زحف شعبي نحو عدن لمساعدة المقاومة الشرعية.. واستهداف جسر {عقان} أمام المتمردين

عسيري: الحوثيون يطلق سجناء "القاعدة" لصرف قوات التحالف عن أعمالهم العسكرية

العميد العسيري: قيادة التحالف تستهدف تحركات المليشيات ولا تهدف لتدمير البنى التحتية باليمن ـ واس
العميد العسيري: قيادة التحالف تستهدف تحركات المليشيات ولا تهدف لتدمير البنى التحتية باليمن ـ واس
TT

زحف شعبي نحو عدن لمساعدة المقاومة الشرعية.. واستهداف جسر {عقان} أمام المتمردين

العميد العسيري: قيادة التحالف تستهدف تحركات المليشيات ولا تهدف لتدمير البنى التحتية باليمن ـ واس
العميد العسيري: قيادة التحالف تستهدف تحركات المليشيات ولا تهدف لتدمير البنى التحتية باليمن ـ واس

أكدت قوات التحالف، أن أعمالها مستمرة مع اللجان الشعبية ورجال القبائل والمقاومة الذين بدأو بالتوجه من مدن مختلفة، إلى العاصمة الشرعية عدن، وذلك لمساعدة المقاومة هناك، مشيرة إلى أن المليشيات الحوثية لا زالت تقوم بأعمال عدائية ضد السكان والمواطنين، وتحصّنت داخل بعض الأحياء، في المقابل استهدفت طائرات التحالف خلال 24 ساعة الماضية، عدة طرق مؤدية إلى عدن، من بينها جسر "عقان"، نظرا لكثافة حركة المتمردين عليه.
وأوضح العميد أحمد عسيري المتحدث باسم قوات المتحالف، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، إن المليشيات الحوثية لا زالت تقوم بأعمال عدائية ضد السكان والمواطنين، ولا تستهدف أهدافاً عسكرية، كما أنها امتدت إلى خارج عدن، وتحصّنت داخل بعض الأحياء، مشيراً إلى أن قيادة التحالف مستمرة في تقديم الدعم اللوجستي والمعلوماتي، مع استمرار العمليات الجوية بنفس الوتيرة، حسب الأهداف المخطط لها .
وأكد العميد عسيري خلال الإيجاز العسكري اليومي في مطار قاعدة الرياض الجوية في سابق اليوم، أن العمل "عاصفة الحزم" لا تزال مستمرة مع اللجان الشعبية ورجال القبائل والمقاومة، الذين توجهوا إلى عدن لمساعدة المقاومة هناك في الدفاع عن العاصمة الشرعية عدن.
وقال المتحدث باسم قوات التحالف، إن مدينة عدن تستهدف من قبل المليشيات الحوثية بحملات من اتجاه الضالع وشبوة والحديدة، مؤكدًا أنه لم يتبق للمليشيات إلا خياران، أحدهما البقاء داخل مناطق التجمعات في معسكرات الجيش اليمني المستولى عليها، ليتعرضوا لضربات القوات الجوية، أو الخروج باتجاه عدن ومن ثم ستصبح هدفا واضحا وسهلا لقوات التحالف.
وأشار المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي إلى أنه جرى استهداف أكثر من طريق مؤدي لمدينة عدن خلال الـ24 ساعة الماضية، وذلك لضمان عدم تحرك المليشيات تجاهها، إلى جانب استهداف المعسكرات التي تجمع هذه المليشيات، وكذلك استهداف جسر "عقان" المؤدي من الشمال نحو العاصمة الشرعية عدن، نظرا لكثافة حركة المليشيات عليه، مؤكدًا أن الضرورة التي تحتمها الأعمال العسكرية، استهدف هذا الجسر البري، وليس القصد منه تدمير البنى التحتية.
واضاف "أن المتمردين ومن يعاونهم من عناصر الجيش اليمني الذين انقلبوا على الشرعية، كانوا يتواجدون في عدن قبل بدء "عاصفة الحزم"، ولاحظنا في وسائل الاعلام أمس، استخدام المتمردين للعربات المدرعة واستهدافهم المباني السكنية، وإلحاق اصابات مباشرة، بحيث أن سكان عدن، كانوا مواطنين عزل وليست لديهم أي وسيلة للدفاع عن أنفسهم، إلا أن الدعم اللوجستي الذي تقدمه قوات التحالف أحدث فارق كبير على الارض، الأمر الذي تسبب إلى ابتعاد المتمردين إلى أطراف مدينة عدن، لاسيما وأن الحوثيون حاولوا خلط الاوراق بتحرير سجناء القاعدة، بهدف إثارة الفوضى وبالتالي نتوخى الحذر في عملية الدعم اللوجستي في عدن، والهدف من العملية هو تأمين المدينة وتأمين الشرعية والمواطنين".
ولفت العميد عسري إلى أنه سبق الإشارة إلى وجود عدد كبير من مستودعات الذخيرة داخل الأراضي اليمنية، حيث دأبت المليشيات الحوثية على تخزين الأسلحة فيها خلال الفترة الماضية، وتعمل قوات التحالف على استهدافها .
وحول الأعمال البرية والبحري، ذكر المتحدث باسم قوات التحالف، أن القوات البرية وحرس الحدود مستمرة بتنفيذ مهامها على كامل الحدود الجنوبية للمملكة، ولم تسجل أي أعمال ضد مواقع الحدود، مشيرًا إلى أن مدفعية الميدان مستمرة في منع المليشيات من تكوين أي قاعدة يمكنهم الانطلاق منها لحدود المملكة، في تعمل العمليات البحرية على مراقبة عمل الموانئ وتسهيل حركة الدول التي طلبت إجلاء رعاياها عن طريق البحر، مثل الهند وباكستان والصين، مع استمرار منع التهريب من وإلى الجزر اليمنية، واستمرار المراقبة باستخدام القطع البحرية وطيران التحالف .
وأكد المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، أن قيادة التحالف بدأت اليوم، في إجلاء 11 شخصا من منتسبي منظمة الصليب الأحمر الدولي، ويجري العمل على تحديد رحلات أخرى لإجلاء البقية، مشيرًا إلى استمرار بقية الدول التي جرى الإعلان عنهم في الإيجاز العسكري خلال اليومين الماضيين، في إجلاء رعاياها، مشددا على التزام قيادة التحالف في تسهيل مهمة إجلاء الرعايا في اليمن، لتسير وفق الإجراءات المتفق عليها.
وحول التوسع في عمليات المساعدات الإغاثية والإنسانية، حتى تشمل المدن اليمنية الأخرى، أوضح العميد عسيري، أن جميع الأعمال والمبادرات التي تنطوي تحت المساعدات الانسانية مرحب بها، وقوات التحالف شكلت لجنة لإدارة هذه العمليات، ولكن الهدف الآن، هو تأمين مدينة عدن، وكذلك المدن اليمنية، حتى يتم التأكد من أن هذا الدعم الإنساني يذهب إلى المواطن اليمني، وليس للميليشيات الحوثية، والجماعات المتمردة، على مراحل متعدد، والأهم من ذلك هو أمن المواطن اليمني.
وقال المتحدث باسم قوات التحالف، إن القطع البحرية تقوم بمراقبة الجزر اليمنية، ولم نعلن عن أي عملية قصف بحري، بل في الوقت الحالي نساعد الدول التي تقوم بعملية الإخلاء للمواطنين في عدن.
وحول ما تردد عن طلب الحوثيون إلى العودة إلى طاولة الحوار، أشار المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي إلى أن هذه الأمور تتم وفق مستوى سياسي، وليس عسكري، مؤكداً أن العملية العسكرية لا تزال مستمرة في الوقت الحالي.
وحول توجيه ضربة مزدوجة تشمل الحوثيون و"القاعدة"، أكد العميد عسيري، أن "القاعدة" تنشط في اليمن منذ زمن طويل، وذلك بسبب تقاعس المجتمع الدولي على متابعة مثل هذه الأمور، وأن التصرفات الميليشيات الحوثية، أضعفت هيبة الدولة اليمنية، وبالتالي نشأت "القاعدة" باليمن بشكل أكبر.
وأضاف "عندما أرادت الميليشيات الحوثية، خلط الأوراق، وصرف قوات التحالف عنها، قامت بإطلاق سراح سجناء القاعدة من سجن المكلا، وقام التنظيم في أول عمل له، بالهجوم على السجن المركزي وتم نهب ما بداخله، حيث أن التعامل مع الجماعات الإرهابية بنوع القاعدة يختلف عن التعامل مع الجماعات الحوثية، وهدفهم هو صرف انتباه التحالف عن أعماله العسكرية، والعمل جاري على تقيم الوضع في المكلا، ومتى ما أصبح الوقت مناسب لتنفيذ عملية عسكرية ستنفذ، لاسيما وأن القاعدة يختفون بين السكان، وهدف قوات التحالف هي حماية الشعب اليمني، ولذلك لن نضحي بحياة المواطن اليمني، مقابل التعامل مع القاعدة".
وحول إيقاف العمليات الجوية لمدة 24 ساعة لدخول المساعدات الإنسانية، أكد المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، أن العمل يتم وفق خطة العسكرية، والمناقشات السياسية المتعلق بمجلس الأمن قد ترك لمتخذي القرار السياسي، أما فيما يتعلق بالعمليات العسكرية فيتم العمل على تحقيق الأهداف التي أعلن عنها منذ البداية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.