الفيفا يتجنب الفصل في قضية «الحكم الأرجنتيني»

الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قرر إعادة مباراة للسيدات بسبب ضربة جزاء

جانب من إحدى مباريات الدوري الأرجنتيني
جانب من إحدى مباريات الدوري الأرجنتيني
TT

الفيفا يتجنب الفصل في قضية «الحكم الأرجنتيني»

جانب من إحدى مباريات الدوري الأرجنتيني
جانب من إحدى مباريات الدوري الأرجنتيني

قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عدم التورط في قضية الحكم الأرجنتيني التي أثارت جدلا واسعا خلال الأيام الماضية، تاركا القرار النهائي بيد اتحاد الكرة الأرجنتيني.
وقال المتحدث الرسمي باسم الفيفا في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية: «بما أن الحادثة وقعت خلال إحدى المباريات التي تلعب تحت إشراف الاتحاد الأرجنتيني فإن القرار النهائي يظل بيد هذا الاتحاد». وتسبب الحكم الأرجنتيني دلفينو في اندلاع جدل كبير في الأوساط الرياضية في بلاده حول أهمية الاستعانة بالتكنولوجيا في مباريات كرة القدم، بعد أن تراجع عن أحد قراراته خلال مباراة بين فيبيز سارسفيلد وآرسنال في الدوري الأرجنتيني. واحتسب الحكم جيرمان دلفينو ركلة جزاء لصالح فريق سارسفيلد بعد أن قام اللاعب الكولومبي روسيو بلنسية لاعب آرسنال بلمس الكرة بيده، مما استوجب طرده، في المباراة التي جمعت بين الفريقين يوم السبت الماضي. إلا أن دلفينو تراجع عن قراره أمام اعتراضات لاعبي آرسنال ورفض احتساب ركلة الجزاء . وقام أحد مساعدي دلفينو بإخباره بأن قراره الأول كان خاطئا، حيث إن الكرة ارتطمت بيد ماريانو بابون مهاجم سارسفيلد وليس بيد بلنسية.
وأرجع حكم المباراة اللاعب الكولومبي إلى الملعب مرة أخرى بعد أن كان قد أشهر البطاقة الحمراء في وجهه ظنا منه أنه صاحب مخالفة ملامسة الكرة باليد. وأوضحت الصحافة الأرجنتينية أن القرار الأخير للحكم صدر استنادا على تكنولوجيا المقاطع المصورة «الفيديو» وهو الأمر الذي لا يقره الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في لوائحه حتى الآن. وأثارت الواقعة المذكورة جدلا واسعا في مواقع الكثير من الصحف الأرجنتينية وفي البرامج الرياضية في المحطات الإذاعية والتلفزيونية. وتوافق الجميع في كافة وسائل الإعلام التي تناولت القضية بالتحليل على أن التكنولوجيا يجب أن تدرج في آليات إدارة مباريات كرة القدم مثل غيرها من اللعبات الأخرى مثل التنس والرغبي. وامتد الجدل إلى احتمالية تعرض الحكم إلى عقوبات، رغم أنه اتخذ في النهاية القرار الصحيح، ولكنه استند في ذلك إلى تكنولوجيا غير مدرجة في لوائح الفيفا. وأكد فيديريكو بيليجوي الأمين العام للجنة الحكام في الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم أنه طالب أكثر من مرة بإدراج مثل هذه النوعية من التكنولوجيا الحديثة ضمن آليات إدارة كرة القدم لتفادي وقوع مثل هذه الأخطاء.
يذكر أنه تقرر استبعاد دلفينو من إدارة مباريات الجولة التاسعة في الدوري الأرجنتيني، إلا أنه لم يتحدد حتى الآن إذا كان سيلقى عقوبة أم لا. وقال ميخيل سيسم المسؤول عن إعداد وتأهيل الحكام في الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم في تصريحات إذاعية: «دلفينو أخبرني أنه لم يستند إلى التكنولوجيا ليرجع عن قراره باحتساب ضربة جزاء لسارسفيلد.. لقد قام بذلك وفقا لما رآه الفريق التحكيمي المساعد له».
وعلى صعيد السيدات، أكد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) أمس الخميس أن مباراة المنتخب الإنجليزي مع نظيره النرويجي في تصفيات كأس الأمم الأوروبية للسيدات تحت 19 عاما، ستتم إعادة الثواني الأخيرة منها بدءا من الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع بعد وقوع خطأ من جانب الحكم.
وتعد هذه هي المرة الأولى في تاريخ اليويفا التي يتم إعادة جزء من مباراة نتيجة أخطاء الحكام.
وأقر اليويفا بأن الحكمة الألمانية ماريا كورتس احتسبت ركلة جزاء للمنتخب الإنجليزي في الوقت بدل الضائع وأثناء تنفيذ لي ويليامسون الركلة، دخلت إحدى زميلاتها لمنطقة الجزاء، لتقرر ماريا عدم احتساب الهدف وقررت احتساب ضربة حرة غير مباشرة لمنتخب النرويج على عكس قوانين اللعبة التي تقضى بإعادة الركلة.
وكانت النتيجة تشير إلى تقدم منتخب النرويج 2 - 1 أثناء احتساب ضربة الجزاء في الوقت بدل الضائع من المباراة التي جرت السبت في آيرلندا الشمالية ضمن التصفيات الأوروبية. وسيتم إعادة المباراة بتسديد ركلة الجزاء على ملعب سي فيو في بلفاست تحت إدارة حكم أخر. وأوضح اليويفا عبر موقعه الرسمي «لقد كتبنا في البداية أن النرويج تأهلت، ولكن في الثامن من أبريل (نيسان) أعلنت لجنة التحكم والأخلاق والانضباط في اليويفا أن مباراة النرويج أمام إنجلترا التي جرت في الرابع من الشهر الحالي سيتم إعادتها بدءا من الدقيقة التي حصلت فيها إنجلترا على ركلة جزاء، حيث كانت متأخرة بنتيجة 1 - 2 في ذلك الحين».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».