهران من عاصفة الحزم

رئيس التيار الشيعي في لبنان: تصريحات «نصر الله» دليل على غضب طهران من عاصفة الحزم

أثارت التصريحات التي أدلى بها حسن نصر الله أمين حركة حزب الله ضد السعودية بعد شنها مع حلفائها العرب غارات عاصفة الحزم لإعادة الشرعية في اليمن ودحر الانقلاب الحوثي، موجة انتقادات واسعة من قبل الطوائف اللبنانية، وقال محمد الحاج حسن، رئيس التيار الشيعي الحر في لبنان، في حديث مع «الشرق الأوسط»، بأن المواقف التي أطلقت مؤخرا تجاه المملكة العربية السعودية لا تمثل إلا أصحابها وتضر باللبنانيين وبلبنان «لأن مصلحتنا تكمن في احترام علاقتنا مع الآخرين لا أن نخلق عداء مع أهلنا ومحيطنا خدمة للخارج»، كما أن الشيعة العقلاء يرفضون أي خطاب من شأنه تقويض الاستقرار في المنطقة ويزيد الشرخ بين أبناء الأمة العربية الواحدة ويؤدي إلى تغذية الصراع المذهبي المشؤوم.
ووصف حسن، حديث نصر الله بحفلة شتائمية خاض غمارها أبواق المحور الإيراني لكن مفعولها في طور الانتهاء بعد إدراك القيادات العربية حقيقة الخطر في المنطقة الذي تفاقم خلال السنوات الأخيرة بعد خضوع العراق وسوريا للسيطرة الإيرانية، متمنيا أن يحصن القادة العالم العربي بسلسلة من الإجراءات الوطنية والقومية.
وأوضح أن استهداف السعودية من قبل أمين عام حزب الله دليل على غضب الإيرانيين من اليقظة السريعة والمباغتة للعرب من خلال عاصفة الحزم التي أنهت وفق قوله ورقة من أوراق اللعب الإيرانية في المنطقة، وأضاف أن المملكة ساهمت عبر التاريخ في إنهاء الحرب اللبنانية وقدمت المساعدات السخية والدعم الهائل للجيش، مبينا أن دعمها يتم عبر المؤسسات الرسمية للدولة اللبنانية بينما إيران دعمت جماعات وقوى تستقوي على الدولة وتهدم المؤسسات.
وأشار إلى أن طائفتي الشيعة والسنة بحاجة لتحصين ساحتهم القومية لا إلى تنمية غرائز صراعاتهم المذهبية، مشددا على أن الرهان هو على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وقيادته في السعي لمصالحة عربية إسلامية شاملة تترافق مع تحصين الكيان العربي من أي تدخل خارجي أو هيمنة، وتعالج مشكلات الشعوب التواقة إلى التغيير السلمي لا إلى الحروب وسفك الدماء.
ودعا رئيس التيار الشيعي الحر في لبنان، إلى احتضان الشيعة كمواطنين في أوطانهم وتفهم هواجسهم وإشراكهم في الحوارات الداخلية لمنع أي استغلال يؤدي إلى بسط الهيمنة عليهم، وأضاف أنهم مع الحوار في اليمن، متمنيا أن تبقى عاصفة الحزم ضمن الإطار العربي وأن تبذل الجهود لوقف القتال بين الإخوة في البلد الواحد «حتى وإن ضلت قيادات البعض ممن فضلوا بناء عروشهم على أطنان من دماء اليمنيين الأبرياء»، وطالب الحوثيين بوضع مصلحة اليمن فوق كل اعتبار وأن يساهموا في حقن الدماء ويعودوا إلى الحوار وتسليم البلاد للشرعية ويشاركوا في إدارة وطنهم لا أن يحتلوه بعقلية ميليشيوية تنهي مستقبلهم. ويعد التيار الشيعي الحر حركة سياسية لبنانية تأسست في عام 2006، وتنامى نشاطه حتى أصبح يمثل صوتا بديلا لدى أتباع الطائفة الشيعية في لبنان، وانتقد التيار سياسات الحركتين الشيعيتين الرئيسيتين في لبنان حركة أمل وحزب الله وهيمنتهما على الواقع الشيعي السياسي في لبنان ويطالب بسياسة أكثر اعتدالا للشيعة في لبنان والعالم العربي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.