سباق سيارتي الكهرباء وخلايا الوقود مستمر.. وخفض تكلفة الإنتاج عامل رئيسي في حسمه

في انتظار جيل جديد من البطاريات يشكل نقلة نوعية لها

سيارة «ميراي» أي
سيارة «ميراي» أي
TT

سباق سيارتي الكهرباء وخلايا الوقود مستمر.. وخفض تكلفة الإنتاج عامل رئيسي في حسمه

سيارة «ميراي» أي
سيارة «ميراي» أي

في وقت يبدو فيه أن سيارة الهيدروجين في طريقها إلى النسيان، تواصل بعض الشركات الكبرى (مثل «جنرال موتورز»، و«هوندا»، و«تويوتا»، و«دايملر»، وهيونداي») الأبحاث المكلفة التي تجريها على تطويرها، بحيث وجدت بعض سيارات الهيدروجين أخيرا طريقها إلى صالات العرض.
أبرز الشركات التي تراهن على مستقبل الهيدروجين شركة «هيونداي» التي كانت تؤجر سيارة «توسون» الرياضية العاملة بالهيدروجين - والتي تعتبرها أول سيارة تعمل بخلايا الوقود تنتج تجاريا - لقاء دفعة أولى تبلغ 2.999 دولار وقسط شهري يبلغ 499 دولارا. (ويشمل ذلك الهيدروجين. وعقد إيجار السيارة «توسون» العاملة بالوقود العادي يبلغ مقدار النصف تقريبا). أما الشركة الثانية فقد كانت «تويوتا» التي طرحت سيارة سيدان تُدعى «ميراي»، أي «المستقبل» باللغة اليابانية.
شركة «تويوتا» تعتبر، بلسان نائب رئيسها لشؤون استراتيجيات الأعمال بشمال أميركا، نيهار باتيل، أنه «أمر لا يستحق عناء التفكير حينما أعتقد بأن التطور المقبل سوف يذهب إلى التقنيات المعتمدة على خلايا الوقود»، مؤكدا قناعته بالفعل بأن قطاع السيارات «على أبواب نقطة تحول».
تبدأ مبيعات السيارة «ميراي» في ولاية كاليفورنيا هذا العام بسعر يبلغ 57.500 دولار، وهو سعر أدنى من سعر نموذج السيارة الكهربائية «تيسلا إس». وتنفق ولاية كاليفورنيا ملايين الدولارات على بناء محطات التموين بالهيدروجين، وتعمل على توسيع الشبكة من 9 محطات - حاليا - إلى 50 محطة بحلول نهاية العام المقبل، ومعظمها في لوس أنجليس ومنطقة خليج سان فرانسيسكو. وتبني اليابان وألمانيا، وهما من الأسواق الأولى في مجال سيارات الهيدروجين، عددا مماثلا من المحطات.
يذكر أن احتراق غالون واحد من البنزين يبعث نحو 20 رطلا من ثاني أكسيد الكربون في الهواء. وفي عام 2012، جرى بث نحو 1.8 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون من السيارات والشاحنات في الولايات المتحدة وحدها، أو أكثر من ربع انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في البلاد، فيما تزداد المخاوف من التغيرات المناخية المثيرة للنقاشات حول البدائل المتاحة للبنزين والديزل.
السيارات الكهربائية وسيارات خلايا الوقود، هي في الأصل، من عائلة السيارات الكهربائية التي تتمتع بكامل مزايا المحركات الكهربائية؛ من حيث التسارع الكبير، والعوادم القريبة من حالة الصمت، وعدم انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
أما الفارق فيكمن في مصدر الكهرباء؛ فبدلا من تخزين الشحنة الكهربائية في البطاريات، تعتبر خلايا الوقود في سيارات الهيدروجين بمثابة محطات مصغرة للطاقة تولد دفقا من الكهرباء من خلال التفاعل الكيميائي لعملية دمج الهيدروجين والأكسجين في الماء. يؤخذ الأكسجين من الهواء، والهيدروجين المضغوط بمعدل 10.000 رطل في الإنش المربع.. يخزن في الصهاريج. أما بالنسبة للعادم الخارج من السيارة، فهو عبارة عن ماء نظيف صالح للشرب.
استراتيجية خلايا الهيدروجين تلقى انتقادا حادا من رئيس مشروع «تسيلا» المنافس، الملياردير ايون مسك، الذي يصفها بـ«خلايا الغباء» ويقول إنها سوف تخسر المنافسة في السوق مع السيارات الكهربائية على اعتبار أن البطاريات الكهربائية أكثر كفاءة من خلايا الوقود وأرخص تكلفة على صعيد التشغيل. وفي الوقت الحالي توجد محطات لشحن بطاريات السيارات الكهربائية أكثر بكثير من محطات تعبئة خزانات الهيدروجين.
ولكن السيارات العاملة بالبطاريات الكهربائية لا تخلو من شوائب هي الأخرى، فهي تستغرق وقتا طويلا للشحن، وليست أسرع من السيارة العاملة بالهيدروجين.
في ولاية كاليفورنيا، تبيع شركة «تويوتا» سيارة «راف4» الرياضية الكهربائية العاملة ببطاريات «تيسلا» ومدى سيرها بالشحنة الواحدة 103 كيلومترات فقط. وبعد نقطة معينة، فإن إضافة المزيد من البطاريات يعود بنتائج ضئيلة؛ إذ تذهب الطاقة المزيدة إلى سحب السيارة والوزن الإضافي.
وذلك هو السبب وراء صغر حجم معظم السيارات العاملة بالبطاريات الكهربائية، مثل سيارة «نيسان - ليف». ولكي تكون البطاريات أكثر كفاءة في سيارات الميني فان، والشاحنات الصغيرة، وسيارات الدفع الرباعي الكبيرة، يجب أن يكون الجيل الجديد من الكيمياء أفضل حالا. ولا يعرف أحد على وجه اليقين كيف ستكون تلك الكيمياء؛ حيث تتسق خلايا وقود الهيدروجين بسهولة حتى في الشاحنات والحافلات.
يحتوي كيلوغرام الهيدروجين على أكبر قدر ممكن من الطاقة الكيميائية التي تساوي غالونا من البنزين، ولكن خلايا الوقود تعتبر أكثر كفاءة من محركات الاحتراق الداخلي، لذلك فإن سيارات خلايا الوقود مثل «ميراي» تتمتع بنطاق سير يبلغ 300 ميل بالمقارنة مع سيارات البنزين الحالية. ويستهلك التزود بالوقود عند مضخة الهيدروجين عدد الدقائق القليلة نفسه، الذي تحتاجه السيارة للتزود بالوقود العادي، بدلا من الساعات الطويلة لشحن البطارية الكهربائية، حتى إن شواحن «تسيلا» الفائقة الجودة تستغرق نحو 20 دقيقة في شحن سيارة من موديل «إس».
إلا أن السؤال المطروح حول خلايا وقود الهيدروجين لا يزال: كم تكلفتها؟ ومن أين يأتي الهيدروجين؟
شركات صناعة السيارات تعمل على بناء خلايا الوقود الصغيرة بما يكفي لتشغيل السيارة لعدة أعوام ولا تكلف الملايين من الدولارات.
وفي عام 2007 طرحت شركة «جنرال موتورز» في الأسواق، في تجربة عملية، أسطولا من سيارة «شيفروليه - إيكونوكس» (Equinoxes) العاملة بخلايا الوقود غطى أكثر من 3 ملايين ميل، فيما تجاوز عداد المسافات في بعض السيارات حاجز 120.000 ميل، فيما يؤكد رئيس عمليات صناعة خلايا الوقود في شركة «جنرال موتورز»، تشارلز فريز أنه منذ عام 2010 «وصلنا إلى حد الانتهاء من مواجهة معظم التحديات التقنية».
وقد انخفضت التكاليف كذلك وفي جزء كبير منها عبر تقليل كمية البلاتين المكلف الذي يستخدم محفزا لدمج الأكسجين والهيدروجين معا. وتؤكد «تويوتا» أن خلايا الوقود في سيارة «ميراي» كانت أصغر حجما من الجيل السابق وأرخص منها بنسبة 95 في المائة. ومع ذلك، فمن المتوقع لشركة «تويوتا» أن تخسر في كل سيارة «ميراي» تبيعها، ولكنها خسرت أصلا عند طرحها سيارة «بيريوس» بطرازها الهجين الناجح. ومن المتوقع أن تبدأ سوق خلايا الوقود صغيرة، وتقول شركة «تويوتا» إنها ستصنع نحو 700 سيارة «ميراي» عام 2015، فيما تقول شركة «هيونداي» إن خطوط إنتاجها تتسع لصناعة بضع مئات من السيارة «توسون» العاملة بخلايا الوقود في السنة الواحدة. وسوف تطرح نحو 60 سيارة «هيونداي - توسون» للبيع في جنوب كاليفورنيا بحلول نهاية العام الحالي.
وفي الوقت الذي تنمو فيه اقتصادات الشركات الكبرى وتتحسن فيه التقنيات، يبقى الأمل في أن تتابع خلايا الوقود مسار سيارة «بريوس» التي تطورت من سيارة غريبة الأطوار تسبب الخسائر لشركتها، إلى سيارة مميزة ومربحة.

* خدمة «نيويورك تايمز»



«جنرال موتورز»: البيع مستمر على الإنترنت في السعودية من 95 صالة عرض

«شيفروليه كورفيت».. وفي الإطار المدير الإقليمي لمجموعة «جنرال موتورز» جون روث
«شيفروليه كورفيت».. وفي الإطار المدير الإقليمي لمجموعة «جنرال موتورز» جون روث
TT

«جنرال موتورز»: البيع مستمر على الإنترنت في السعودية من 95 صالة عرض

«شيفروليه كورفيت».. وفي الإطار المدير الإقليمي لمجموعة «جنرال موتورز» جون روث
«شيفروليه كورفيت».. وفي الإطار المدير الإقليمي لمجموعة «جنرال موتورز» جون روث

في حوار مع «الشرق الأوسط»، كشف المدير الإقليمي لمجموعة «جنرال موتورز» جون روث، عن أن عدد صالات عرض المجموعة في السعودية بلغ 95 صالة مقارنة بنحو 35 صالة عرض في الإمارات، أي نحو 3 أضعاف، وأكد أن عمليات بيع السيارات مستمرة عبر الإنترنت في السعودية والمنطقة. وتتوفر المبيعات والخدمات من الشركة عبر تطبيق «شوب. كليك. درايف».
كما أشار روث إلى دخول خدمة «أون ستار» تدريجياً إلى المنطقة بداية من سوق الإمارات، على سيارات «شيفروليه» و«جي إم سي» و«كاديلاك» الجديدة. وتوفر الخدمة اتصالات مباشرة من أصحاب هذه السيارات حول جوانب تشغيل السيارات وصيانتها.
ويقول روث إنه يتطلع إلى مستقبل خالٍ من الحوادث المرورية والانبعاثات الكربونية والازدحام. واعترف روث بأن كثيراً من المستهلكين لديهم مخاوف حول استعمال السيارات الكهربائية. وأضاف أن أكبر هذه المخاوف يتعلق بمدى السيارات. ولذلك قدمت الشركة أحدث طراز كهربائي، وهو السيارة «بولت» التي تتميز في طراز 2020 بأداء قوي ومساحة رحبة ومدى يصل إلى 565 كيلومتراً لكل عملية شحن كهربائي كاملة. وهذا يعني القيادة لمدة أسبوع تقريباً من دون الحاجة إلى شحن السيارة.
وقال روث إن الشركة تحاول دوماً البحث عن حلول لمعالجة أي مسائل تمثل قلقاً للمستهلكين، فيما يتعلق بالسيارات الكهربائية، بالتعاون مع الهيئات المختلفة في المنطقة.
وتشهد مجموعة «جنرال موتورز» كثيراً من النشاطات في المنطقة؛ بدأت منذ الشتاء الماضي حينما أعلنت الشركة عن تقديم 6 سيارات جديدة في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بما فيها سيارات «شيفروليه كابتيفا» من نوع «كروس أوفر»، و«جي إم سي أكاديا 2020» متعددة الاستخدامات، و«كاديلاك سي تي 5» و«شيفروليه كورفيت ستينغراي» التي تدخل الأسواق هذا العام.
ويشير روث إلى دراسة حول مؤشر خدمة العملاء في الإمارات لعام 2019 قامت بها مؤسسة «جي دي باور»، وجرى تكريم «كاديلاك» و«جي إم سي» تقديراً لتميز خدمة العملاء خلال العام في الإمارات. وجاءت «شيفروليه» في المركز الثالث لتحقيقها أعلى مستوى من رضا العملاء في خدمات ما بعد البيع.
ونظراً للظروف الحالية للحجر الصحي بسبب فيروس «كورونا» في المنطقة توفر «جنرال موتورز» عمليات الشراء عبر الإنترنت عبر منصة «شيفروليه» (Shop.Click.Drive) وتجتهد في خدمة العملاء بعد البيع رغم الظروف الصعبة الحالية بسبب قيود الحركة الناتجة عن مكافحة فيروس «كورونا».

سيارات جديدة
من ضمن مجموعات السيارات التي تقدمها «جنرال موتورز» هذا العام، ترسم سيارات «شيفروليه» الجديدة معالم القطاعات المتنوعة التي تقدم فيها الشركة للمستهلك خيارات غير مسبوقة. فهي تطرح للمرة الأولى في المنطقة السيارة الكهربائية «بولت» لمن يود أن يقبل على تقنيات كهربائية نظيفة، وتوفر الشركة أيضاً سيارة «كابتيفا» لمن يحتاج إلى السعة العملية للسيارات الرباعية الرياضية، ثم تأتي السيارة الأيقونية «كورفيت ستينغراي» في جيلها الثامن لمن يتطلع إلى ملكية سيارة رياضية سوبر تأتي للمرة الأولى بمحرك وسطي. وتضيف الشركة أيضاً أحدث نماذج السيارة الرياضية «كمارو» التي ترفع من قوة الأداء.
واحتفلت «شيفروليه» في نهاية العام الماضي بحصول طراز «سوبر بان» على نجمة التميز من هوليوود بعد ظهورها في 1750 فيلماً ومسلسلاً تلفزيونياً منذ عام 1952. كما كشفت الشركة عن شاحنات «سيلفرادو» الجديدة التي تأتي بمحرك سعة 6.6 لتر بثماني أسطوانات وحقن مباشر للوقود وقدرة 400 حصان، مع ناقل حركة أتوماتيكي بـ6 سرعات.
ومن قطاع «جي إم سي» تقدم «جنرال موتورز» السيارة «أكاديا» بتصميم جديد ومحرك بشاحن توربيني، وهي من فئة السيارات الرباعية الرياضية ويمكنها استيعاب حتى 7 ركاب على 3 صفوف. كما أعلنت «جي إم سي» أيضاً عن نوايا إعادة إنتاج السيارة «هامر» الرباعية الكبيرة، ولكنها هذه المرة تأتي بدفع كهربائي كامل. كما كشفت «جي إم سي» أيضاً عن طراز «يوكون» الرباعي الرياضي الجديد.
وكشف قطاع «كاديلاك» أيضاً عن طراز «إيسكاليد» الجديد الذي يأتي بمحرك سعة 6.2 لتر بثماني أسطوانات مع ناقل حركة أتوماتيكي ودفع على كل العجلات. وكشفت الشركة أيضاً عن تقنية «سوبر كروز» التي سوف تدخل على فئات «سي تي 5» و«سي تي 4» ثم على طراز «إيسكاليد» لعام 2021. وتسمح هذه التقنية بتغيير مسار السيارات على الطرق السريعة من دون استخدام اليدين. ويعدّ النظام خطوة متقدمة على مسار تحقيق القيادة الذاتية.

طراز «كمارو»
كانت السيارة الرياضية «شيفروليه كمارو» هي أحدث ما قدمته مجموعة «جنرال موتورز» إلى المنطقة، وهي من السيارات الرياضية المحبوبة خليجياً ولها إرث يعود إلى بداية انطلاقها في عام 1966. ونجحت السيارة في اجتذاب كثير من المعجبين لها في المنطقة خلال العقود الماضية. وهي حاصلة هذا العام على «5 نجوم» في اختبارات السلامة الأميركية.
ويأتي الطراز الجديد من «كمارو» بكثير من أجزاء التصميم الخارجي مصنوعة من ألياف الكربون.
وخفض ذلك من وزن السيارة بنحو 90 كيلوغراماً، كما زاد من صلابتها بنسبة 28 في المائة. كما توفر لها الشركة مجموعة كبيرة من الإكسسوارات وتصاميم العجلات.
وفي الداخل تأتي «كمارو» بمقاعد رياضية مدعومة بمساند جانبية ومقود بكسوة جلدية وقاع مسطح يساعد على التحكم في المناورات بسرعات عالية. ويختار السائق من بين 3 أنماط لعرض المعلومات على زجاج النافذة الأمامية.
ويمكن اعتبار «كمارو» هي التفسير الحديث لسيارة العضلات التقليدية. وفي جيلها السادس الجديد تأتي «كمارو» بكثير من الخيارات؛ بما في ذلك المحركات التي تبدأ بمحرك بسعة لترين، وتنتهي بالمحرك الأقوى وهو بسعة 6.2 لتر وثماني أسطوانات ويوفر للسيارة قدرة 447 حصاناً من دون الحاجة إلى الشحن التوربيني.
ويرتبط المحرك بناقل أتوماتيكي بثماني سرعات. ويمكن اختيار الناقل اليدوي بـ6 سرعات. ويتميز المحرك بخاصية تعطيل نصف الأسطوانات على سرعات بطيئة لتوفير الوقود.
هذا؛ وتخطط الشركة لاستئناف عمليات التصنيع في أميركا الشمالية، وكان التأثير الواضح من جائحة «كورونا» انخفاض المبيعات الأميركية بنسبة 7 في المائة مع نتائج متفاوتة في مناطق أخرى من العالم.