الحارس أوفارينكو: سيسكا صوفيا غير قادر على دفع الرواتب لكن جماهيره رائعة

النادي البلغاري العريق يواجه أزمة مالية خانقة منذ 2006

الحارس أوفارينكو محاطا بصغار مشجعي سيسكا صوفيا («الشرق الأوسط»)
الحارس أوفارينكو محاطا بصغار مشجعي سيسكا صوفيا («الشرق الأوسط»)
TT

الحارس أوفارينكو: سيسكا صوفيا غير قادر على دفع الرواتب لكن جماهيره رائعة

الحارس أوفارينكو محاطا بصغار مشجعي سيسكا صوفيا («الشرق الأوسط»)
الحارس أوفارينكو محاطا بصغار مشجعي سيسكا صوفيا («الشرق الأوسط»)

لم يحصل ماكسيموس أوفارينكو، حارس سيسكا صوفيا المتعثر ماليا، على راتبه منذ ثلاثة أشهر، وطلب من والديه إرسال أموال له من أجل تسديد إيجار المنزل، لكنه منبهر بالجماهير «الفريدة» ومساندتها للنادي الذي ينافس في الدوري البلغاري الممتاز لكرة القدم.
وقال أوفارينكو القادم من لاتفيا والمنتقل لسيسكا في يناير (كانون الثاني) الماضي على سبيل الإعارة لمدة 18 شهرا «عدم وجود أموال يمثل أكبر مشكلة واجهتها في سيسكا». ونقلت وسائل إعلام محلية عن أوفارينكو أمس قوله «لم أحصل على أي راتب حتى الآن مع وجودي في النادي منذ ثلاثة أشهر. أنتظر أنا وزوجتي طفلا، ولا يمكننا البقاء من دون مال. اضطررت لقبول بعض المال من والدي ووالدتي من أجل تسديد إيجار المنزل في صوفيا».
وبالفعل طالب سيسكا جماهيره بتقديم مساعدات مالية عاجلة لتجنب الاستبعاد من دوري الأضواء البلغاري بسبب الديون.
وقدم مشجعون من خارج البلاد تبرعات خلال الأيام القليلة الماضية، وأكد ألكسندر توموف، رئيس سيسكا، أن النادي سيتمكن من الوفاء بمعايير الاتحاد البلغاري للعبة. وقال أوفارينكو «جماهير سيسكا فريدة. أنا منبهر بمساندتها وقدرتها على تلطيف الأجواء. كل مباراة تمثل سعادة كبيرة بالنسبة لي».
وعانى سيسكا سلسلة من المتاعب المالية منذ قرار رجل الأعمال البلغاري فاسيل بوجكوف ببيع النادي في 2006. وأثار بوجكوف غضب جماهير سيسكا بإقالة المدرب الصربي ميودراغ يسيتش، وهو ما تسبب في خلافات بعد ذلك بين المشجعين وإدارة النادي. وسبق لسيسكا الوصول للدور قبل النهائي في كأس أوروبا عامي 1967 و1981، إضافة لنفس المرحلة في كأس الأندية الأوروبية أبطال الكؤوس عام 1989. ويحتل سيسكا بطل بلغاريا 31 مرة حاليا المركز الثاني في الدوري برصيد 45 نقطة من 23 مباراة، بفارق ثلاث نقاط وراء لودوغوريتس حامل اللقب وصاحب الصدارة.
ويحل سيسكا ضيفا على لودوغوريتس يوم السبت المقبل مع تعهدات من عدة رجال أعمال محليين بتقديم مكافآت مغرية للفريق القادم من العاصمة صوفيا في حالة الفوز على المنافس الذي أحرز لقب الدوري في آخر ثلاثة مواسم.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».