ليبيا: الحاسي يتحدى قرار البرلمان السابق بإقالته وسط انقسام بين ميلشيات طرابلس

هجوم مفاجئ لـ«داعش» في مصراتة والصاعقة تعلن مقتل 15 جنديًا في بنغازي

ليبيا: الحاسي يتحدى قرار البرلمان السابق بإقالته وسط انقسام بين ميلشيات طرابلس
TT

ليبيا: الحاسي يتحدى قرار البرلمان السابق بإقالته وسط انقسام بين ميلشيات طرابلس

ليبيا: الحاسي يتحدى قرار البرلمان السابق بإقالته وسط انقسام بين ميلشيات طرابلس

تحدى عمر الحاسي رئيس ما يسمى بحكومة الإنقاذ الوطني غير المعترف بها دوليا في العاصمة الليبية طرابلس قرار المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته بإقالته من منصبه، الذي قال إنه فوجئ بمعرفته من القنوات التلفزيونية، وأعلن أنه سيتشاور مع شركائه الثوار والفقهاء الدستوريين بشأنه.
ودافع الحاسي في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس عن حكومته التي تولى رئاستها منذ شهر سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، واتهم البرلمان السابق برفض إقرار الميزانية الخاصة بها والمقدرة بنحو 38 مليار دينار ليبي مقابل (أكثر من 70 مليار دينار ليبي) في الحكومات السابقة.
وقال إنه لا يمكن إقالة رئيس الحكومة من دون مساءلة أو استدعائه للتحقيق، مشيرا إلى أنه طلب إجراء تعديل وزاري لكن لم يستجيب له البرلمان السابق. وأضاف: «أرتبط وأحترم شركائي من الثوار الذين كونت حكومتي منهم، وسأبدأ مشاورات موسعة معهم بحيث لا يكون في قرار الإقالة مساس بهم».
وتابع: «سأمتثل لهذا القرار إذا وافق عليه الثوار، لكنه ألمح إلى أنه ربما سيقيم دعوى قضائية ضد قرار الإقالة بعد مشاورات، قال إنه سيجريها أيضا مع الفقهاء الدستوريين».
في المقابل، وفيما يمثل انقساما داخل الميلشيات المسلحة الداعمة للبرلمان السابق في طرابلس، شنت غرفة عمليات ثوار ليبيا هجوما حادا على البرلمان السابق واعتبرت في بيان لها، أن الأسباب التي ساقها عمر حميدان الناطق باسم البرلمان المنتهية ولايته بشأن إقالة الحاسي وهو يتلعثم لم تكن مقنعة.
وبعدما اعتبرت أن تقارير ديوان المحاسبة التي جاء على ذكرها لم تكن منطقية لأنه لم يحدث في أي دولة في العالم أن يحاسب رئيس حكومة لم تصرف له ميزانية من الأساس، أعلنت عن تقديم أعضاء في البرلمان السابق ووزراء ووكلاء وزارات حكومة الحاسي عن المنطقة الشرقية استقالاتهم بالكامل، احتجاجا على إقالته.
في المقابل، حثت عملية «فجر ليبيا»، رئيس الوزراء المقال من منصبه عمر الحاسي على الانسحاب بهدوء من المشهد السياسي في البلاد، حيث أوضح مكتبها الإعلامي أنه «يجب على الحاسي تقديم مصلحة الوطن ووحدة الصف والتي قدم نفسه لأجلها فيما سبق، وأن ينسحب من المشهد بهدوء تام ليحفظ لنفسه هذا التتويج الذي قل من يستطيعه».
من جهتها، رحبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بوقف إطلاق النار وانسحاب القوات من منطقة الهلال النفطي في السدرة، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تأتي بعد أسابيع من جهود الوساطة التي بذلتها بين قوات عملية الشروق وحرس المنشآت النفطية والتي اعتمدت على حسن نية الأطراف لإنهاء النزاع.
واعتبرت البعثة في بيان لها أن الانسحاب هو خطوة أولى هامة على صعيد إنهاء القتال في منطقة الهلال النفطي، داعية إلى اجتماع بين الأطراف قريبا لاستكمال المفاوضات والتي تشمل الترتيبات الأمنية المؤقتة للمرافق النفطية.
كما حثت الأطراف في المناطق الأخرى على الانخراط في ترتيبات مشابهة لإنهاء إراقة الدماء وإعادة الاستقرار من أجل المصلحة العليا لليبيا.
ويبلغ إنتاج النفط حاليا 564 ألف برميل يوميا بعدما أغلق القتال بعض المرافئ والحقول، علما بأنه كان قبل انتفاضة 2011 ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي يبلغ 1.6 مليون برميل يوميا.
من جهته، دعا مصرف ليبيا المركزي في بيان نقلته وكالة الأنباء الحكومية، إلى ضرورة اتخاذ ما وصفه بإجراءات مالية صارمة للحد من العجز الذي تعانيه الميزانية العامة للدولة الليبية للعام الحالي 2015.
وقال المصرف الذي يتخذ من مدينة البيضاء في شرق البلاد مقرا له، ويدين بالولاء لمجلس النواب المنتخب المعترف به دوليا، إن هذا العجز يصل إلى 68 في المائة أي بما قيمته 30 مليار دينار ليبي.
وأوضح أن انهيار أسعار النفط بشكل مفاجئ خلال العام الماضي قد انعكس سلبا على إيرادات ليبيا، مما أثر بشكل مباشر على احتياطي النقد الأجنبي حيث استنزف منه 3 مليارات و22 مليار خلال العامين الماضيين.
وحذر المصرف في بيانه من وصول قيمة العجز إلى 30 مليار دينار ليبي، أي بنسبة 68 في المائة من الناتج المحلي، مطالبا بضرورة تقليص الإنفاق على السفارات والبعثات الدبلوماسية والاعتماد على سعر الصرف الرسمي في مرتبات العاملين بها وتجميد تعويضات الحرب وصرف علاوة العائلة حتى تتعافى إيرادات النفط.
عسكريا، أعلن المجلس البلدي لمدينة مصراتة في غرب ليبيا، مقتل 3 من عناصر ميلشيات المدينة إثر هجوم مفاجئ يعتبر الأول من نوعه في المدينة، نفذته مجموعة مسلحة على متن سيارة مجهولة الهوية، استهدفت نقطة حراسة بوابة الدوفان جنوب مدينة مصراتة 200 على بعد نحو كيلومتر شرق العاصمة طرابلس.
لكن مسؤولا أمنيا قال في المقابل، إن جنديين قتلا بينما أصيب 3 جنود آخرون في الهجوم الذي رجح أن يكون من نفذوه تابعين لما يعرف بالفرع الليبي لتنظيم «داعش».
إلى ذلك، شنت طائرة حربية يعتقد أنها تابعة لما يسمى بميلشيات فجر ليبيا غارات جوية على مطار بلدة الزنتان وألحقت ضررا طفيفا بمبنى للركاب، فيما قال عمر معتوق، المتحدث باسم المطار إن الطائرة قصفت المطار بسبع قذائف إحداها سقطت قرب مبنى الركاب وألحقت أضرارا بواجهته لكن لم تقع خسائر في الأرواح.
وفى بنغازي، شرق البلاد، أعلنت القوات الخاصة (الصاعقة) بالجيش الليبي أنها فقدت 15 جنديا من عناصرها خلال الشهر الماضي، جراء الاشتباكات مع ميلشيات ما يسمى بمجلس شورى ثوار بنغازي بمناطق متفرقة بالمدينة. وقال العقيد ميلود الزوي، المتحدث الرسمي باسم الصاعقة إن عددا من جنود الصاعقة لقوا مصرعهم عن طريق القناصة التابعين لقوات مجلس شورى ثوار بنغازي من فوق أسطح المنازل.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.