إسرائيل تحكم على نائبة فلسطينية بالحبس إداريا 6 أشهر

بعد أيام فقط على اعتقالها من وسط رام الله

إسرائيل تحكم على نائبة فلسطينية بالحبس إداريا 6 أشهر
TT

إسرائيل تحكم على نائبة فلسطينية بالحبس إداريا 6 أشهر

إسرائيل تحكم على نائبة فلسطينية بالحبس إداريا 6 أشهر

أصدرت محكمة إسرائيلية أمس، حكما بحق خالدة جرار، النائبة في المجلس التشريعي الفلسطيني (البرلمان)، بالحبس لمدة 6 أشهر «إداريا» بعد اعتقالها من منزلها الخميس الماضي.
وقال بيان لنادي الأسير الفلسطيني: «إن محكمة عوفر العسكرية، الواقعة غرب رام الله، وسط الضفة الغربية، أصدرت حكما بالسجن 6 أشهر على عضوة المجلس التشريعي خالدة جرار». وأشار النادي إلى أن جرار نقلت لسجن هشارون شمال إسرائيل.
وقال المحامي محمود حسان، وكيل الأسيرة جرار، إن التهمة هي تشكيل خطر على الأمن، مشددا على أن المحكمة لم تقدم لائحة اتهام بدعوى أن الملف «سري».
والاعتقال الإداري، وهو قانون الطوارئ البريطاني لعام 1945، يعني اعتقال فلسطينيين وزجهم في السجن من دون محاكمات أو إبداء الأسباب، لفترات مختلفة قابلة للتجديد تلقائيا. ويعتمد السجن الإداري على ملف تتذرع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بأنه سري، ولا يجوز للمحكمة الاطلاع عليه.
وقال النائب قيس عبد الكريم في بيان: «إن قرار الاعتقال الإداري التعسفي لمدة 6 أشهر الذي أصدرته محاكم الاحتلال بحق النائبة في المجلس التشريعي خالدة جرار، تأكيد على أنه ليس هنالك أي تهمه بحقها كما كان يدعي الاحتلال»
وأضاف النائب أبو ليلى: «قرار الاعتقال الإداري بحق النائبة جرار محاولة من قبل الاحتلال للتستر على قرار اعتقالها وكذلك قرار إبعادها الذي أصدره الاحتلال قبل عدة أشهر».
وتابع: «إن اعتقال النائبة جرار ووضعها قيد الاعتقال الإداري انتهاك للحصانة التي منحها إياها الشعب الفلسطيني، واستمرار لسياسات الاحتلال التعسفية بحق نواب المجلس التشريعي الفلسطيني المنتخب التي تواصل اعتقال 16 نائبا في سجونها، قسم منهم معتقل بموجب سياسة الاعتقال الإداري التي يتبعها الاحتلال وتتنافى وكافة المواثيق الدولية».
ودعا عبد الكريم المجتمع الدولي والهيئات الحقوقية، للضغط على حكومة الاحتلال لوقف سياسة الاعتقال الإداري التي تتنافى مع القوانين الدولية.
وكانت إسرائيل اعتقلت جرار الخميس الماضي من منزلها وسط رام الله في تحد جديد للسلطة الفلسطينية ضاربة بعرض الحائط الحصانة البرلمانية التي يفترض أن تتمتع بها جرار.
ويوجد الآن في السجون الإسرائيلية 16 نائبا يقضون أحكاما إدارية ثابتة ومتفاوتة.
ويقول الفلسطينيون إن اعتقال جرار جاء انتقاما لكسرها قرارا إسرائيليا بإبعادها عن رام الله العام الماضي.
وكانت جرار، وهي عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، رفضت قرارا إسرائيليا بمغادرة رام الله في سبتمبر (أيلول) الماضي، معلنة أنها لن تخضع للسلطات المحتلة، مما أجبر إسرائيل على التراجع عن القرار قبل شهرين فقط.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.