أعلن نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي عن اتفاق بين حكومة المحافظة والحكومة المركزية في بغداد، ينص على توجيه القوات المقاتلة من تكريت إلى الأنبار، بعد إنهاء العمليات العسكرية وتحرير كل مناطق محافظة صلاح الدين.
وقال العيساوي لـ«الشرق الأوسط» إن الاتفاق مع الحكومة المركزية جاء في هذا التوقيت لتعجيل وصول القطعات العسكرية إلى مناطق الأنبار، خصوصا بعد سلسلة الهجمات التي تعرضت لها مناطق واسعة في المحافظة من قبل مسلحي تنظيم داعش. وأضاف العيساوي أن «تنظيم داعش الإرهابي وبعد خسارته معركة تكريت بدأ بعمليات انتقامية ضد المدنيين العزل في مناطق الأنبار، كانت آخرها مجزرتان في منطقة الرمانة التابعة لقضاء القائم الحدودي مع سوريا، حيث تم اقتياد 26 شابا وإعدامهم بشكل جماعي أمام الناس بحجة التعاون مع القوات الأمنية العراقية، والمجزرة الأخرى حدثت في منطقة زنكورة شمال الرمادي وراح ضحيتها العشرات من أبناء عشائر البوكليب». وأكد العيساوي أن «هناك مئات المعتقلين من أهالي مدينة القائم لدى التنظيم الإرهابي، ولا يُعرف شيء عن مصيرهم حتى الآن».
وأشار العيساوي إلى أن مجلس محافظة الأنبار أعلن في وقت سابق أن عشرة آلاف من أبناء العشائر سيشاركون في معركة تحرير محافظتهم إلى جانب القوات الأمنية من الجيش والشرطة، لافتا إلى أن المعركة ستكون على غرار معركة تحرير محافظة صلاح الدين.
وكانت لجنة من وزارة الداخلية برئاسة موفق عبد الهادي، الوكيل الأقدم لوزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبان، قد وصلت إلى مدينة الرمادي لبحث الاستعدادات الجارية على الأرض من أجل انطلاق العمليات العسكرية الكبرى لتحرير محافظة الأنبار وتقييم جاهزية وإمكانية قيام قوات الشرطة المحلية في محافظة الأنبار بمسك الأرض بعد تحرير المناطق من قبل القوات المشتركة من الجيش والشرطة ومقاتلي العشائر العراقية.
من جهته، قال قائد عمليات الأنبار، اللواء الركن قاسم محمد الفهداوي، لـ«الشرق الأوسط»، إن الشهر الحالي سيشهد عمليات تعرضية واسعة لتحرير كل مدن ومناطق الأنبار.
بدورها، جددت عشائر في المحافظة رفضها مشاركة قوات الحشد الشعبي في معارك تحريرها بعد الانتهاكات التي نسبت لبعض المندسين في قوات الحشد خلال معركة تحرير مدينة تكريت. وقال الشيخ نعيم الكعود، شيخ عشائر البونمر «هناك تخوف وقلق كبير بين العشائر العراقية في الأنبار حول مشاركة إخواننا من أبناء الحشد الشعبي الذين نكن لهم كل الاحترام والتقدير بعد أن ضحوا بالغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن كرامة الوطن وحماية أرضه وعرضه، لكن ما حدث سابقا في ديالى، وما حدث في مناطق صلاح الدين، خصوصا الانتهاكات التي شاهدها العالم بأسره بعد تحرير مدينة تكريت من سطوة (داعش)، جعل الكثير من شيوخ العشائر يرفضون مشاركة قوات الحشد الشعبي في معركة تحرير الأنبار خشية حصول انتهاكات أخرى تفسد فرحة العراقيين بالنصر على إرهابيي تنظيم داعش».
من جهته، أكد الشيخ رافع الفهداوي، شيخ عشائر البوفهد، لـ«الشرق الأوسط»، أن الأولية في تحرير محافظة الأنبار «هي لأبناء الأنبار أنفسهم، ونحن دأبنا على عقد سلسلة من الاجتماعات مع شيوخ عشائر الأنبار من أجل رص الصفوف والمشاركة مع قوات الجيش والشرطة في تحرير المحافظة». وأضاف «وجهنا رسالة إلى الحكومة المركزية طالبنا فيها بإصدار عفو عن المنتسبين المتغيبين من أبناء الأنبار الذين كانوا ضمن أجهزة الجيش والشرطة من أجل إعادتهم إلى مؤسساتهم استعدادا لمعارك التحرير». ومضى قائلا «نحن نقدر الجهود التي بذلها إخواننا في الحشد الشعبي، لكننا الأولى بتحرير مناطقنا، وعلى الحكومة المركزية والحكومة المحلية دعمنا في هذا الجانب وتجهيزنا بالسلاح والعتاد على غرار قوات الحشد الشعبي من أجل تحرير كل مناطق محافظة الأنبار وطرد هذا التنظيم الإرهابي أو القضاء عليه بشكل نهائي مثلما قضينا على تنظيم القاعدة قبل سنوات هنا في أرض الأنبار».
الأنبار تستعد لمعركة التحرير.. و«داعش» ينفذ إعدامات جماعية بحق أبنائها
بعض شيوخ عشائرها يرفضون مشاركة الحشد الشعبي خشية تكرار ما حدث في صلاح الدين
الأنبار تستعد لمعركة التحرير.. و«داعش» ينفذ إعدامات جماعية بحق أبنائها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة