قال الشيخ حسين العجي العواضي، محافظ محافظة الجوف اليمنية، إن اليمن يتشظى ويشرف على حرب أهلية بفعل تصرفات «حركة مجنونة»، في إشارة إلى حركة «أنصار الله» الحوثية.
وقال العواضي في حديث مع «الشرق الأوسط»، إنه شخصيا وكثيرين معه، حاولوا أن تكون هذه الحركة «عامل إسهام في بناء اليمن، إلا أن كل الجهود التي بذلت لم تؤت أوكلها»، وأشار إلى أن هذه الحركة «تتمادى، حاليا، في تصرفاتها بالذهاب إلى كل المناطق في اليمن، وهذه الحركة العمياء هي التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه».
ودعا العواضي «كل اليمنيين، دون استثناء، في كل المحافظات وبالذات المحافظات الزيدية التي سمعت أنين أبنائها وشكاواهم من تصرفات هذه الحركة، إلى الابتعاد عن الشحن المذهبي، وألا تحسب تصرفات هذه الحركة على اليمنيين، وبالذات أبناء المناطق الزيدية، وهم يعانون كما يعاني كل اليمنيين من هذه التصرفات». كما دعا محافظ الجوف اليمنيين إلى أن «يصطفوا بشكل واع وإدراك لما وصلت إليه الأوضاع من أجل الخروج من هذه الأزمة والالتفاف حول الشرعية». وقال الشيخ حسين العجي العواضي إن حركة الحوثيين «دفعت بكثير من الشباب بعد التعبئة والشحن إلى كثير من المحافظات ومنها المحافظات الجنوبية ومأرب، دون أي مبالاة بدماء هؤلاء الشباب الطيبين الذين لا يدركون أي أمر والدفع بهم إلى الموت»، كما خص بدعوته أبناء محافظات شبوة ومأرب والجوف وحضرموت إلى «الالتفاف في هذه اللحظات للوقوف صفا واحدا وتجاوز خلافاتهم (القبلية)، وبالأخص في بيحان والعين في شبوة، وأن يعقدوا صلحا غير مكتوب سوى بإرادتهم من أجل الوقوف صفا واحدا من أجل فرملة هذا الجنون». ودعا العجي أيضا الوحدات العسكرية الموجودة في تلك المحافظات إلى أن تتحمل مسؤوليتها في الدفاع عن هذه المحافظات أو أن تقوم السلطات المحلية بتعيين من تراه من القادة لقيادة تلك الوحدات، مؤكدا أن إمكانيات القبائل متفرقة لا تستطيع مجابهة حركة الحوثيين «لأنهم قد خطفوا الجيش اليمني بقياداته ومعداته وهي مدعومة من خارج الحدود»، مؤكدا أن «ثقافة الموت تتجسد في شعارات الحوثيين وتصرفاتهم».
وذكر الشيخ العواضي، في سياق تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين لا يلتزمون بالوعود التي يقطعونها. وقال: «حتى الوعود ثبت أنهم لا يلتزمون بما يعدون به». وسرد العواضي وقائع تتعلق بمشاورات جرت بينه وبين عبد الملك الحوثي عقب خروج الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى عدن وأنه شدد على الحوثي أن يترك المجال للحكومة أن تعمل بصورة طبيعية، وأن يستمر الحوار حول القضايا السياسية الأخرى. وقال: «خرجت من عند عبد الملك الحوثي بالتزامات بعدم الإقدام على خطوة التقدم أو الذهاب إلى المحافظات الجنوبية، وخرجنا باتفاق أن محافظة مأرب محافظة حساسة، وأن علينا أن نطبق وثيقة أعضاء مجلس النواب دون فائدة». وأشار إلى أنه لا يرى أي مشكلة في التدخل العربي لمساعدة طرف مغلوب، بحكم أنه رجل يحمل أفكارا قومية، «وهو تصرف مشروع». وقال إن «على هؤلاء (الحوثيون) العودة من حيث أتوا». ودعا مجددا للعودة إلى مخرجات الحوار الوطني الشامل التي اتفق عليها كل اليمنيين.
وتعليقا على مطالبة الرئيس السابق علي عبد الله صالح لدول التحالف بوقف القصف الجوي على مواقع الحوثيين ومواقع قواته، قال محافظ الجوف إن الجميع يتمنى أن يتوقف القصف، «لكن على أي أساس يتوقف القصف والقتال»، وإن ما يمر به اليمن اليوم هو «ثمرة 33 عاما من حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح والأمور تحسب بخواتيمهما، ونحن نقطف ثمار فترة حكمه، ونقول له إن زمن المراوغات قد ولى، وإن الوحدات العسكرية التي بناها طوال فترة حكمة من لون واحد، هي من تقصف اليوم أبناء المناطق اليمنية، وقد سمعت بأذني بعض هذه القوات وهي تكبر أثناء القصف وتهتف باسم نجله العميد أحمد علي، فكيف يمكن أن يستقيم الحال وقواته في الحرس الجمهوري تتدحرج وتتحرك إلى كل المحافظات اليمنية؟».
يذكر أن العواضي عميد في القوات المسلحة وقائد في الجيش وشخصية قبلية بارزة، وكان معارضا للنظام السابق في اليمن وعاش في المنفى لأكثر من 20 عاما، قبل أن يعود ويعين في ديسمبر (كانون الأول) المنصرم محافظا لمحافظة الجوف.
محافظ الجوف لـ {الشرق الأوسط} : اليمن على شفا حرب أهلية بسبب تصرفات الحوثيين العمياء
دعا إلى وقف الشحن المذهبي.. وقال: نحن الآن نقطف ثمار 33 عامًا من حكم صالح
محافظ الجوف لـ {الشرق الأوسط} : اليمن على شفا حرب أهلية بسبب تصرفات الحوثيين العمياء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة