ياسين: الحرس الثوري الإيراني يمارس أعماله على الأرض.. وخلافات بين صالح والحوثيين

أعلن استئناف أعمال وزارة الخارجية اليمنية من الرياض مؤقتًا

وزير الخارجية اليمني خلال مؤتمر صحافي في السفارة اليمنية  بالرياض أمس (أ.ف.ب)
وزير الخارجية اليمني خلال مؤتمر صحافي في السفارة اليمنية بالرياض أمس (أ.ف.ب)
TT
20

ياسين: الحرس الثوري الإيراني يمارس أعماله على الأرض.. وخلافات بين صالح والحوثيين

وزير الخارجية اليمني خلال مؤتمر صحافي في السفارة اليمنية  بالرياض أمس (أ.ف.ب)
وزير الخارجية اليمني خلال مؤتمر صحافي في السفارة اليمنية بالرياض أمس (أ.ف.ب)

أكد الدكتور رياض ياسين، وزير الخارجية اليمني المكلف، أن هناك كثيرا من الحرس الثوري الإيراني، وكذلك المرتزقة من الجنسيات اللبنانية والسورية، بدأوا أعمالهم على الأراضي اليمنية، ويعملون على زعزعة وأمن استقرار اليمن، مؤكدا أن الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، غير صادق، ومخادع للشعب والدول العربية والغربية، معلنا في الوقت ذاته عن بدء أعمال وزارة الخارجية اليمنية من الرياض مؤقتا.
وأوضح الدكتور ياسين خلال مؤتمر صحافي في مقر السفارة اليمنية بالرياض، أمس، أن إيقاف التنسيق المؤقت مع الأمم المتحدة، حتى أن تُكمل «عاصفة الحزم»، المتمثلة في قوات التحالف، أعمالها العسكرية والسيطرة على الأراضي اليمنية وإعادة الشرعية إلى اليمن، مشيرا إلى أن المتمردين الحوثيين يتحملون المسؤولية الكاملة فيما يجري حاليا داخل الأراضي اليمنية.
وذكر وزير الخارجية المكلف أن الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، أصبح حديثه عن إيقاف الحرب والعمل على المبادرة الخليجية، غير صادق، وهو شخص مخادع. وقال: «لا أحد يصدق ما يقوله الرئيس المخادع علي عبد الله صالح، لقد خدع الشعب اليمني على مدار 33 عاما، ثم استمر في خداعه للأشقاء والإخوة في الدول العربية، وكذلك الدول الغربية، وما يقوله غير مقبول ولا يعتد به».
وكانت السعودية، استقبلت علي عبد الله صالح لعلاجه في الرياض، عبر طائرة إخلاء طبي سعودي، إثر إصابته بجروح خطيرة في تفجير استهدفه بالمسجد التابع للقصر الجمهوري في صنعاء، يونيو (حزيران) 2011، وتم إجراء كثير من العمليات الجراحية وكذلك التجميلية لصالح، حتى استرد عافيته.
وقال الدكتور ياسين، إن تورط إيران في دعم الميليشيات الحوثية، بدأ يزداد يوما عن يوم، بعد أن أعلنت أن دعمها للحوثيين مجرد معنوي، الأمر الذي أصبح مكشوفا لدى العالم أجمع، وأصبحت إيران في مرحلة تفقد اليمن من بين أياديها، وذلك بعد التدخل الإيجابي لقوات التحالف من خلال «عاصفة الحزم»، مما جعلها تعمل بكل قوتها من أجل أن تحتفظ باليمن، وتجعله خاصرة وخنجرا ضد دول الخليج العربي والعالم كله.
وأشار وزير الخارجية المكلف إلى أن إيران تسعى أن يكون على الأراضي اليمنية 10 قيادات عسكرية من الحرس الثوري، بقوة قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. وقال: «هناك كثيرون من الحرس الثوري ظهروا الآن خلال العملية العسكرية، لدعم الميليشيات الحوثية، وكذلك أيضا من الخبراء المدعومين من إيران والمرتزقة، من بعض الجنسيات اللبنانية والسورية الذين يعملون لحساب إيران، من أجل زعزعة الأمن والاستقرار، وإيذاء المواطن اليمني».
وذكر الدكتور ياسين، أنه هناك خلافات بدأت تظهر بين الرئيس المخادع علي عبد الله صالح والمتمردين الحوثيين، خصوصا بعد تدخل أحمد علي صالح، يطلب تدخل السلطات السعودية، ويقدم الخدمات من أجل أن يضرب الحوثيين، ولعب دور الخائن، لا سيما أنه ارتكب كثيرا من الخيانات داخل اليمن، وهو الآن لم يعد يمثل اليمن على الإطلاق، بعد إبلاغ الجهات الرسمية بعدم اعتماده كسفير لليمن لدى الإمارات.
وأكد أن أعمال وزارة الخارجية اليمنية، ابتدأت اليوم (أمس)، في الرياض بشكل مؤقت، وذلك لمعالجة أوضاع اليمنيين في بعض الدول العربية والغربية، وجرى مخاطبة تلك الدول من أجل تسهيل مهمة المواطنين اليمنيين هناك.
ولفت وزير الخارجية المكلف، إلى أن العاصمة الشرعية لليمن (عدن) تتعرض لقصف خلال الساعات الأخيرة، وأن بلاده تقدمت بعدد من الطلبات لقوات التحالف، إلا أن الأمر يتطلب المزيد من الصمود خلال الفترة المقبلة، مؤكدا أن المتمردين خلال أعمالهم، خصوصا الساعات الأخيرة، يقومون بمحاولات شرسة في الهجوم على عدن وبعض المناطق في الجنوب، وهو دليل على أنهم نيتهم تحطيم اليمن والشعب اليمني.
وأكد وزير الخارجية المكلف، أن المتمردين الحوثيين، استولوا على كثير من المعدات والأسلحة في معسكرات الجيش اليمني، وأصبح لديهم مخزون كبير من الأسلحة التي منحها لهم الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، وهم ما زالوا حتى هذه اللحظة، يستخدمونها بشكل عنيف وغير مبرر، لقصف المنازل والأحياء المدنية بالأسلحة الثقيلة من دون أي مقاومة من المواطنين، وما يقومون به، عبارة عن مذبحة داخلية، وحرب مع المواطنين السلميين داخل المدن.
وأضاف: «الحوثيون جبناء، هربوا من المناطق القبلية إلى المدن، وذلك تعرضهم إلى مقاومة شديدة بالسلاح من الإخوة الصامدين في مأرب، ولم يستطيعوا السيطرة عليها، ولذلك اتجهوا للمناطق المدنية، التي لا يوجد بها أي سلاح ولا قوة، من قبل الشعب المدني المسالم الذي لم يعتد على حمل السلاح».
وذكر الدكتور ياسين، أن خطوط التواصل مع الإخوان المناضلين في مأرب، والضالع، وغيرها، مستمر، وهناك دعم مستمر من أجل أن تصمد تلك المدن ضد المتمردين، حتى نستطيع تثبيت الشرعية على الأرض، وبالتالي سيتم إعداد جيش وطني يمني حقيقي.



تراجع ملحوظ في الإقبال على المراكز الصيفية الحوثية

أطفال يمنيون في مركز صيفي تنظمه الجماعة الحوثية بمدينة الحديدة (إكس)
أطفال يمنيون في مركز صيفي تنظمه الجماعة الحوثية بمدينة الحديدة (إكس)
TT
20

تراجع ملحوظ في الإقبال على المراكز الصيفية الحوثية

أطفال يمنيون في مركز صيفي تنظمه الجماعة الحوثية بمدينة الحديدة (إكس)
أطفال يمنيون في مركز صيفي تنظمه الجماعة الحوثية بمدينة الحديدة (إكس)

تشهد المراكز الصيفية التي تنظمها الجماعة الحوثية هذا العام، عزوف شريحة واسعة من السكان عن إلحاق أطفالهم فيها، بينما منعت الضربات الأميركية القادة الحوثيين من الظهور في فعاليات تدشينها، على الرغم من الأنشطة الحثيثة لذلك.

ودشنت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية، المراكز الصيفية التي تنظمها سنوياً عقب انتهاء العام الدراسي في مناطق سيطرتها، والتي عملت خلال الأعوام الماضية، على تسييره بالتقويم الهجري بدلاً من الميلادي، إلى جانب تعمدها تقليص المدة الزمنية التي تجري فيها الدراسة إلى أقل من 6 أشهر.

ونقلت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أن المراكز الصيفية لهذا العام تشهد في أيامها الأولى، إقبالاً محدوداً من السكان على إلحاق أطفالهم بها، رغم أن الجماعة الحوثية كثفت من أنشطتها لإقناعهم بها، وكلفت كثيراً من قادتها الميدانيين للإشراف على الدعاية والترويج لها وتنظيمها.

وربطت المصادر بين اشتداد الضربات الأميركية خلال الأسابيع الأخيرة التي سبقت تدشين المراكز الصيفية والعزوف عن إلحاق الأطفال فيها، إلى جانب عدم ظهور القيادات الحوثية العليا في فعاليات التدشين، والترويج لها بسبب مخاوف استهدافهم.

إقبال ضعيف على الالتحاق بالمراكز الصيفية هذا العام (إعلام حوثي)
إقبال ضعيف على الالتحاق بالمراكز الصيفية هذا العام (إعلام حوثي)

كما أرجعت المصادر هذا العزوف إلى ازدياد المخاوف من أن يجري استقطاب الأطفال للقتال مع الجماعة، بعد أن شهدت السنوات الأخيرة تجنيد الآلاف منهم، وإرسالهم إلى جبهات القتال، في ظل تواتر وقائع سقوط أطفال في المعارك، أو عودتهم من الجبهات بعد اختفائهم لفترات طويلة دون علم أهاليهم.

ويؤكد مطهر البذيجي رئيس التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (تحالف رصد) لـ«الشرق الأوسط»، أن هناك تغيراً في أنشطة الجماعة الحوثية للمراكز الصيفية هذا العام، باستغلال الهجمات الأميركية للترويج لروايتهم، وحشد الأطفال إلى المخيمات بحجة محاربة إسرائيل وأميركا، إلى جانب التغييرات الملحوظة في طريقة تنظيم المراكز نفسها.

استهداف الأرياف

لم تمنع مخاوف الجماعة الحوثية من استهداف الغارات الأميركية قادتها واجتماعاتها من تنظيم فعاليات التدشين والترويج للمراكز الصيفية، إذ كلفت قادتها الميدانيين والمشرفين الذين عينتهم في مستويات دنيا بالمؤسسات الحكومية التي تسيطر عليها بذلك.

طلاب في مركز صيفي حوثي يقفون على هيئة طائرة مُسَيّرة (إعلام حوثي)
طلاب في مركز صيفي حوثي يقفون على هيئة طائرة مُسَيّرة (إعلام حوثي)

وتزداد حالياً في مختلف المحافظات والمديريات الخاضعة لسيطرة الجماعة، الأنشطة والفعاليات لتدشين المراكز الصيفية، ولإقناع الأهالي بإلحاق أطفالهم بها.

ويشير تداول وسائل الإعلام الحوثية أخبار تدشين وأنشطة المراكز الصيفية، إلى استهداف الجماعة للأرياف والمناطق النائية، ومناطق التماس مع القوات الحكومية، بكثير من الأنشطة والفعاليات والترويج لإقناع السكان بإلحاق أطفالهم بها.

ويفسر البذيجي رئيس التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (تحالف رصد)، تركيز الحوثيين فعالياتهم الترويجية للمراكز الصيفية في الأرياف بسهولة إقناع السكان، نظراً لعدة عوامل؛ منها تدني الوعي وقلة الإدراك بمخاطر ما يجري، وتلقين الأطفال بدروس وخطابات تؤدي بهم إلى التطرف وغسل الأدمغة.

ونوّه رئيس التحالف الحقوقي بأن سكان الأرياف يسهل إقناعهم بأن المراكز الصيفية ما هي إلا دورات إضافية مساعدة في التعليم وتنشيط الأطفال، وتحفيزهم على الدراسة، وتقوية تحصيلهم العلمي، إلى جانب ملء أوقات فراغهم.

اتهامات للجماعة الحوثية باستغلال الفقر لإقناع السكان بإلحاق أطفالهم بمراكزها ومعسكراتها (أ.ف.ب)
اتهامات للجماعة الحوثية باستغلال الفقر لإقناع السكان بإلحاق أطفالهم بمراكزها ومعسكراتها (أ.ف.ب)

ولفت إلى أن مناطق التماس مع القوات الحكومية غالباً من المناطق التي يسهل على الجماعة تجنيد الأطفال فيها وإلحاقهم بالجبهات، ويسهم الفقر وإغراءات الجماعة الحوثية في تقديم سلال غذائية، أو معونات مالية، في دفع الأهالي لإلحاق أطفالهم بهذه المراكز، ومن ثم تجنيدهم.

تجريف التعليم

تفيد مصادر تربوية في العاصمة صنعاء بأن المراكز الصيفية تُستخدَم، إلى جانب عمليات غسل أدمغة الأطفال وتجنيدهم للقتال، في توفير مصادر دخل لكثير من الناشطين الحوثيين، حيث يتم تكليفهم بمهام تقديم الدروس مقابل أجور يومية.

وبحسب المصادر، فإن المبالغ التي يجري إنفاقها لصالح تنظيم المراكز الصيفية، يجري سحبها من مخصصات طباعة الكتاب المدرسي، وإعداد الوسائل التعليمية، وصيانة المدارس والمرافق التعليمية، بالتوازي مع اجتزاء العام الدراسي وتقليص مدته وتخفيف الأنشطة المدرسية، لصالح المراكز الصيفية.

ولفتت إلى استغلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة خلال العام ونصف العام الماضيين، لتعزيز أنشطة المراكز الصيفية ومخرجاتها، وذلك من خلال ما أطلقت عليه «دورات الوفاء للأقصى»، التي قدّمت خلالها تدريبات عسكرية للأطفال، واستقطبت الآلاف منهم إلى صفوفها.

الضربات الأميركية قلّلت من ظهور القادة الحوثيين في فعاليات المراكز الصيفية (إ.ب.أ)
الضربات الأميركية قلّلت من ظهور القادة الحوثيين في فعاليات المراكز الصيفية (إ.ب.أ)

وركز زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، في آخر خطاباته على المراكز الصيفية، وأفرد لها مساحة واسعة، إلى جانب الهجمات الأميركية على مواقع جماعته، والتطورات الإقليمية وارتباطها بتلك الضربات.

وحثّ الحوثي جميع الجهات الخاضعة لسيطرة جماعته والمشرفين على الدورات الصيفية، على المساهمة الفاعلة في نجاحها، ودعا كل «من يمتلكون الخلفية الثقافية والعلمية في التدريس فيها»، للمشاركة في ذلك بجدّ ومثابرة.

ويرى خبراء تربويون أن استخدام التقويم الهجري في تسيير وتنظيم الأعوام الدراسية، يهدف إلى تغيير مواعيد الدراسة، وتحويل اهتمام الأهالي بتدريس أولادهم إلى المراكز الصيفية، التي تبدأ فعلياً في فصل الربيع، بينما تبدأ الدراسة في فصل الصيف الذي يعدّ موسماً زراعياً في اليمن، حيث تضطر العائلات إلى الاستعانة بأطفالها في الزراعة.

وبحسب الخبراء الذين تحدثوا في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط»؛ فإن الجماعة تسعى إلى إحلال المراكز الصيفية بديلاً عن الدراسة، وإجبار الأهالي على إلحاق أطفالهم فيها بدلاً من انتظامهم في مدارسهم.