ليبيا: البرلمان السابق ينفي طلبه المشاركة في «عملية الحزم» وحكومة طرابلس تعلن تأييدها

مصدر مسؤول لـ«الشرق الأوسط»: نوري أبو سهمين لم يتعرض لأي محاولة اغتيال بالعاصمة

ليبيا: البرلمان السابق ينفي طلبه المشاركة في «عملية الحزم» وحكومة طرابلس تعلن تأييدها
TT

ليبيا: البرلمان السابق ينفي طلبه المشاركة في «عملية الحزم» وحكومة طرابلس تعلن تأييدها

ليبيا: البرلمان السابق ينفي طلبه المشاركة في «عملية الحزم» وحكومة طرابلس تعلن تأييدها

نفى مصدر مسؤول في المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق المنتهية ولايته في ليبيا لـ«الشرق الأوسط» أن يكون البرلمان الذي لا يحظى بالاعتراف الدولي، قد طلب رسميا المشاركة في عملية الحزم العسكرية العربية التي تقودها المملكة العربية السعودية في اليمن ضد الحوثيين.
وقال المصدر الذي طلب عدم تعريفه لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لم نطلب ذلك. ولم نبد أي رأي بخصوص عملية الحزم، نحن منشغلون بحالنا، ولكن نحن كسنة لا نرحب بأي تزايد للدور الإيراني الصفوي على حساب السنة».
وتابع قائلا: «نحن سنة وندرك خطر التمدد الشيعي. وأمن منطقة الخليج والدول العربية من أمننا».
كما نفى المصدر نفسه تعرض نوري أبو سهمين رئيس البرلمان لأي محاولة اغتيال في العاصمة الليبية طرابلس.
وقال إن ما وصفها بالشائعات الكاذبة التي ترددت مساء أول من أمس في العاصمة طرابلس ليس لها أي أساس من الصحة، مشيرا إلى أن المؤتمر الوطني لم يعرف بعد الجهة التي أطلقت هذه الشائعة وترددت على نطاق واسع.
من جهتها، أعلنت ما تسمى حكومة الإنقاذ الوطني غير المعترف بها دوليا، التي يترأسها عمر الحاسي وتسيطر على العاصمة طرابلس منذ صيف العام الماضي، أنها تدعم وبشدة عملية «عاصفة الحزم» التي يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية التي قالت إنها تمثل ما وصفته بـالركيزة الأولى والجدار الحصين الذي تتمترس خلفه الأمة العربية.
واعتبرت حكومة الحاسي في بيان نشره موقعها الإلكتروني عبر شبكة الإنترنت، أن «محاولة المساس بأمن السعودية وإثارة الفوضى والإرهاب بأرضها أو أي جزء من دول الخليج العربي هي اعتداء على أحرار ليبيا وثوارها».
وأضافت: «كما نؤكد، رغم إمكانياتنا المتواضعة وظروفنا الصعبة، أننا نضعها تحت تصرف الأمة لمحاربة الإرهابيين والانقلابين ونؤكد على احترام الشرعية الدستورية والمؤسسات الشرعية لكل الدول، وندعم جهود السلام والحوار الذي يحترم المبادئ الدستورية وأهداف ثورة السابع عشر من فبراير (شباط) في ظل عدالة دولية تقيس الأمور بمقياس واحد وعادل».
وشدد البيان على أن «الاعتداء على الشرعية في دولة اليمن الشقيقة ومحاولة الانقلاب عليها من قبل عصابات الحوثيين الإرهابية، لهو عمل جدير بأن تتصدى الأمة إلى مثل هذه القوى الانقلابية في كافة ربوع الوطن العربي».
وكانت ميلشيات «فجر ليبيا» المسيطرة على طرابلس قد طالبت السلطات غير الشرعية هناك بالمشاركة في العملية التي أصدرت أيضا دار الإفتاء الليبية بيانا تعلن فيه تأييدها لها.
إلى ذلك، طلبت ميليشيات فجر ليبيا أمس من عمر الحاسي رئيس حكومة الإنقاذ الوطني إجراء تعديل وزاري فوري يتجاوز 10 حقائب أو «الاستقالة في هدوء».
وقالت في بيان أصدره مكتبها الإعلامي إنها «تطالب باسم ثوار ليبيا الشرفاء رئيس حكومة الإنقاذ الوطني بضرورة الإسراع في إجراء تعديل وزاري يتعدى العشر وزارات، الواضح للجميع عجزها وتقاعسها، بل ومنها المتهم بالفساد المالي والإداري».
لكن غرفة عمليات ثوار ليبيا قالت أمس عبر صفحتها الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن حكومة الحاسي التي وصفتها بحكومة الثوار باقية بعد اتفاقهم علی أنها أفضل الحكومات لثورة فبراير رغم أنها لا تمتلك ميزانية.
واعتبرت الغرفة في بيان مقتضب أنه يتعين علی الأحزاب المتناحرة (العدالة والبناء الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، وتحالف القوى الوطنية) الابتعاد عن هذه الحكومة لأن مصالحهم الشخصية هی التی أوصلت ليبيا إلى هذا الوضع الشائن.
وكانت هذه الميليشيات قد اتهمت مطلع الشهر الجاري وزراء في حكومة الحاسي غير المعترف بها من المجتمع الدولي، بالتورط في فساد مالي، مؤكدة أنها تمتلك أدلة على ذلك، وطالبت الحاسي بوقف الفاسدين ومحاسبتهم.
وتسيطر فجر ليبيا، وهي تحالف من مجموعات مسلحة غالبيتها إسلامية، على العاصمة طرابلس منذ أغسطس (آب) الماضي، بعد معارك عنيفة وطويلة مع قوات موالية للسلطات المعترف بها من المجتمع الدولي.
من جهته، أعلن مهند المحجوب الناطق باسم الجيش الموالي لحكومة طرابلس عما وصفه بدحر وإخراج الجماعات المسلحة التي حاولت التسلل إلى مدينة العزيزية في محاولة منها للوصول إلى العاصمة طرابلس.
وقال المحجوب خلال مؤتمر صحافي عقده بمديرية أمن العزيزية إن القوة المشتركة تمكنت من دحرهم وبأقل الأضرار وتقوم حاليا بتأمين كل المداخل والمخارج بالعزيزية والساعدية والمناطق المجاورة.
ودعا المحجوب إلى تحييد كل المدن والمؤسسات الحيوية والمباني الحكومية في أي صراع أو مواجهات عسكرية، مشيرا إلى محاولة بعض الجماعات المسلحة التسلل يوم الجمعة الماضي إلى مدينة العزيزية والتمركز داخل الأبنية والمساكن بها، وجعلها مناطق مواجهة وحرب.
بموازاة ذلك، قال مسؤول نفطي إن ناقلة وجهتها إيطاليا تقوم بتحميل 600 ألف برميل من الخام في ميناء الحريقة الليبي أمس في ثامن عملية تحميل من الميناء الواقع بشرق البلاد هذا الشهر في ظل استمرار الصادرات رغم القتال الدائر بين مجموعات مسلحة.
وقال مسؤول نفطي ثان إن ناقلة أخرى وجهتها إيطاليا أيضا قامت بتحميل 130 ألف برميل من الخام في ميناء الزويتينة الذي يقع أيضا في شرق ليبيا عضو منظمة أوبك.
ويعطي تنامي الصادرات من الحريقة والزويتينة أملا لقطاع النفط الليبي الذي تضرر جراء الهجمات والقتال الدائر في البلاد.
وقال أحد المسؤولين إن ميناء الزويتينة لا يتوقع أي ناقلات جديدة في الأيام القليلة المقبلة، موضحا أن الطقس السيئ يجعل الرسو مستحيلا.
وتوقف عدد من حقول النفط الرئيسية عن العمل بسبب الصراع الدائر بين الحكومة المعترف بها دوليا في الشرق وحكومة منافسة سيطرت على العاصمة طرابلس في أغسطس 2014، ورغم ذلك ارتفع إنتاج النفط الليبي إلى 622 ألف برميل يوميا حسبما أفاد تقرير من المؤسسة الوطنية للنفط يوم الجمعة. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن ما شاء الله الزوي وزير النفط في الحكومة المنافسة التي تسيطر على طرابلس قوله إن الإنتاج 528 ألف برميل يوميا، مشيرا إلى أن زيادة الإنتاج جاءت بعد إعادة تشغيل بعض الحقول النفطية. وقال تقرير للمؤسسة الوطنية للنفط بأن شركة الخليج العربي للنفط تنتج أكثر من 250 ألف برميل يوميا، فيما تضخ إيني الإيطالية أكثر من 200 ألف برميل يوميا، وتنتج شركة سرت للنفط 71 ألف برميل يوميا، فيما أعلن التقرير أن إنتاج ليبيا من الغاز حاليا يفوق ملياري قدم مكعب يوميا.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.