المحكمة اللوائية ترسل رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إلى السجن

ألغت قرارًا سابقًا بتبرئة إيهود أولمرت وقررت إدانته بشدة بتهمة تلقي رشوة

المحكمة اللوائية ترسل رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إلى السجن
TT

المحكمة اللوائية ترسل رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إلى السجن

المحكمة اللوائية ترسل رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إلى السجن

أدانت المحكمة اللوائية في منطقة القدس بإجماع قضاتها الثلاثة، أمس، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، في قضية فساد وتلقي رشوة. وحسمت بذلك أمره لدخول السجن بشكل حتمي. ومع أن بالإمكان استئناف قرار المحكمة، إلا أن الخبراء يشككون في احتمال التأثير على القرار أو تغييره.
وكانت المحكمة نفسها، قد أصدرت قرارا بتبرئة أولمرت من هذه التهمة قبل 3 سنوات. فخرج مبشرا بأنه سيعود إلى الحياة السياسية منافسا لنتنياهو على رئاسة الحكومة، لكن الشرطة واصلت ملاحقته، وأقنعت سكرتيرته المخلصة بأن تخونه وتشي به. بل أرسلتها لتجلس معه وتسجل أقواله وتورطه في اعترافات حول الصفقات التي أبرمها مع أحد المقاولين من اليهود الأميركيين، موريس طالنسكي، وحصل فيها على مظاريف ملأى بالدولارات.
وانتقد القضاة بشدة امتناع أولمرت عن الصعود إلى منصة الشهود، واتهموه بمحاولة تصعيب الأمر على المحكمة في الوصول إلى الحقيقة، والتهرب من مواجهة الوقائع.
وتعتبر إدانة أولمرت ضربة قاضية لاحتمالات عودته إلى السياسة، وخطوة لا مفر منها لإمضاء بضع سنوات في السجن. وسيصدر القرار النهائي بذلك في شهر مايو (أيار) المقبل.
ويذكر أن هناك قضايا أخرى مفتوحة ضد أولمرت (69 سنة) في المحاكم، إحداها ضده وضد 11 مسؤولا آخرين من أصدقائه وشركائه، والتهمة فيها تسهيل بناء مجمع «هولي لاند» العقاري مقابل رشوة مالية، عندما كان أولمرت رئيسا لبلدية القدس، في الفترة ما بين 1993 - 2003. وقد أدين أولمرت بتهمة تلقي الرشوة في قضيتين منفصلتين، إحداهما فضيحة العقارات الكبرى «هولي لاند» أو ما تعرف بـ«الأرض المقدسة» في القدس، حين كان رئيسا للبلدية. واعتبر أولمرت مشتبها به رئيسيا عام 2010 في قضية «هولي لاند» بتهمة تلقي رشوة بقيمة 1.5 مليون شيقل، أي ما يعادل 430 ألف دولار، ليخفض الادعاء لاحقا المبلغ الذي تلقاه إلى النصف تقريبا.
يشار إلى أن القناة «العاشرة» للتلفزيون الإسرائيلي، بثت تسجيلات لإيهود أولمرت يتهم فيها الشرطة ومنافسيه السياسيين بملاحقته بسبب سعيه لعملية سلام مع الفلسطينيين. وقال إن رئيس الوزراء الأسبق ووزير الدفاع السابق، إيهود باراك، كان قد استفاد من بيع الأسلحة ووضع الأموال في حسابات بنكية خارجية، ولم يحاسبه أحد.
ويعتبر أولمرت أول رئيس حكومة في إسرائيل يدخل السجن، لينضم إلى رئيس الدولة موشيه قصاب الذي يمضي حكما بالسجن 6 سنوات، بعد إدانته بتهمة اغتصاب صبايا عملن سكرتيرات لديه حين كان وزيرا.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.